وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ التقى مدير وأعضاء الهيئة العلمية والتنفيذية لمؤسسة "آينده روشن" (المستقبل الزاهر) بالأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني"، مشيدا سماحته بنشاطات المؤسسة وبذل جهودها من أجل إضفاء الطابع المأسسي لفكر المهدوية.
وأضاف آية الله رمضاني: حوار المهدوية، حوار نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والنظام الإسلامي الإيراني يمضي قدما في هذا المسار. فحوار المهدوية هو حوار العقلانية وإكمال العقول، وأن العقل البشري يسلك طريق الكمال، وهذا ما أشير إليه بـ "كمل عقولهم".
وأكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن القضية المهدوية يمكنها أن تصبح محورا لحركة الأنبياء الشاملة، وذلك نظرا إلى دائرتيها القسط والعدل، فإن نطاق العدل في عصر الظهور واسعا وهو يشمل السيادة على الشعوب، وبل هو أوسع من ذلك فتشمل عدالة الإمام العصر(عج) سيادة الشعوب على الحكومات وعكسها، وحتى تشمل الشعوب ببعضها. فدولة الإمام المهدي(عج) دولة كريمة ولها خصائص وردت في الروايات وأنها دولة التعقل والمعرفة، ومن خصائصها التي وردت في الروايات هو تحقيق الأمن والأمان بتمام معناه في هذه الدولة الكريمة، ومن جهة أخرى هناك مقارعة للتيار الاستكباري والأثرياء وأصحاب القدرة والتزيف في عصر الظهور، وبالتالي ليست هناك مكانة لنظام الهيمنة فيها.
واعتبر سماحته أن النظام المهدوي سيصبح مظهر الرحمة، مشيرا إلى النظرة السلبية لعصر الظهور وما تتحدث عن مقتل ثلثي البشر فيه، مفندا سماحته هذه الآراء بأن أساسها روايات ضعيف ومزيفة، ثم ذكر رواية للنبي (ص) وهو يتحدث عن الإمام (عج) يقول: "سيرته سيرتي"، فإن سيرة النبي (ص) نشر مكارم الأخلاق؛ فالرسول الأكرم (ص) مظهر الرحمة، ويقول: " اِنّما بُعِثتُ رَحمَةً "، وورد في القرآن: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ففي عصر الظهور ستنتشر الرحمة الإلهية، لكن يجب الصمود والوقوف أمام من يتمسك بالغطرسة والاستكبار.
وصرح آية الله رمضاني: إن الدولة الكريمة ستتمتع بالعقلانية، والمعنوية والعدالة والمقاومة، وقد يمهد المشروع الشامل لحركة الأنبياء أرضية تتمكن أن تصبح دولة الإمام العصر (عج) دولة الكرامة بكل معنى الكلمة، وليست بمعناها الليبرالية أو الهومانيسمية أو فصل رب العباد عن حياة البشر.
وفيما يتعلق بشرح كلمتي الكريم والكرامة في القرآن قال سماحته: إن النبي (ص) والقرآن والملائكة منعوت بالكريم، ووهب الله الكرامة للإنسان ، فالكرامة لا بد أن تشرح بصورة صحيحة، وبناء على الوحي الإلهي، ففي الروايات أيضا اتصفت دولة الإمام المهدي (عج) بالكرامة، فإن الله سبحانه وتعالى يعز من يستحق العزة فيها، ويذل من يستحق الذلة فيها، ومن هذا المنظور يحلو قراءة دعاء الافتتاح وشرحه.
وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) بأننا نمضي قدما نحو العالمية، وأضاف: هناك فارق بين العالمية والعولمة، فإن العالمية تشير إلى مسار طبيعي، لكن في عولمة نظام الهيمنة هناك ألفاظ كالنظام العالمي الجديد، وعصر انفجار المعلومات، وقرية عالمية تقوم بإدارة العالم. إن المسار العالمي بحاجة إلى أدب عالمي، وعلينا أن نعرف الأدب العالمي، وننتج الأدب العالمي على أساس حوار الوحي.
وأشار إلى مسيرة الأربعين الحسيني، وقال: إن بإمكانها كحراك عالمي أن تمهد لظهور الإمام (عج)، ومما لا شك فيه أن للبعثة النبوية، والغدير، وعاشوراء، والقضية المهدوية علاقة وثيقة، مضيفا: علينا أن نتأمل بصورة جادة في القضية العالمية، ونقل المعارف والخبرات من مهامنا.
وفيما يرتبط بالدور المؤثر لاستشهاد الفريق سليماني في إحدى مجالات النظرة العالمية للقضية المهدوية، صرح سماحته: إن استشهاد الفريق سليماني له أثر كبير في دائرة المقاومة، إن الفريق سيلماني استشهد برفقة أبو مهدي المهندس، وهما محبوبان لدى تيار المقاومة، ولم يحدث استشهاد الفريق سليماني ورفاق دربه بأمر داعش بل بأمر محور الشر في العالم، الأمر الذي كان سببا لتطورات عظيمة في العالم حتى أبهرتنا المجالس التي انعقدت إثر استشهاده في مختلف القارات والبلدان.
وشدد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) على الاهتمام بالفن في ترويج الفكر المهدوي، وقال: إن لهالوود أعمال كثيرة في إلقاء النظرة السلبية للقضية المهدوية، وقد انتجت أفلام وألعاب كمبيوترية لمواجهة التيار المهدوي؛ وبناء عليه فإن للفن مجال واسع لترويج المهدوية، وينبغي استخدام لغة الفن في هذا الصدد.
وأكد سماحته على معرفة اللغة الدولية لتبليغ القضية المهدوية، وصرح: ينبغي معرفة اللغة الدولية، وهناك مبلغون باللغة الإيرانية يسعون إلى تبيين الإسلام، لكن ينبغي معرفة لغة ذلك القوم، ويجب معرفة أجواء الغرب، ومن ثم ندرك كيف يمكننا ترويج الأبحاث المهدوية؟
وفي قسم آخر من حديثه تطرق إلى ضرورة التمهيد للظهور، وقال: إن لآية الله بهجت كلمة يقول فيها: ما دام لم يكن هناك تمهيد للظهور، ولم يكن هناك إقبال من العالم لهذا الحدث، فإن الإمام لم يظهر، فبالتالي ينبغي لجماعة أن يمهدوا الأرضية للظهور.
.........
انتهى/ 278