وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـــ ابنا ـــ تزامنا مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية تحدث الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) عن أيام الله عشر الفجر ومعطيات النظام الإسلامي في بداية درسه البحث الخارج.
وصرح آية الله "رضا رمضاني": ومن الضرورة الحديث والتطرق إلى مختلف أبعاد الثورة الإسلامية الإيرانية في أيام عشرة الفجر، وذلك من باب التذكر بأيام الله، ففي يوم ما كانت إيران بلد ضعيف ويعيش في التهميش، وليس للبلدان الكبرى في إيران أي علاقة إلا الطمع بها واستغلالها، وكانت إيران ليست لها القدرة على مواجهة غطرستهم، في حين كانت إيران في يوم من الأيام بلد یضاهي الروم في القدرة والعظمة في العالم، لكنه بات ضعيفا بعد ان انفصلت مناطق كبيرة منه على مدى التاريخ.
وفيما يتعلق بمعطيات النظام الإسلامي قال سماحته: أصحبت إيران بلدا قويا ببركة الثورة الإسلامية، ويعد من القوى الكبرى من الناحية السياسية والعلمية، كما أن سلوك إيران وقراراته تحدد المصير في الظروف الخاصة لمنطقة الشرق الأوسط، حيث تحول بلدنا إلى قوة الشرق الأوسط الأولى.
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): ولم تكن معطيات هذا النظام في مختلف المجالات قليلة، فهناك شهدنا تقدما كبيرا في الحوزة والجامعة كما وكيفا، وعلى رغم من الحظر الظالم المفروض علينا هناك ايضا شهدنا تقدما ملحوظا في مختلف العلوم والفنون.
وتابع: علينا أن نعلم أن هناك معطيات كبيرة كالأمانة وضعت على عاتقنا، فعلينا أن نحافظ عليها، وإن كان أحيانا نواجه من داخل البلاد وخارجه الفظاظة وعدم العطوفة، فالأجانب يسعون لانهيارنا، وقد تسبب سوء الإدارة في الداخل لتكدير الخاطر، لكن علينا أن لا نتأثر بجميع هذه النقوصات والضعوط، وأن لا ننسى أساس غايتنا وهي الدفاع عن القيم الرئيسة للثورة الإسلامية.
وفيما يرتبط بركائز النظام الإسلامي الإيراني صرح آية الله رمضاني: للنظام الإسلامي ثلاث ركائز، والإسلام أهم ركيزته، فإنّ ما قدّمه الإمام الراحل(ره) من فهم عميق للإسلام، ونظرته إلى القسم السياسي في هذا الجانب تعد الركيزة الإسلامية للنظام. الركيزة الثانية هي القيادة الرشيدة للإمام وقائد الثورة المعظم؛ فللقيادة في الثورة دور هام وأساسي، كما أنها تعتبر هوية المجتمع ومحركه إلى الإمام، والركيزة الثالثة الشعب، فكان لدينا أوفى شعب على وجه الأرض، ولم يقصر في أي موقف من المواقف، ويجب الالتفات إليه، وإن أكبر التضحيات وأكثرها في مسار الثورة شاهدناها من هذا الشعب في أيام الحرب المفروضة وبعدها.
وحول الصدمات التي وجهت إلى الثورة الإسلامية صرح: إن الصدمات المحتملة والفعلية للنظام هي التي موجهة إلى هذه الركائر الثلاثة، فالعدو بذل مجهوده في التخطيط للضربة إلى هذه المحاور الثلاثة، فجانب منها لإضعاف أسلمة النظام، فهناك أشخاص يسعون إلى تحديد الإسلام بقضية فردية وغير سياسية، وهناك جماعة يسعون لإضعاف القيادة، وهي إضعاف قوة القيادة التي كانت وما زالت تحل مختلف المشكلات والأزمات، وهناك هجمات عديدة وجهت لإضعاف القيادة في هذا المجال، وذلك بأساليب إعلامية غدارة، فيجب أن نعلم أن القيادة وإلى جانب الإسلام ووحدة الإيران الإسلامية عنصر التضامن والتقدم في البلاد، وبالنسبة إلى الشعب فجهود ومساعي كثيرة بذلت لفصله عن المسؤولين، حتى يقللوا من ثقة الشعب بالمسؤولين، فعلى المسؤولين أيضا أن يعملوا لاكتساب ثقة الشعب بهم ورفعها.
وعن الهدف الرئيسي للأعداء في معارضتهم النظام الإسلامي صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن الأعداء لا يرضون إلا بإسقاط النظام، وينفقون مليارات الدولار لتحقيق هذه الغاية، ففي الأحداث الأخيرة في البلاد حاول الأعداء أن يغطون في وسائل الإعلام حتى تجمعات الأشرار التي تحتوي على عشرين شخصا، لكنهم يخفون على العالم حضور الحشود المليونية للشعب في مختلف المناسبات الإسلامية كالأربعين الحسيني وتشييع جثمان الفريق السليماني.
