وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ الكيان الاسرائيلي شاذ في كل شيء، في زراعته بالقوة في ارض فلسطين، في تهجيره الملايين من الفلسطينيين من ارض ابائهم واجدادهم، في قتله الالاف من الفلسطينيين، دون ان يجرأ اي كان في العالم على مساءلته على جرائمه هذه، ومرد هذا الشذوذ هو الدعم اللامحدود الذي يستمتع به من اللوبيات الصهيونية في الغرب وامريكا، وهي لوبيات لا تقوم لاي حكومة غربية قائمة الا من خلال كسب ودها والتزلف اليها.
من الجرائم التي كان يُعتقد ان الكيان الاسرائيلي ينفرد بها اعتمادا على دعم الغرب المنافق الذي لا ينفك يرفع شعار العدالة وحقوق الانسان والكرامة الانسانية، هي جريمة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، وهي جريمة لا يمكن وصفها الا بالوحشية والمقززة، فلا يلجأ اليها الا عتاة المجرمين الساديين، فهذا الكيان المجرم مازال يحتجز في مقابر رقيمية وفي الثلاجات 304 جثامين، منها ما يعود الى العشرات السنوات، ففي عام 2010 أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن جثمان الشهيد مشهور العاروري بعد احتجاز دام 34 عاما، وفي العام التالي تم استرداد جثمان الشهيد حافظ أبو زنط بعد 35 عاما من الاحتجاز، وقد كان رفيقا للشهيد العاروري.
هذه الجريمة البشعة بحق الانسانية جمعاء كان يُعتقد انها "اسرائيلية" بامتياز، فليس هناك في العالم كيان او نظام يمكن ان يقترف مثل هذه الجريمة دون ان يتحمل تبعاتها القانونية، ولكن يبدو ان هذا "الاحتكار الاسرائيلي" لهذه الجريمة قد تلاشى مع كشف ناشطين سعوديين عن قيام "توأم" الكيان الاسرائيلي، الكيان السعودي، بممارسة هذه الجريمة وبشكل اكثر بشاعة ووحشية ومنذ عقود طويلة، من دون ادنى خوف من عقاب او حتى عتاب، بفضل الدولارات النفطية التي اسكتت افواه دعاة الحرية والانسانية في الغرب المنافق.
قبل ايام ناشط في الحراك الشعبي من منطقة القطيف في السعودية كشف عن إن النظام السعودي يحتجز 97 جثمانا من الذين اغتالهم بالأدوات العسكرية أو بعد إزهاق أرواحهم وسط الزنازين أو اعدامهم بوحشية بقطع رؤوسهم بالسيف، مستهترا بحرمة الأجساد ووجوب دفنها وفقا لما تنص عليها المواثيق الدولية وشرعة حقوق الانسان والتعاليم الدينية.
اختلف الناشطون حول اي الكيانين الاول عالميا، الكيان الاسرائيلي او الكيان السعودي، في جريمة احتجاز جثامين الشهداء، واستخدامها لمعاقبة اهاليهم والضغطٍ لكسر إرادة تحدي الاحتلال الصهيوني ، او ارهاب الحراك المطالب بالحقوق في السعودية.
ان الجريمة الوحشية التي تمارسها "اسرائيل" والسعودية والمتمثلة في التضييق على العوائل وحرمانهم من حقوق الإنسان الأساسية بإكرام “الميت” وتكفينه ودفنه، وإقامة عزاء له، لتقليل ألم الفقد والمصاب، تكشف وبشكل واضح خوف الكيانين الاسرائيلي والسعودي من الشهداء في حياتهم ومماتهم.
مصادر النشطاء السعوديين كشفت عن وجود معتقلين قضوا نحبهم تحت سياط التعذيب منذ ستينات القرن الماضي، ولا تزال جثامينهم مُغيبة لا أحد يعلم مكانها غير السلطات التي أزهقت أرواحهم وسط الزنازين المعتمة، وبين هؤلاء: الشهيد عبدالرؤوف بن الشيخ حسن الخنيزي 1961، الشهيد عبدالمجيد الشماسي 1968، الشهيد حسن بن العلامة الشيخ فرج العمران 1970، الشهيد عبدالواحد العبد الجبار1970، الشهيد حسن صالح الجشي 1973، الشهيد محمد الحايك 1997، وآخرين تم اعدامهم بالسيف بجريرة رفع أصواتهم مطالبين بالحقوق والحريات، أو قاوموا سياسات البطش والتهميش والاذلال، ومن بين هؤلاء الشهداء: الشهيد خالد عبدالحميد العلق 1988، الشهيد أزهر علي الحجاج 1988، علي عبدالله الخاتم 1988، محمد علي القروص 1988، صادق عبدالكريم مال الله 1992.
اذا كان هناك من يبرر للكيان الاسرائيلي جريمة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، باستخدامها في تبادل الاسرى ورفات جنود الاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية، ترى بماذا تبرر السلطات السعودية احتجاز جثامين الشهداء من ابناء القطيف والاحساء ومناطق السعودية الاخرى؟، الا تحطم السعودية الرقم القياسي لجريمة احتجاز جثامين الشهداء المسجلة باسم الكيان الاسرائيلي؟!، كما الا تكشف هذه الجرائم الفظيعة نفاق وكذب الغرب وعلى راسه امريكا عندما يتشدق بالعدالة والحريمة والكرامية الانسانية وحقوق الانسان بينما هو يغمض عينية امام كل هذه الجرائم البشعة تحت ضغط اللوبيات الصهيونية مرة وتحت ضغط الدولارات النفطية مرة اخرى.
...............
انتهى/185