وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ صرح آية الله "مهدي هادوي الطهراني" خلال جلساته لتفسير القرآن وعند مواصلته تفسير سورة الفجر، قائلا: إن هذه السورة تبدأ بالقسم أربع مرات، واختلف المفسرون في شرحها: فبعضهم فسرّ الفجر ببداية شهر ذي الحجة، وليال عشر هي العشرة الأولى منه، والشفع والوتر هما يوما عرفة وعيد الأضحى السعيد.
وأضاف سماحة: فضلا عن الروايات، فإن هذه المفاهيم مفاهيم عامة ولها مصاديق مختلفة؛ فعندما يأتي القسم بالفجر فالمعنى اللغوي له هو وقت ظهور ضوء الشمس في السماء عند الصباح، ويراد من ليال عشر هي عشر ليالي على العشر من شهر ذي الحجة أو شهر محرم أو الشهور التي فيها ليال عشر.
وتابع هادوي الطهراني، معتقدا أن هذه الأقسام يراد منها –مثلا- العشرة الفلانة، بل عشرات مختلفة، كما يراد من الشفع والوتر الزوج والفرد، والمقصود من الفجر طلوع الشمس.
وتابع: إن لله في هذه الأقسام تعابير جميلة ورائعة، فيقول: هَلْ في ذلِکَ قَسَمٌ لِذي حِجْر؛ ففي هذا قسم لذي عقل؟ للقرآن أدبه الخاص، داعيا للالتفات إلى حولنا، حتى ندرك الله ونعتقد به بهذه الآيات التي من حولنا؛ إذ هناك الآلاف من الآيات.
وقال الأستاذ بالحوزة العلمية: إن في نمو النباتات، وهطول الأمطار، وتطورات الطبيعة والحيوانات والجبال والموت والحياة دليلا على أن لنا إلها قادرا وعليما وحكيما، كما لنا بداية ونهاية وحساب وكتاب، فإن الله قسم بأمور حقيقة يشاهدها الإنسان دوما؛ لعله يتفكر.
وأضاف سماحته: عندما يقول القرآن: لا يمكنكم بهذه العلوم التي تملكونها وآلياتها أن تشاهدون رب العالمين؛ فأنتم صم بكم عمي لا تفقهون، أو البعض كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
وصرح أستاذ السطح العالي بالحوزة: ما إذا كان وضع عوام الناس هكذا، فما حال أصحاب التخصص الذين لديهم ما يملكون فوق العيون غير المسلحة ولهم الاطلاع من السماء والأرض من خلال التلسكوب والأجهزة المتطورة ولديهم علم أكثر من غيرهم، فكم هؤلاء قاصرون عن رؤية الله؟ العلم الذي قد يحجب الإنسان من المعرفة الإلهية.
وقال عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن العلوم الطبيعية حجة على أصحاب هذه العلوم، فمن لم يعتقد بها بعد أن تمت الحجة عليه، سوف يثقل عليه الحساب في يوم القيامة.
........
انتهى/ 278