وأضاف: إن إيران أصبحت اليوم في صلب التطورات العالمية ولها دور مؤثر في ذلك، ففي دورة من الزمن كانت الكتلة الشرقية هي القوة التي يمكنها مواجهة أمريكا، لكنها انهارت ورميت في مزبلة التاريخ، فاليوم القوة الوحيدة التي وقفت أمام نظام الهيمنة هي نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإيران خيبت وألغت جميع معادلات المستعمرين الذين يسعون لفتح حسابات وتخطيطات جديدة، فكان من حسابات نظام الهيمنة في فكره العولمة وفرض الفكر الغربي على العالم بأجمعه أن الثورات التي تحدث في العالم إما علمانية أو لائيكية، ولا توجد ثورة دينية، فاندهش ميشال فوكو عندما حدثت الثورة الإيرانية، وكانت تكبر في عينه، ويذكرها بالعظمة، جاء فوكو إلى إيران، وشارك في أحداث ثورة الشعب، وكتب مقاله "إيران روح العالم الذي ليس له الروح".
وفيما يتعلق بالدور المؤثر لثورة إيران على الدراسات السياسية والدينية في الساحة الدولية صرح آية الله رمضاني: مضى أربعين عاما على الثورة الإسلامية، لكن البعض لا يريدون أن يلتفتوا إلى أنّ هناك حدث عظيم وقع؛ الأمر الذي أدهش العالم. وفي المسار التقدم للثورة وأعني به الخطوة الثانية للثورة الإسلامية، علينا أن نبذل قصارى مجهودنا لإزالة النقوصات والصدمات.
وفي شرح أساليب تسوية مشاكل البلد قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): لا بد من إدارة جهادية لتجاوز المشاكل الإدارية في البلد، فما إذا كان لدينا إدارة جهادية يمكننا أن نسلك طريق التقدم، ونتجاوز المشكلات، فحركة وسرعة الثورة تعود إلى الهمم الجهادية والأعمال الصادقة، فإن هذه الأيام أيام أربعينية الشهيد سليماني، فهذا الشهيد وأمثاله فتحوا صفحة جديدة من المقاومة في العالم الدولي، وأن عزة إيران والعالم الإسلامي أمانة كبيرة وضعها الشهداء على عاتقنا، وإذا لم نحافظ عليها جيدا يصاب الإسلام بثلمة لن تنجبر أبدا، فالأستاذ الجليل آية الله العظمى فاضل اللنكراني(ره) نقلا عن أحد الأكابر يقول: إذا أصيبت هذه الثورة بمكروه، فلم يبق من الإسلام ولا من التشيّع شيئا.
وتابع أيضا: لا بد من الإيمان بالطريق الذي نمضي فيه، ولا نأس عليه، ولا نبث اليأس في المجتمع، وإن اضطهد شخص في مكان ما ، فليس معناه أن نبث اليأس، فهناك منابر تنشر اليأس، فأصحاب المنابر لا بد أن يضخوا المعنوية الدينية في المجتمع، ويعلّموا المفاهيم الدينية للناس.
وفي ختام حديثه قال آية الله رمضاني: ينبغي أن نمضي قدما من خلال الإيمان الكامل، ويقول الشهيد مطهري عندما التقيت بالسيد الإمام(ره) في نوفل لوشاتو الفرنسية، كان يحمل أربعة معتقدات: "آمن بربّه، آمن بهدفه، آمن بسبیله، آمن بقوله"، وهذا الأيمان الذي كان يحمله الإمام أدى إلى تطوير عالمي، فأسأل الله تعالى أن يحفظ قائد الثورة المعظم والذي يمضى على هذا الطريق، ونحن باعتبارنا طلبة هذه الحوزة المباركة أن ننتبه ونكون على وعي تام حتى لا ينال نظام السلطة من الثورة الإسلامية، وذلك بأي صورة أمكنه.
.....
انتهى/ 278
المصدر : خاص ابنا
الأربعاء
١٢ فبراير ٢٠٢٠
٥:٠٦:٥٦ ص
1009558
آية الله رمضاني: وقوع الثورة الإسلامية في إيران أدهش العالم/ تجاوز مشكلات البلاد یحتاج إدارة جهادية
صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): ما إذا كان لدينا إدارة جهادية يمكننا أن نسلك طريق التقدم، ونتجاوز المشكلات، فحركة وسرعة الثورة تعود إلى الهمم الجهادية والأعمال الصادقة.