وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ رأى المعارض البحريني راشد الراشد ان الشعب البحريني بجميع قواه المعارضة السياسية ورموز الشعب الدينية والوطنية يدين أحكام الإعدامات معتبرا ان هذه الاحكام مبنية على خلفيات سياسية وهي جريمة نكراء بحق الإنسانية.
أصدرت محكمة التمييز اليوم الاثنين 15 يونيو 2020، قرارين بتأييد حكم الإعدام بحق اثنين من المعتقلين السياسين، هما: زهير ابراهيم جاسم، و حسين عبدالله خليل راشد. ليكملا بذلك عدد 11 محكوم بالاعدام بشكل نهائي في انتظار تصديق الحكم من عدمه من قبل الملك.
وفي هذا الصدد قال المعارض البحريني راشد الراشد في حديث لوكالة مهر للأنباء أن إصدار الأحكام الأخيرة تتماشى مع سياسة النظام الحاكم القمعية التي تقوم على البطش والتنكيل بالمعارضين والمخالفين له ولأنه يحظى بغطاء دولي فإنه غير مبال بما يقوم به من جرائم تستهدف إخضاع الشعب وقمعه والتنكيل به تماماً كما هو الحال في العدوان الظالم على اليمن.
وأضاف أن التحالف السعودي يفتك بالشعب اليمني طيلة خمس سنين دون مبررات أخلاقية لهذا العدوان ويستمر لأنه تتم تغطية كل جرائمه من قبل المجتمع الدولي الذي يتفرج على إرتكاب هذه الأنظمة مثل هذه الجرائم.
واوضح الراشد: لقد أدان الشعب بجميع قواه المعارضة السياسية ورموز الشعب الدينية والوطنية أحكام الإعدامات، كما أدانتها منظمات وأحزاب سياسية على نحو واسع عالمياً.
وبشأن حقيقة هذه الإعدامات قال انها مبنية على خلفيات سياسية وهي جريمة نكراء بحق الإنسانية عندما يعمد نظام وسلطة سياسية غير شرعية كآل خليفة لإستخدام الإعدامات كلغة يخاطب به المعارضة والشعب والعالم، وتضاف إلى سجله الأسود الملىء بالجرائم، ومنها جريمته الكبرى بإغتصاب السلطة والشرعية.
ورداً على سءال بشأن اسباب صمت الانظمة العربية تجاه ما يحصل في البحرين والسعودية من القمع بينما قد تكالبت على دول مثل سوريا قال الراشد: ان معظم الدولة العربية تسكت عن جرائم النظام السعودي وما يحصل في البحرين من قسوة قمع وبطش وتنكيل لأن معظمها تتشابه في أوضاع نظمها السياسية من حيث أنها أنظمة إستبدادية ديكتاتورية شمولية وتابعة وذيلية لقوى السيطرة والإستكبار العالمي.
ورأى ان سكوت الانظمة العربية هو دفاع عن الذات وحماية لنظامها الإستبدادي والديكتاتوري من أن تعصف به مواقف الدول الأخرى. وهكذا فالنظام الديكتاتوري الرسمي العربي يحمي ويغطي على جرائم بعضه بعضاً.
واعتبر ان معظم شعوبنا العربية والإسلامية تعيش حالة الدكتاتورية بإستثناءات قليلة وشاذة شهدت ديمقراطية ووجود قضاء مستقل ونزيه يحمي الحريات ويقيم العدالة.
وفي اشارة الى حالة البحرين لفت الى انه أسوأ هذه الأنظمة على الإطلاق حيث تستحوذ عائلة محددة بالسلطة وتستأثر بشكل مطلق بكل شيء دون أدنى هامش لكل المجتمع.
وحتى القضاء يتربع على عرشه واحد من أفراد الأسرة المغتصبة للسلطة كما هو الحال في السيطرة على جميع الوزارات السيادية كرئاسة الوزراء والدفاع والأمن والمالية والخارجية ومنها القضاء الذي تسيطر على مخانقه هذه الأسرة وتوظفه من أجل حماية سلطانها ونفوذها، بينما يروح أبناء الشعب ضحايا لهوسهم بالسلطة وجشعهم بالمال والنفوذ.
وبخصوص تاثير القمع الذي تمارسه الانظمة العربية القمعية على الحركات الشعبية أن شراسة حملات القمع والبطش والتنكيل تؤثر في حركة الشعوب، ولذلك فهي ترزح والجميع يعلم تحت أنظمة إستبدادية ديكتاتورية شمولية لم تذقها طيلة فترات وجودها في الحكم وعلى رأس السلطة سوى الدمار والفساد والخراب.
واوضح: بالرغم من ذلك هناك حركة وعي متنامية في عالمنا العربي والإسلامي ناحية مقاومة الأنظمة غير الشرعية والمستبدة وأن أحداث الإنتفاضات الأخيرة التي أسقطت خمسة من هذه الأنظمه وهي تونس ومصر واليمن وليبيا والعراق رغم إختطاف تلك الثورات إلاّ أنها من المؤكد خلقت ثقافة جديدة وحركة وعي متقدمة في عالمنا العربي والإسلامي تجعل من إستمرار مناهج السيطرة والإستبداد مهمة صعبة بل ومستحيلة.
