وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) ــ للأنباء ــ ابنا ــ وتابع الطاهر الهاشمي: وفي سلسلة المقالات هذه نوضح أن التشيع دخل مصر من زمن دخول الإسلام إليها بعد وفاة الرسول (ص) ومراسلته ملكها المقوقس وزواجه من السيدة مارية القبطية ابنة محافظة المنيا ، ولا ننس أيضًا مالك الأشتر ومحمد بن أبي بكر أولياء الإمام علي بن أبي طالب (ع) على مصر ودستوره لهم في كيفية الحكم حيث يجمع هذا الدستور ويذكر الحقوق الواجبة على الحاكم تجاه المحكومين ولكنهما استشهدا بسبب دسائس الدولة الأموية وعمر بن العاص وهي التي أدت لوجود تيارين في مصر موال للإمام علي بن أبي طالب وأبناءه (عليهم السلام) و تيار آخر يسير على مسار الدولة الأمورية.
وتظهر كتب التاريخ أنه كانت عائلات متشيعة بالكامل ومنها من كان على تواصل مع الامام جعفر الصادق عليه السلام في المدينة المنورة يستفتونه في أمور الدنيا والدين، واستمرت تلك المراسلات مع أئمة أهل البيت عليهم السلام من بعده.
في الصفحتين ٤٨ و٤٩ من كتاب فضائل مصر واخبارها وخواصها لابن زولاق "تحقيق الدكتور علي محمد عمر .. الهيئة المصرية العامة للكتاب ( التراث )"، قال يزيد ابن أبي حبيب فقيه مصر : أقلع معظم اهل مصر عن التشيع إلا جماعه _ يعني بيت بني لهيعة وبني نباته _ وكان أهل مصر يكتبون بمسائلهم إلى جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه، ولايعدلون عن فتياه. ولما قدم عليهم إسحاق بن جعفر بن محمد حفوا به كالكعبة، ولما توفيت زوجته السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد، أراد حملها معه إلى المدينة لدفنها هناك، فمنعه أهل مصر، واتخذ من قبرها مشهدا وهو باق معروف اليوم.
ويكمل الكتاب قائلا : اما البيوت المعروفة بمصر بالتشيع المكشوفة قديما، فمنها: بيت عبد الله بن لهيعة، وعباس بن لهيعة، وقد كان الليث بن سعد فقيه مصر قد أرسل إلى عبدالله بن لهيعة، ألف دينار لما احرقت دار ه وقال: استعن بهذه واعفنا من فضائل علي بن أبى طالب، "يعني احتفظ بها لنفسك ولا تنشرها على العامة"، فأخذها عبدالله بن لهيعة وأنفذ إليه حديثا من فضائل علي رضي الله عنه ليغيظه به .
ويستكمل الكتاب في سرده قائلا: ومنها بيت الحسن بن علي بن زولاق، جد أبي، بيت علم ونسك وفقه و رواية، وإنما احتمل به التشيع لفقهه واتقانه وتفقهه في الرواية، وكان مقبول الشهادة منذ عشرين ومئتين إلى أن توفي سنة ثلاثة وثمانين ومئاتين.
ويضيف : وكان الخليفة المتوكل يكاتبه، وكان عليه قول لايملي حديثا الا ويبتدئ بفضائل علي رضي الله عنه، وكان بعده ابنه الحسين جدي، و ابن ابنه إبراهيم والدي رحمه الله. ومنهم الحسين بن محمد مأمون، وكان فقيها محدثآ متشيعا مقبول الشهادة عند القضاه متختما في يمينه،. ومنهم أيضا عبيد الله بن الفضل بن هلال، كان محدثا متشيعا كتير الرواية ومنهم أيضا محمد ابن احمدبن سليم، كان فقيها محدثا متشيعا مؤلفا للكتب على مذهب آهل البيت".
ويقول ابن زولاق في كتابه: ويؤهل بيوتات الكتبة والتشيع : فبيت بني اسباط، وبني شلقان. وبني نباتة وممن سكن مصر وأظهر التشيع من الكتاب: ابو الحسين محمد بن الحسين ابن عبد الوهاب، ومحمد بن عبد الرحمن الروزباري. وممن أظهر التشيع بمصر :ابو الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات في سنة ثلاثة وعشرين فقوى التشيع به وظهر.
ومن المذرائيين جماعة، منهم من كان مستترا فيه، ومنهم من كان مكاشفا فيه: علي وابراهيم والحسين، واحمد بن الحسين، ومحمد واحمد ابنا محمد بن علي وكان علي من بينهم مكاشفا مفضلا محدثا. وبنو علي وإبراهيم.
.........
انتهى/ 278