وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـــ ابنا ـــ تطرق عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في درسه لتفسير القرآن الكريم إلى تفسير آية 29 من سورة النبأ، وقوله تعالى: «وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا» أي: إن جميع الأشياء مسجلة بصورة دقيقة عند الله تعالى.
وأضاف آية الله "مهدي هادوي الطهراني": إن هذا المعنى - أن جميع الأشياء تحت الإشراف الإلهي، وأن الله لا يخرج من إرادته شيئا وجميع الأشياء تحت إشرافه، وحتى ما يخطر في الفكر والذهن أيضا مسجل لديه ـــ جاء التأكيد عليه في آيات عديدة من قبل الله في القرآن الكريم.
وصرح سماحته لعل هذه التأكيدات وردت؛ إذ أن الإنسان الذي كثير النيسان ومتحجج ويعتذر باستمرار، ليس لديه أي ذريعة يوم القيامة، وقال: إن تسجيل الأعمال ليس مثل كتابتنا وتقريراتنا، بل هي الحقيقة ذاتها تتجلى للإنسان يوم القيامة، فكما ذكر القرآن أن جميع الجوارح اليد والرجل واللسان تكون شهودا عليه.
وأضاف عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن هذا التسجيل الدقيق للأعمال لإتمام الحجة على الذين يريدون أن ينتحلون المعاذير، وقد يستفاد من هذه الآية معنى آخر قد ورد موارد منه أيضا في القرآن، وهو ما إذا أردتم أن توصوا أو تتداينوا أن يشهد بينكم شاهد، وبناء عليه يجب على الأنسان أن يسجل جميع شؤونه ما أمكنه حتى لا سبيل لأحد أن ينكر عليه لاحقا.
وصرح أستاذ الحوزة: إن في الوقت الراهن حيث ابتلينا فيه بمرض كورونا يجب أن لا نقبل بسهولة أخبارا ليست لها أساس، فيجب أن يكون هناك وثائق علمية حتى نقبل هذه الأخبار، وهكذا يصبح تعاملنا مع جميع القضايا أيضا.
وصرح هذا الأستاذ بالحوزة: إن الخبر الذي يصلنا إلينا، ولم نعلم بصحته ووثاقته، فلا نعيد نشره، ولننشر معلومات صحيحة ودقيقة، كما علينا أن نسعى لتأمين أجواء نفسية آمنة من خلال شفافية المعلومات والأخبار.
* عاقبة منكري المعاد في القيامة
وتطرق سماحته أيضا إلى تفسير آية 43 من سورة الدخان وما يليها من الآيات، وقال: تحدث الله سبحانه في هذه الآيات عن وضع المذنبين من أهل جهنم وما يتجرعونه من العذاب، وهو نتيجة لما كانوا يشككون فيه سابقا في الدينا.
وصرح هادوي الطهراني: إن الذين كانوا يتبطرون بقوتهم وثرائهم ومكانتهم الأسرية وكانوا غافلين عن الله فإن جزاءهم في القيامة الماء الحميم؛ إذ أن الأئمة والانبياء كانوا قد أنذروهم دائما من أعمالهم، لكنهم كانوا في ريب من ذلك.
وقال هذا الأستاذ في الحوزة العلمية بقم المقدسة: إن مثل هذه الكلمات قد تكون لا تصعب وتثقل علينا اليوم، لكن الروايات تقول عندما تقرأ هذه الآيات على النبي (ص) والأئمة (ع) كانوا يضجون منها في حين أنهم بعيدون كل البعد عن مثل هذا العذاب، وربما كانوا يتعاطفون مع الشيعة، ويعلمون أن بعض مواليهم سيعذبون لاحقا، ولا سمح الله أن نكون من المريبين في الآيات الإلهية والقيامة.
..........
انتهى/ 278