وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ـ أصدر آية الله الشیخ «رضا رمضاني» بيانا لشيعة ومسلمي العالم، وذلك بمناسبة بدء عام 1399 الهجري الشمسي (عید النیروز في التقویم الإیراني).
وفي هذه البيان أشار الأمين العام المجمع العالمي لأهل البيت(ع) إلى أحداث سنة 1398 الهجري الشمسي وعدّها ما بين المريرة منها وبين تحقيق الانتصارات الكبيرة للمسلمين في العالم.
وتطرق سماحة الشيخ رمضاني أیضاً إلى التغييرات التي شهدها المجمع في العام الماضي، وصرح: نسعى إلى تلبية الحوائج الحديثة لشيعة ومحبي أهل البيت(ع) حسب المقتضيات في جميع أرجاء العالم، وذلك من خلال التطور في بنية المجمع وإعادة بناء الجمعية العامة.
النص الكامل لبيان الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) بمناسبة رأس السنة الهجرية الشمسية (عيد النیروز) على ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ والأبصار؛ يا مُدَبِّرَ اللَّيلِ والنَّهَار؛ یا مُحَوِّلَ الحَوْلِ والأَحوَال؛ حَوِّلْ حالَنَا إلی أحسَنِ الحال
حلّت علينا سنة 1399 بناءاً على التقويم الهجري الشمسي، وهي مقترنة بشهر رجب المرجب المبارك لعام 1441 الهجري القمري.
بدأ هذا العام بذكرى استشهاد الإمام السابع من أئمة أهل البيت عليهم السلام الإمام باب الحوائج موسى بن جعفر الکاظم(ع)، كما اقترن أيامه الأولى بأحد أكبر أعياد المسلمين وهو عيد المبعث النبوي الشريف.
على أمل أن يكون هذا الاقتران يضمن لنا إن شاء الله بركة النبي الأعظم(ص) وأهل بيته المعصومين(ع) ومحبتهم وتوجهاتهم، وأن تُفتح الأبواب المغلقة على الأمة الإسلامية ببركة هذه الذوات المقدسة.
إن سنة 1398 الهجرية الشمسية المنصرمة (والتي كانت موافقة مع 14 رجب عام 1440 حتى 24 رجب عام 1441 الهجري القمري/ 21 مارس عام 2019 حتى 19 مارس عام 2020 الميلادي) اشتملت على أحداث مُرة وحلوة للمسلمين والشيعة في العالم.
ما عدا النوائب الطبيعية التي لا بدّ من وقوعها في العالم، حدثت هناك أزمات ومشكلات عديدة للمسلمين المضطَهدين في العالم على يد المستكبرين.
ومن هذه الأحداث، هي تلك الأزمات التي حاكتها السفارات الأجنبية في العراق ولبنان من أجل إضعاف محور المقاومة.
كما أن في طيلة السنة الماضية شاهدنا في نيجيريا مواصلة الاعتقال غير الشرعي للشيخ «إبراهيم الزاكزاكي» وزوجته المكرمة، والامتناع من تقديم علاج مؤثر ونافع لهما حيث تم اضطهادهم؛ مما أدى أيضا إلى استشهاد عدد من مؤيديهم ومحبيهم عند المطالبة بحقوقهما.
وأما الحدث العظيم التي وقع في العام الماضي هو الاغتيال الغادر والجبان لشخصيتين كبيرتين من إيران والعراق، وهما الفريق الشهيد الحاج «قاسم سليماني» والشهيد العزیز «جمال جعفر آل إبراهيم (أبومهدي المهندس)» ورفاق دربهم، فإن هذا العمل الإرهابي لإدارة ترامب، وإن كان مريرا، لكنه أعاد الحيوية لقيم الثورة الإسلامية في جميع أرجاء العالم، فإن التشييع منقطع النظير لهذين العزيزين في ثماني مدن من البلدين، ومن ثم لائحة البرلمان العراقي على عدم بقاء قوات أمريكا المحتلة، والمسيرات المليونية في بغداد لدعم هذه اللائحة، جيمع هذه الأحداث تعد ملاحم كبرى سجله صمود الشعبين الإيراني والعراقي أمام أنظار العالم.
ومنها أيضا: مواصلة اضطهاد المسلمين والشيعة في مختلف البلدان ـ كمواصلة الاغتيالات في أفغانستان وباكستان والأوضاع المأساوية للسجناء في البحرين، والإعدامات الجماعية في السعودية، والاعتداءات والمجازر التي ترتكب بحق الأبرياء في اليمن، واستخدام العنف من قبل المحتلين الصهاينة مع فلسطين، والسجن غير الشرعي للسيد أحمد سامبي" في كومور ــ فهذه تكشف عن كراهية وجه العالم ومدعي حقوق الإنسان.
وما حدث أيضا في أواسط العام الماضي في كشمير ونهاية العام في الهند خصوصا العاصمة دهلي أودعت قلوب المسلمين في العالم الحزن والأسى.
والمصيبة الأخيرة التي اعترت المسلمين وجميع أهل العالم هي تفشي فايروس كورونا المستجد (Covid-19) وقد قبضت آلاف الأرواح في جميع أنحاء المعمورة بسببه.
