وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ كشفت مصادر محلية من مدينة الكُفرة (جنوب شرقي) ليبيا عن وصول مرتزقة من السودان وتشاد إلى جنوب مدينة إجدابيا (شرقي ليبيا)، وذكرت المصادر أن هؤلاء المرتزقة سترسلهم قيادة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى مدينة سرت ومحاورها الغربية، وسط إصرار حكومة الوفاق على "تحرير" سرت والجفرة من قوات حفتر، ولا سيما في ظل وجود مرتزقة أجانب.
في غضون ذلك، نشرت الكتيبة 128 مشاة التابعة لقوات حفتر على صفحتها في فيسبوك خروج سرايا عسكرية من مدينة بنغازي شرق ليبيا إلى المنطقة الوسطى، حيث تتمركز قوات حفتر في مدينة سرت الليبية.
وأظهرت الصور انطلاق سيارات عسكرية تابعة للكتيبة تحمل أسلحة متوسطة، لتعزيز قوات حفتر المتمركزة في مدينة سرت وسط ليبيا.
وينتمي أغلبية أفراد هذه الكتيبة إلى قبيلة أولاد سليمان بإمرة حسن الزادمة، وشاركت الكتيبة في هجوم قوات حفتر على العاصمة طرابلس ومدينة سرت.
مواجهة المليشيات
من جانبه، رفض الناطق باسم قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية محمد قنونو الحديث عن وقف إطلاق نار، في ظل ما وصفه باحتلال مرتزقة أجانب مدينة سرت وقاعدة الجفرة.
وقال قنونو إن تحرير سرت والجفرة "أصبح أشد إلحاحا من أي وقت مضى" بعد أن انتشر فيهما المئات من المرتزقة التابعين لشركة فاغنر الروسية ومن جنسيات أخرى.
واتهم قنونو دولا عربية وأجنبية بدعم المرتزقة والمساهمة في جلبهم وتسهيل دخولهم وتوفير الحماية لهم، مما يجعل أماكن وجودهم خطوطا حمراء.
من جهتها، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني وليامز عن انزعاجها من تقارير تفيد بدخول مجموعات من المرتزقة إلى حقل الشرارة النفطي ومنشآت نفطية أخرى.
وقالت وليامز -خلال لقائها مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج- إن هذا الأمر ينذر بتحويل منطقة الهلال النفطي إلى منطقة صراع.
وقد بحث الطرفان كذلك جهود البعثة الأممية في المسارات العسكرية والأمنية والاقتصادية، واستئناف المسار السياسي، والألغام التي زرعتها قوات حفتر في منازل المدنيين جنوبي طرابلس. ودعت وليامز إلى الإسراع في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
فاغنر الروسية
في الأثناء، كشفت مصادر عسكرية ومحلية في منطقة الجفرة للجزيرة عن أماكن وجود قوات شركة فاغنر الروسية ومرتزقة آخرين من العرب والأجانب وسط وجنوب ليبيا.
ووفق المصادر، فقد كانت أول زيارة عسكرية روسية رسمية لمنطقة الجفرة في 5 فبراير/شباط 2018 ممثلة بوفد رسمي من ضباط الجيش استقبله العميد محمد السنوسي نصر آمر المنطقة العسكرية الوسط التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر في تلك الفترة، حيث تجول الوفد في قاعدة الجفرة التي تعتبر أكبر القواعد الجوية في البلاد.
وتشير المصادر إلى أن عدد المرتزقة من فاغنر الروسية في منطقة الجفرة يتراوح الآن بين 3 آلاف و3.5 آلاف، وكان أغلبهم يقاتلون في محاور القتال جنوب طرابلس، قبل أن ينسحبوا إلى قاعدة الجفرة.
وينتشر الروس الآن في شكل جماعات مسلحة مجهزة بالأسلحة والعتاد في مزارع وأحياء المدنيين في مدن الجفرة وبصحبتهم منظومات دفاع جوي روسية نوع بانتسير يقدر عددها بـ15 منظومة موزعة في مناطق عدة، ويتركز وجود المسلحين بمدينتي هون وسوكنة في منطقة الجفرة.
وفي مدينة ودان التابعة للجفرة أيضا توجد غرفة عمليات لمرتزقة فاغنر، وتحديدا قرب معسكر البراعم، حيث توجد أجهزة تشويش وهوائيات ومنظومة دفاع جوي بانتسير.
ويوجد مسلحو فاغنر أيضا في قاعدة تمنهنت الجوية بالجنوب الليبي، وقاعدة الواو الجوية القريبة من أقصى الجنوب، فضلا عن حقل الشرارة النفطي الواقع بالجنوب الغربي.
عرب وتشاديون
وإلى جانب الروس انتشر قرابة 70 عسكريا إماراتيا -ضمنهم ضباط- في الجفرة التي وصلوا إليها في رحلات منتظمة من أبو ظبي والقاعدة مباشرة، قبل أن يغادروا جميعا إثر ضربات حكومة الوفاق في يوليو/تموز من العام الماضي ومقتل 6 إماراتيين.
وتشير المعلومات إلى أن عدد المسلحين المرتزقة من الفصائل السودانية والتشادية في منطقة الجفرة يتراوح بين 5 آلاف و6 آلاف مسلح ينتشرون في مواقع عدة داخل قاعدة الجفرة والمناطق المحيطة بها.
كما يوجد في منطقة الجفرة مرتزقة سوريون قدموا مع المرتزقة الروس، ويتمركز عدد منهم في مداخل الجفرة عند الطريق الرابط بينها وبين أبو قرين وسرت.
..................
انتهى / 232
المصدر : الجزيرة
الأحد
٢٨ يونيو ٢٠٢٠
١:٤٢:٢٨ م
1051059
قوات حفتر تواصل حشد المرتزقة لمعركة سرت و"الوفاق" تتهم دولا عربية وأجنبية بدعمهم
ذكرت المصادر أن قيادة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر سترسل مرتزقة من السودان وتشاد إلى مدينة سرت ومحاورها الغربية .