وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـــ ابنا ـــ تطرق عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مواصلة تفسيره لسورة الزخرف، إلى آية 87 من هذه السورة «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ»، وأن الله أتى بالتأكيد في جواب المشركين عندما وُجّه إليهم السؤال من خلقهم، وهو قوله: ليقولن الله.
وأضاف آية الله "مهدي هادوي الطهراني": في الحقيقة إن الله يريد من خلال قضية التوحيد في الخالقية والتي يقبلها المشركين أن يتوصل إلى قضية التوحيد في الربوبية، بمعنى: إذا أنتم قبلتم أن خالقكم وبارئكم هو الله يجب أن تخضعوا أن إدارة العالم وتدبيره أيضا بيده.
وفيما يرتبط بأن كون تديبر العالم بيد الله لا ينافي اختيار الإنسان، قال هادوي الطهراني: أريد أن أوجه كلمتي إلى العلماء الذين ينشطون في مجال التبليغ الديني والثقافي أو من لديه نشاط في مجال الثقافة والفن والقائمين على الشؤون التبليغية، فإن هذه الآية تعلمنا أسلوبا ومنهجا، وهو: كيف نلقي كلامنا على مخاطبينا.
وأضاف: معنى ذلك أن نبدأ مع مخاطبينا من النقطة التي هم يخضعون لها ويقبلونها، فالفنان والناشط الثقافي عليه أن يبدأ بيانه ورسالته من مكان يقبله المخاطب حتى يصل إلى النقطة التي هي غايته، وفيما عدا هذا الأسلوب، فلا يمكنه أن يتغلغل في روح مخاطبه وفكره.
وصرح هادوي الطهراني: فعلى الناشط الثقافي، والمبلغ الديني والناشط في مجال الفن أن يعرف مخاطبه، أي: إن من يريد أن يقوم بالتبليغ في قرية ما أو بين جماعة ما، لا بد أن يعرف خصائصهم وخصائص تلك القرية، ومن يريد أن يصبح مبلغا دوليا وعالميا أيضا يجب عليه أن يعرف مخاطبه في العالم حتى يصبح ناجحا في رسالته.
ولفت هذا الأستاذ في الحوزة إلى أنه قد يكون خطاب أو فلم أو أثر فني وثقافي مفيدا لجماعة ما، في حين لم يكن له أي أثر في جماعة أخرى.
.........
انتهى/ 278