واستمرار الضغوط غير الشرعية والتعسفية لأميركة المجرمة ضد الشعب الإيراني البطل أيضا تعد من أهم مشكلات العام الماضي، فإن الشيطان الأكبر واصل غدره وخذلانه للشعب الإيراني في الظروف الحرجة الصحية في الوقت الراهن والذي انتهى بفرض عقوبات وسيعة خاصة ما يرتبط بالدواء والصحة، الأمر الذي كشف عن وحشية الاستكبار والاستعمار لدى الراي العام العالمي.
وفي قبال جميع هذه المَرارات، كانت هناك انتصارات كبيرة تحققت للمسلمين، وهي:
المشاركة الملحمية للناس في عاشوراء والأربعين الحسيني والتي تزداد أبعاده الإنسانية سنة بعد سنة، وكسر هيبة أميركا المعتدية باستهداف طيارتها المسيرة ودك قاعدة عين الأسد، والرفض القاطع للمشروع الصهيوني وما يسمى بـ "صفقة القرن" من قبل المسلمين قاطبة، والانتصارات الباهرة للمقاومة الشعبية في اليمن على دول التحالف المدججة بالسلاح، ووعي جماعات المقاومة الإسلامية في العراق ولبنان في مواجهة المؤامرات، وتحرير مناطق كبيرة من سوريا من يد الإرهابيين، وتثبيت عزيمة المقاومة الدولية من خلال المشاركة المليونية لقائد القلوب، والنجاحات العلمية والتكنولوجية لعلماء المسلمين في هذا المجالات، تعد من دواعي السرور والفرح.
ومشاركة الشعب الإيراني في انتخابات مجلس الشورى الإسلامي تعتبر أيضاً من النقاط اللامعة في سجل السنة المنصرمة، فإن الشعب الإيراني المسلم البصير والواعي بمشاركته في الانتخابات عيّن مسار نظامه السياسي حتى قد نفخ روح أمل في مختلف شرائح المجتمع، وذلك رغم الضغوط والنقوصات وعدم العطوفة.
وهناك مظاهر رائعة لتضحيات المدافعين عن الصحة ـ وهم الأطباء والممرضين وجميع الكوادر الطبية حتى القوات المتطوعين ـ الذين وقفوا في الخط الأمامي لمكافحة فايروس كورونا، فقد تركوا صحفة لامعة أخرى في مجتمعنا.
فإن جميع هذه الأحداث المرة والحلوة التي مرت بنا في السنة التي مضت كانت ابتلاءات واختبارات إلهية، فهذه الاختبارات والابتلاءات جاءت بناء على السنن الإلهية وما زالت تستمر، ولا بد أن يخرج أتباع أهل البيت(ع) منها فائزين، كي يُمهد العالم لظهور صاحب العصر والزمان(عج) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
وشهد المجمع العالمي لأهل البيت(ع) في السنة الماضية تغييرات في سواعده الإدارية والتنفيذية، فهذه التغييرات جاءت لتشمل إعادة النظر في بنيته والتجديد في أعضاء الجمعية العامة له، حتى يتمكن المجمع أن يبدأ عقده الرابع بالنشاط والبركة ملبياً الحوائج الحديثة للشيعة ومحبي أهل البيت(ع) حسب المقتضيات في جميع أرجاء العالم.
فمرة أخرى، يجب عليّ أن أشكر قائد الثورة الإسلامية المعظم لأجل اعتماده عليّ، وتعيني لهذه المسؤولية الكبيرة وهي خدمة أتباع أهل البيت(ع)، وأؤكد لسماحته أن جميع هذه المجموعة تعمل بصدق وإخلاص في طريق التطور، وكما تفضل سماحته في حكم تعييني، أنا سأستمر في نشاطي من أجل نشر معارف الإسلام وتحقيق الوحدة الإسلامية.
ويجدر بي أيضا، أن أتقدم إلى ـ جميع أعضاء الهيئة العليا، والجمعية العامة، والجمعيات المحلية والمراكز الثقافية المبجلين والتي تنتسب إلى المجمع في مختلف العالم، وزملائي أيضا في مختلف المراكز ولجنات ـ بالشكر الجزيل على مساندتهم إيانا مع النقوصات والصعوبات، وذلك بتضحياتهم والصمود لتقدّم نشاطات المجمع من أجل ارتفاع المستوى الفكري والثقافي، والاجتماعي لأتباع أهل البيت(ع).
وفي الختام، أبارك لكم هذه الأيام البهيجة لفصل الربيع، وأتمنى أن يكون سنة 1399 سنة ظهور التعاطف وبلورة المحبة وتنامي المشاعر والتعاضد ومظهر الود بفضل الله والقيادة الرشيدة لقائد الثورة الإسلامية سنة خسران المتغطرسين الذين أقسموا على أنفسهم أن يواصل عدائهم للثورة الإسلامية، حتى تمضي الصعوبات، ويظهر عصر جديد بعزة الإسلام وعظمته، ﴿إنَّ مَعَ العُسرِ يُسرا﴾ و﴿ألَا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَرِيب﴾.
والحمد لله رب العالمين
رضا رمضاني
الأمين العام
...........
انتهى/278