ورأة ان هناك قضية محورية أساسية وإستراتيجية هامة يجدر الإشارة إليها وهو تأثيرات الإنتصارات التي تحققها الجمهورية الإسلامية في ايران على أكثر من صعيد ومسار في تعزيز ثقة الشارع العربي والإسلامي الذي يرزح تحت الوصايا وهيمنة الإستكبار العالمي بالقدرة على مجابهة الإستكبار وأدواته وتحقيق التغيير إلى عالم الحرية والإستقلال والكرامة.
وفي اشارة الى مواقف الامم المتحدة بشأن ما يجري بحث المواطنين العزل في اليمن والبحرين وفلسطين وعدم إدراج اسم السعودية والتحالف الذي تقوده الأخيرة في "قائمة العار" لمنتهكي حقوق الأطفال رغم"الانتهاكات الجسيمة المستمرة ضد الأطفال في اليمن" قال الراشد ان الأمم المتحدة والمنظمات التي تدعي حمايتها ورعايتها لحقوق الإنسان في العالم ليست إلاّ مجرد أدوات بيد الإستكبار العالمي يوظفها للهيمنة وتحقيق مزيد من السيطرة والنفوذ والتحكم في العالم ، يوظفها إما للضغط أو للإبتزاز السياسي وهي ليست منظمات قيمية.
واكد انه رغم الجرائم البشعة التي ترتكبها الكثير من الأنظمة في عالمنا العربي والإسلامي لم نجد من هذه الهيئات خطوة جادة لوضع حد للمآسي التي تعيشها الكثير من شعوب العالم بل نجدها تبادر للتغطية على الجرائمة البشعة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في العالم وتبرر جميع مجازرها الوحشية ضد البشرية، كما يحدث في أفغانستان وفلسطين والعراق ولبنان واليمن والبحرين.
واضاف: إن ما يعرف بالمجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة ومعها منظمات حقوق الإنسان التي تمولها وتحركها الغرف السوداء التابعة لدول الإستكبار العالمي ما هي إلا مجرد خدعة كبيرى لتضليل العالم وهي من أخطر أكاذيب قوى الهيمنة والإستبكار.
وتعليقاً على الافراج عن الناشط السياسي نبيل رجب بينما لا يزال غير حر في التحرك أو الحديث بشأن انتهاكات حقوق الإنسان اوضح ان هذا الإفراج عن الناشط الإستاذ نبيل رجب يأتي وفق مشروع الأحكام البديلة للسلطة في سياق غرور الحكم وشدة تماهيه بالقدرة على قمع الشعب وبطشه وأمام مرأى من العالم، وفي نفس سياق إستصدار أحكام الإعدامات التي تستهدف إستعراض للقوة أمام الشعب.
وراآ ان الأحكام البديلة ليست سوى جزء من مسلسل فرض سلطة الأمر الواقع، التي تقول في هذه الحالة، بأن لدى سلطة الأمر الواقع القدرة تنفيذ جرائم الإعتقالات الكمية والتسعفية بدون مبررات وأن تزج بالآلاف في السجون دون أي حساب لأية معايير ومقاييس وأن تصدر احكام الإعدامات كما تهوى وكما تشاء، وأن تبطش وتنكل في أي وقت تريد ومتى تريد وأين تريد.
وقال: في تقديرنا أن الأحكام البديلة هي جريمة بشعة بل هي الأخطر لأنها تجري بقفازات ناعمة تغطي على أصل جريمة مصادرة الحريات وسحق الكرامة بغية إذلال الشعب وإخضاعه وتركيعه. تماماً هي كما تفعل ما تسمى بمنظمات المجتمع الدولي وهي الأكذوبة الأخطر في عالم تسود فيه إرادة من يتحكمون بالعالم وبمصير الإنسانية من خلال الغرف السوداء لبسط السيطرة والنفوذ. وهي تماماً قضية الأكذوبات الآخرى المتعلقة بمنظمات حقوق الإنسان التي هي في واقع الأمر مجرد أدوات لتكريس السيطرة والنفوذ.
وتستخدم منظمات المجتمع الدولي للتغطية على جرائم الحروب البشعة التي تقوم بها دول الإستكبار العالمي وذويلها وقواعدها المنتشرة في العالم، كما تستخدم منظمات حقوق الإنسان ليس للدفاع عن الإنسانية أو لمحاسبة المجرمين الذين يفتكون بشعوبهم وبالإنسانية فلم نجد مثالاً واحداً لذلك طيلة تاريخنا المعاصر، وإنما تستخدم وتوظف بشكل ناعم للتخدير وزرع إحساس كاذب بالأمل وذلك للتنفيس عن حالات الغضب التي قد تنشأ بفعل قسوة ووحشية الجرائم التي ترتكبها الأنظمة الذيلية التابعة لقوى الهيمنة والإستكبار العالمي.
......................
انتهى/185