وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أكد بيان صادر عن مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحالات القتل خارج القانون أنييس كالامار، والمقرر الخاص المعني بحرية التعبير ديفيد كاي أن التحليل الجنائي لعملية اختراق هاتف مالك شركة أمازون جيف بيزوس، عبر رسالة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يمكن تقييمه بأنه موثوق به بدرجة بين المتوسطة والعالية.
وقال المقرران الأمميان إن قرصنة هاتف بيزوس تتطلب إجراء تحقيق فوري من قبل السلطات الأميركية وغيرِها من الجهات المعنية بهذا الموضوع.
وأعلن المسؤولان الأمميّان أن لديهما معلومات تشير إلى "احتمال ضلوع" بن سلمان في اختراق هاتف بيزوس، وطالبا بتحقيق فوري.
وبحسب البيان، تبادل بن سلمان وبيزوس أرقام هواتفهما قبل شهر من قرصنة هاتف الأخير، كما حدثت القرصنة في الشهر ذاته الذي اخترقت فيه هواتف اثنين من المقربين لخاشقجي.
برنامج إسرائيلي
وأوضح البيان الأممي أن البرنامج الذي استخدمه محمد بن سلمان في قرصنة هاتف بيزوس هو برنامج "بيغاسوس" للتجسس الإلكتروني الإسرائيلي.
واعتبر المسؤولان الأمميان أن توقيت قرصنة هاتف بيزوس يدعم إجراء تحقيق عن مزاعم بأن بن سلمان أمر أو حرض على قتل خاشقجي، وأن الادعاء المتعلق باختراق الهاتف يتفق مع الدور البارز لمحمد بن سلمان في قيادة حملة ضد معارضيه.
وأضاف البيان أن تلك الاتهامات "تتطلب تحقيقا فوريا من الولايات المتحدة وغيرها من السلطات المعنية".
وأكد بيان كالامار وكاي أن التحليل الجنائي لعملية اختراق هاتف مالك شركة أمازون عبر رسالة من ولي العهد السعودي يمكن تقييمه "بثقة من متوسطة إلى عالية".
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي) يحقق في واقعة اختراق هاتف بيزوس عبر شركة خاصة، في حين ذكرت واشنطن بوست الأميركية أن منظمة العفو الدولية (أمنستي) تقاضي الشركة الإسرائيلية المشتبه في أنها ساعدت السعودية في اختراق هاتف أغنى رجل في العالم، ويتعلق الأمر بشركة "أس أن أو".
استعداد للاختراق
من جهة أخرى، قال مدير مكتب موقع "إنترسبت" الأميركي في واشنطن رايان غريم في مقابلة مع الجزيرة إن الأمير بن سلمان لديه الاستعداد للقيام بعمليات الاختراق لقادة أو رجال أعمال، وتساءل غريم عما إذا كان ولي العهد السعودي استهدف شخصيات أميركية مثل جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأميركي وآخرين.
وأضاف غريم "كثير من القادة تم اختراقهم والتجسس عليهم في الماضي، ولكن في العادة لا يتم الاختراق على هذا المستوى، ربما على المستوى الاستخباراتي، لكن أن نرى زعيما أو قائدا يستخدم هذا التكتيك، فهذا خط أحمر لم يتم اجتيازه قبل محمد بن سلمان".
مخاوف
من جهة أخرى قال السيناتور الديموقراطي كريس ميرفي إنه سيبعث برسالة إلى مدير الاستخبارات القومية ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي لفتح تحقيق فيما إذا سعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أو مسؤولون سعوديون للوصول إلى هاتف جيف بيزوس أو هواتف أميركيين آخرين بشكل غير مشروع.
وأشار ميرفي إلى أنه بالنظر إلى التقارير التي تشير إلى أن جاريد كوشنر مستشار الرئيس ترامب يستخدم تطبيق واتساب للتواصل مع محمد بن سلمان، فإن لديه قلقا شديدا من مكامن الضعف المتعلقة بالأمن القومي التي تمثلها هذه العلاقة.
وأضاف أنه عندما لا يرى من وصفهم بالطغاة أي تبعات لمثل هذه الأفعال، فإن ذلك يعد بمثابة ضوء أخضر لاستهداف أي شخص آخر يرون أنه يمثل تهديدًا بمن في ذلك الأميركيون، على حد تعبيره.
كما نشرت النائبة الديمقراطية الأميركية إلهان عمر تغريدة تطالب فيها الرئيس دونالد ترامب بالتوقف عن تدليل من وصفتها بـ"الأنظمة الاستبدادية الوحشية مثل السعودية".
وقالت إلهان عمر إن "المملكة العربية السعودية تقتل الأطفال في اليمن، وتغتال صحفييها، والآن تقرصن هواتف الأميركيين".
من جهتها، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولين مقربين من ولي العهد السعودي يقولون إنهم كانوا على علم بخطة لاختراق هاتف بيزوس.
وأشار المسؤولون إلى أن سعود القحطاني شارك في جهود القرصنة كجزء من حملة تخويف أوسع ضد خاشقجي، الذي كان ينشر مقالات في صحيفة واشنطن بوست المملوكة لبيزوس، كما نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) يحقق في اختراق هاتف بيزوس عبر شركة خاصة.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة غارديان البريطانية -عن مصادر مطلعة على نتائج تحقيق جنائي للأمم المتحدة ينشر اليوم- قولها إن الرسالة التي بعثها ولي العهد السعودي إلى الملياردير الأميركي عبر تطبيق واتساب احتوت على ملف خبيث اخترق هاتف الملياردير الأميركي.
وتوصل التحليل إلى أنه "من المحتمل جدا" أن اختراق الهاتف جرى بواسطة ملف فيديو أرسله محمد بن سلمان إلى بيزوس.
وبيّنت غارديان أن رسالة بن سلمان بعثت في الأول من مايو/أيار 2018، أي قبل خمسة أشهر من قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية.
وأكدت الصحيفة -نقلا عن مصدر مطلع على التحليل- أن كميات كبيرة من البيانات سُحبت من هاتف بيزوس، دون الكشف عن طبيعتها.
..................
انتهى / 232