وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـــ ابنا ــ يقول الأستاذ السيّد محمّد حسن الموسوي القارون في تقديمه للكتاب: يرى بعض الأعلام الفضلاء المعاصرين دام عزه أن هذه الحاشية أفضل الحواشي المعروفة على الإطلاق دقةً وعمقاً ومناقشة لأعلام عصره، وأكثرها دفاعاً عن الأخوند وآراءه ومبانيه.
ومن يرجع إلى الكتاب ويتمعن فيه يجد أن الكتاب من أفضل المصادر لمعرفة الكفاية بل ومباني الأخوند خصوصاً وأن الرجل من تلامذته واستفاد من الشيخ محمد تقي الشيرازي “ره” الذي هو من أحد أعاظم مدرسة السيد المجدد الشيرازي” قدس سره” غاية الإستفادة فهو رحمه الله تلقى منهجين في التدريس وهما الطريقة النجفية التي تعتمد على محوريّة الأستاذ في إلقاء الدرس والأسلوب السامرائي. كما أن الكتاب كغيره من حواشي الكفاية التي كتبها تلامذة الآخوند يعتبر مصدراً ممتازاً للإطلاع على آراء الآخوند المسموعة منه في مجلس درسه، هذا.
فربما يمكن أن يقال: بأنه لم يأت أحد مثل شيخنا الآخوند في فنّ التدريس؛ وذلك لأن الطالب المشارك في بحثه الحاضر في درسه سرعان ما يترقّى للمراتب العالية؛ إذ كان يتمتع بقوّة البيان ووضوح التقرير، بحيث إنّ الطالب إذا قام من درسه قام متقناً للبحث بلا تأمّل، حتّى أنّه لو أراد أن يقرّر الدرس لآخر لاستطاع أن يقرّره بسهولة كما هو من دون زيادة ولا نقيصة. بل لو أنّ التلامذة بأسرهم من مبتدٍ ومنتهٍ أرادوا أن يقرّروا الدرس لقرّروه كما هو بحيث لايقع بينهم في ذلك خلاف ولانزاع.
كما يقول: أن حاشية سلطان العلماء الأراكي على الكفاية استغرقت كتابتها تسع سنين من حدود سنة 1370 إلى سنة 1378 هـ. وأضاف لها الملاحق الأربعة، بما فيها الملحق الذي خصّصه شيخنا السلطان طاب ثراه للتحشية على أصالة الصحّة من حاشية أستاذه الآخوند الخراساني + (1329 هـ) على فرائد أستاذه الشيخ الأعظم الأنصاري + (1281 هـ) الشهيرة بـ «درر الفوائد في الحاشية على الفرائد».
وهذه الحاشية على نفاستها كانت مهجورة في الأوساط العلميّة منذ نصف قرن،لم يعرفها، بل لم يطّلع عليها الخاصّ من الخواص، إلاّ الأندر فالأندر. وأن هذه الخطوة المباركة التي حَظي بها الأخ جعفر الوائلي حفظه الله جل جلاله ورعاه، فقد سعى لها سعياً حثيثاً منذ سنتين لمّا كثر الطّلب من طلبة العلوم الدينيّة على هذا الكتاب، فراجَعَ كثيراً من المكتبات العامّة والخاصّة فلم يحصل على دورة كاملة من الأصل المطبوع، إلاّ بعد جُهد جهيد وعناء طويل ومدّة مديدة، فهيّئها وأخرجها للطبع، وفَهرَسَ محتويات أجزائها السّبعة مع ملاحقها، ووضع الفهارس في المجلّد السابع (بالتعاون مع الشيخ الفاضل أحمد العبيدان الاحسائي وفّقه الله تعالى).
مجلدات الكتاب وملاحقه:
الأوّل: إلى آخر بحث المشتق الذي تنتهي به مقدمات الكفاية. ويقع في 310 صفحة.
الثاني: يبدأ بالأوامر وينتهي بآخر بحوث هذا المقصد في354 صفحة.
الثالث: من أوّل النّواهي إلى آخر مباحث الألفاظ في 340 صفحة.
الرابع: من أوّل المقصد السادس إلى آخر مباحث الظن ويقع في543 صفحة.
وأضاف له ملحقاً يتحدّث فيه عن الظنّ في العقائد في 72 صفحة.
الخامس: من أوّل المقصد السابع في الأصول العمليّة الى آخر شرائط العمل بالأصول في 476 صفحة.
وأضاف له ملحقاً في قاعدة لا ضرر في 94 صفحة.
السادس: ويبدأ بالاستصحاب الى آخر مباحثه في 408 صفحة.
السابع: في مباحث التعارض، وقد فرغ منه في شهر رمضان سنة 1379 هـ في 238 صفحة.
وألحقه بجزء صغير في الإجتهاد والتقليد في 27 صفحة.
الشيخ محمد سلطان العلماء الأراكي (1296 ـ 1382 هـ):
ولد رحمه الله تعالى سنة 1296 هـ في سلطان آباد (أراك)، وكان أبوه محمد علي يمتهن بيع اللحم المشوي كباباً في حانوت له. تربّى في أحضان والديه وتعلّم القراءة والكتابة ودَرَس المقدّمات في موطنه أراك، ثم هاجر الى أصفهان وأكمل فيها السطوح.
ثم خرج الى العتبات المقدّسة وتوجّه الى سامراء حيث مرقد العسكريّين “صلوات الله عليهما”، وحضر على الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي ولم يزل مستفيداً منه سنوات عديدة حتى أصبح من وجوه شركاء بحثه وأعيان تلامذته.
ونزل النجف الأشرف بعد ذلك حيث قبر سيّد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، ولازم درس زعيم النجف الآخوند محمد كاظم الهروي الخراساني حتى ارتوى من نمير علمه، وتضلّع من أصوله وفقهه، وبلغ مرتبة سامية من الإجتهاد، وصدّقه شيوخ النجف وغيرها، وأقرّوا له بتلك المرتبة الجليلة.
في حدود سنة 1330 هـ فعزم على الرجوع إلى أراك (سلطان آباد القديمة) مسقط رأسه.
يقول آية الله العظمى الشيخ محمد علي الأراكي( من مراجع الدين – 1415 هـ): حضرت على شيخنا الشيخ محمد السلطان نحو سنة وكتبت تقريرات بحوثه الأصوليّة.
فقد اشتغل رضوان الله تعالى عليه بالدرس والبحث وتربية الطلاب وكانت حوزته الشريفة عامرة بوجود بعض أهل العلم ممّن رغب في الحضور عليه ولم يمكنه الخروج لا إلى النجف ولا إلى قم. فقد كان يدرّس في الفقه والأصول والفلسفة. وتوفي في شتاء سنة 1382 هـ الموافق لشهر بهمن سنة 1341 ش.
........
انتهى / 278