وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـــ ابنا ـــ تزامنا مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيراني ألقى كلمة الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وتحدث عن معطيات الثورة الإسلامية وبركاتها، وذلك في مصلى مبنى المجمع بقم المقدسة.
وحول وضع العالم زمن انتصار الثورة الإسلامية صرح آية الله رمضاني: إن الحركة الإلهية للإمام الخميني أثبتت أنه يمكن تعريف نظام آخر إلى جانب وجود جبهتين واضحتي المعالم من الناحية القوة والسلطة في العالم.
فتزامنا مع انتصار الثورة كان هنالك نظامان للحكم في العالم: الأول النظام الشيوعي ويقوم أساسه على مكافحة الدين والتعاليم الدينية، ويعتقد هذا النظام أن الدين أفيون الشعوب والمجتمع، والنظام الثاني؛ الأمبريالي الرأسمالي وأساس هذا النظام يقوم على الإنسانوية والليبرالية، والكلمات الرئيسة لهذا النظام هي الدفاع عن الحقوق الإنسان، والديمقراطية، والحقوق الدولية وهلم جرّى، حيث تستغل هذه المصطلاحات للضغوط على الشعوب.
وأضاف: كان العالم يعيش انقسام السلطة بين كتلتي الغرب والشرق، وكان على البلدان أن تتخذ موقفها بين أن تكون تحت ظل إحداهما، وفي مثل هذه الأجواء التي كانت تسود العالم، لم يتصور أحد أن الدين يمكنه تعريف نظام نافع أساسه الشريعة، حتى أن طلاب العلوم الدينية والجامعيين أيضا لم يصدقوا أنّ الدين يمكنه أن يقدم نظاما سياسيا، لكن الإمام(ره) أثبت هذه الفكرة، وذلك من خلال درسه ولاية الفقيه.
وتابع سماحته: إن اليوم نواجه طلبات كثيرة لتقديم نظام ثالث يحتوي على الديمقراطية ويضمن كرامة الإنسان بمعناها الحقيقي، فكانت الديمقراطية تأتي تارة بناء على الليبرالية، لكن عندما تتضمن الديمقراطية كرامة الإنسان وبناء على الدين والشريعية، فحينها طرح الإمام الخميني(ره) هذه القضية.
وفيما يتعلق بأن الإمام الخميني(ره) كان يستخدم ألفاظ " الديمقراطية"، و"الشعب"، و"المشاركة الشعبية" كثيرة في خطاباته، أضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع): إن الإمام قال في إحدى خطاباته، وحلف بالله أن الإسلام فيه الديمقراطية، ومعنى كلامه أن الإسلام يؤيد حضور ومشاركة الشعب في الساحة السياسية، ويدعمه، والإمام(ره) أيضا هكذا بيّن الغدير بأنه جاء "الغدير" حتى يشارك الناس في مصيرهم، وهناك معنى آخر يستنبط من الغدير، وأنه جاء الغدير ليعلمنا كيف نختار الأفضل للحكم في أي زمن.
وتابع سماحته: جاء الإمام(ره) ليبيّن أنه يمكننا أن نرسم نظاما سياسيا يشارك فيه الشعب وهو نظام قائم على القيم، كما يمكننا أن نحقق هذا الأمر في هذا العصر. وكان الإمام يؤكد على هاتين النقطتين، ويعتبرهما مهمتين. وهناك من يشكك في إثبات هذا الأمر، كما أن هناك من يشكك في فاعليته، وأنه لا يمكن لأحد أن يثبته ما عدا صاحب الأمر والزمان(عج)، لكن الإمام كان يقول يمكننا ان نطبقه من الناحيتين الإثبات والفاعلية.
وفيما يرتبط بأن ثورة إيران عرّفت للمجمتع البشري أدب جديد، وأن الإمام الخميني(ره) انتقد الاستبكار نظريا وعمليا من خلال تأسيسه للحكومة الإسلامية، أضاف آية الله رمضاني: لم نشاهد أي انتقاد لانقسام السلطة والقوة في العالم، لكن الإمام الخميني(ره) وهو خريج مدرسة أهل البيت(ع) ومن في بيته بحي جماران يقول: "إن أمريكا لا تستطيع فعل أي خطأ"، وبعد هذه الكلمة للإمام(ره) يعقد رئيس جمهورية الولايات المتحدة اجتماعا طارئا، وبعد ثلاث ساعات يقول: إننا لا يمكننا فعل أي شيء! فالثورة الإسلامية معجزة، وأن عزة الشعب ومشاركته انطلاق لحركة إنسانية.
وأضاف: بارك الإمام الخميني(ره) ولادةَ الإمام المهدي(عج) للمستضعفين في العالم، إذ هناك تيارا الاستكبار والاستضعاف كانا على مدى عصور التاريخ يستغلان هذه الفئة، وهذا وعد إلهي في الذكر الحكيم حيث يقول سبحانه وتعالى: "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ".
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) إلى معطيات الثورة الإسلامية في الخطورة الأولى للثورة، وصرح: كانت لدينا معطيات كثيرة في الخطوة الأولى للثورة الإسلامية، لكن هناك من يسعى إلى غض النظر عنها وعدم عدادها بالحسبان، فمن هذه المعطيات ارتفاع نسبة محو الأمية بعد انتصار الثورة قياسا بعهد الشاه المقبور، كمان نرى ارتفاع التنمية في مختلف المجالات العلمية والعسكرية، كما نشاهد تطويرات آخرى بهذا الميزان أيضا. وإن وجد نقوصات وقصور في الإدارة لكن قطار الثورة ما زال يمضى قدما في سيره؛ والمهم في القضية أن أدب الثورة وحوارها هو عزة المجتمع البشري والإنساني ومصلحته.
وحول الخطوة الثانية للثورة الإسلامية صرح سماحته: علينا أن نعمل بصورة جهادية في الخطوة الثانية للثورة، ولا بد من تواجد رجال في الساحة خطواتهم جهادية، كما علينا أن لا نيأس من أخطاء البعض، وعلى عكس من يضخ اليأس في المجتمع علينا أن نضخ الأمل فيه، وفي هذه الحقبة من الزمن تتبين حصة شخصيات كحاج قاسم في تحقيق حركة وثورة عالمية، فذلك الشهيد أدى دورا عظيما، ويمكننا أن نتأسى به ونجعله نموذجا لنا.
وفي الختام قال آية الله رمضاني: إن المجمع العالمي لأهل البيت(ع) وليد الثورة، وفيما يرتبط بنمط الحياة الإسلامية عليه أن يكون له دور مبدع، وعلينا أن نستعين بالله في هذا العمل الجبار.
...........
انتهى/ 278