وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أصدرت حركة انصار 14 فبراير البحرينية بيانا بمناسبة قرب حلول الذكرى التاسعة لأنطلاق ثورة 14فبراير.
واليكم نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) الآية 104 سورة النساء /صدق الله العلي العظيم (104)
تطل علينا بعد أيام الذكرى السنوية التاسعة لإنطلاق الثورة الشعبية في البحرين والتي أنطلقت في 14 فبراير 2011م، ولا زال آل خليفة يعيشون آثار الصدمة للإجماع الشعبي على المطالبة بإسقاط نظام حكمهم، والتي كما يبدو في سياق الإجراءات التي يقومون بها ضد الشعب لم يستوعبوها الى يومنا هذا، فقد فقدوا شرعية البقاء في الحكم، وشرعية الهيمنة على السلطة بل وشرعية البقاء والوجود في البحرين، بعد أن خرج الشعب الى الشوارع، مطالباً بإسقاط النظام وبرحيل القبيلة الخليفية الغازية والمحتلة من البحرين الى الزبارة والى نجد من حيث أتوا.
إن الشعارات التي رفعت في التظاهرات والمسيرات وفي الميادين ومنها ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) أحدثت صدمة كبيرة لنظام آل خليفة، الذين ظلوا حائرين أمام الشعب الذي وقف في مشهد وطني تاريخي عظيم يطالب بإسقاط نظام حكمهم الديكتاتوري الشمولي وبطردهم من البلاد بعد محاكمتهم على جميع جرائمهم التي إقترفوها بحق الشعب، وما تزال الصدمة مستمرة لحد هذه اللحظة التي لم يستطع آل خليفة تجاوزها ويواصلون في ردة فعل قاسية وشديدة ضد الشعب تعكس حجم وآثار الصدمة على النظام.
لقد قام آل خليفة بالإنتقام الممنهج من الشعب كرد فعل على الإجماع الوطني الذي حدث في الثورة ومطالب الشعب بإسقاط نظام حكمهم، بما يؤكد ويثبت كل المطالب الشعبية بإسقاط سلطتهم الديكتاتورية.وقد كشف حجم الصدمة من الثورة الشعبية وتداعياتها طبيعة الإجراءات التي أتخذها آل خليفة لمعالجة الموقف الحرج بالإنتقام من الشعب بعقلية العصابات لا عقلية الدولة المدنية.
ولم تتجه إرادتهم إلى الإستفادة مما حدث لإصلاح الأوضاع السياسية التي قادت إلى إنطلاق الثورة الشعبية المطالبة بإسقاطهم ومحاكمتهم ورحيلهم من البلاد.
لقد باتت قناعة الشعب البحراني بأجمعه، الذين خرجوا في 14 فبراير2011م، وقدموا المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى، والآلاف من المعتقلين، بأن لا خيار أمام الشعب إلا خيار إسقاط النظام الديكتاتوري ورحيل هذه القبيلة الغازية والمحتلة، التي تجاوزت في أجراءتها الإنتقامية كل الحدود، وإطلقت العنان لأزلامها ومرتزقتها وللجيوش الغازية والمحتلة بالتعدي على الشعب وهتك الحرمات بشكل واسع وشامل، وقامت بممارسة أبشع أنواع التعذيب في أقبية السجون لقادة الثورة ولأبناء الشعب الشرفاء المناضلين والمجاهدين الأحرار المطالبين بالحرية والعدالة.
لقد بدأت حملة الإنتقام الإجرامية الممنهجة بعد تلقي آل خليفة الضوء الأخضر من السفارة الأمريكية بقمع الثورة بكل قسوة وشراسة تم من خلالها إستجلاب الجيش السعودي والاماراتي وجيوش ما يسمى بدرع الجزيرة، وإستجلاب جيوش مرتزقة من الباكستان والاردن ، كما تم الإستعانة بفدائيي صدام وغيرها من البلدان، فيما تمت كل عمليات الإنتقام برعاية وتبني الجيش الامريكي والبريطاني المتمركزين في قواعدهم العسكرية في البحرين، فيما عمدت قبيلة آل خليفة إلى إرتكاب جريمة تغيير الخارطة الديموغرافية للشعب البحراني، ومارست من خلالها أبشع أنواع التمييز العنصري ضد الشعب لإخضاع الشعب وفرض الأمر الواقع بالقوة والعنف وقانون الغلبة.
وإمعاناً في الإنتقام وبما يكشف حقيقة أن سلوك آل خليفة لازال يترنح تحت آثار صدمة ثورة ١٤ فبارير المجيدة تزف البحرين شهيداً جديداً سقط بفعل الإجراءات الإنتقامية القاسية والمتوحشة ونحن على أعتاب الذكرى السنوية التاسعة للثورة الشعبية، وهاهي جماهير شعبنا الثورية تزف القائد الميداني المجاهد الشهيد السيد كاظم عباس السهلاوي، الذي إلتحق بركب الشهداء ، ونهنىء أبناء شعبنا بإستشهاد هؤلاء الأبطال الذين أستشهد بعضهم بعد ما تعرضوا لأشد أنواع التعذيب ووحشية الإجراءات القمعية الإنتقامية المهيمنة على سلوك آل خليفة الذين لم يستوعبوا الصدمة ليومنا هذا.
إننا في حركة أنصار ثورة شباب ١٤ فبراير وبمناسبة قرب حلول الذكرى السنوية التاسعة للثورة الشعبية نؤكد ما يلي:
أولاً: إن ثورة شعبنا والتي أنهت عامها الثامن بينما تواصل تداعياتها لحد هذه اللحظة أسقطت شرعية السلطة وإلى الأبد، ووضعت نظام آل خليفة في محك الشرعية على مستوى المجتمع الدولي وكشف حقيقة نظام حكم آل خليفة إلى العالم على أنه نظام منبوذ ومرفوض شعبياً وأنه نظام قمعي ديكتاتوري شمولي.
ثانياً: لقد حققت الثورة الشعبية إجماعاً وطنياً تاريخياً وجعلت العالم كله يعترف بعدالة المطالب الشعبية ويصفها بالعادلة والمشروعة.
ثالثاً: إن صمود الشعب طيلة الثمان سنوات الماضية على هذه المطالب العادلة والمشروعة، تكريس لمطالب ثورة ١٤ فبراير وتأكيد عليها وهو الطوق الذي يشدد الخناق على ديكتاتورية آل خليفه ويمهد لزوال نظامهم المستبد.
رابعاً: إننا نتوجه إلى شعبنا الأبي والعظيم بجعل مناسبة الذكرى السنوية التاسعة للثورة الشعبية علامة فارقة في مشروع إسقاط النظام الديكتاتوري لآل خليفة، وندعو جميع اللجان الشعبية للبدء والإستعداد المبكر لإحياء الذكرى السنوية التاسعة للثورة وجعلها علامة فارقة في مسيرة نضالنا الوطني ضد الإستبداد والديكتاتورية.
إننا على ثقة تامة بقرب إنتصار إرادة شعبنا على النظام الديكتاتوري لآل خليفة، وإن شعبنا البحراني سيحتفل بالنصر وتحقيق كامل مطالبه العادلة والمشروعة، ”يرونه بعيداً ونراه قريباً“ و“أليس الصحبح بقريب“.
المجد والخلود لشهداءنا الأبرار
النصر لثورة 14 فبراير المجيدة
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين الكبرى المحتلة
3 فبراير 2020م
..................
انتهى/185