وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ـ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء، إن العناصر الأولية لـ "صفقة القرن" الأمريكية بشأن تسوية الشرق الأوسط تتناقض مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأضاف - في مؤتمر صحفي بموسكو مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، قائلا:" إن أحدًا لم ير ما يسمى بصفقة القرن، في الخطة الأولية، سأقول إن هذا الجزء الاقتصادي، كما ذكرت من قبل، يقترح حوالي 50 مليار دولار مستثمرة: حوالي نصف هذا المبلغ في فلسطين، والبقية 25 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية لدول الجوار التي تستضيف منذ سنوات اللاجئين الفلسطينيين - في إشارة إلي مصر والأردن ولبنان ".
واستطرد "إذا كان هذا يهدف إلى ضمان بقاء هؤلاء اللاجئين هناك إلى الأبد، ولهذا تتلقى الدول المعنية بعض الأموال، فإن هذا يتناقض مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
ودعا الوزير الولايات المتحدة إلى طرح خطتها بشأن القضية الفلسطينية بالكامل ، مشيرا إلى أن مؤتمر البحرين الذي عقد الشهر الماضي بدعوة من الولايات المتحدة بهدف التشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، لم يكشف عن أي خطط سياسية يمكن لواشنطن عرضها لحل القضية.
وشدد وزير الخارجية الروسي، على أهمية التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي لتسوية النزاعات في الشرق الأوسط، وبحث مجال مكافحة الإرهاب.
وقال "نقيم حوارنا حول مسائل تسوية الأزمات التي لا تزال موجودة في العالم الإسلامي، و يجب تنسيق المواقف على أساس القرارات المناسبة لمجلس الأمن الدولي حول عدة مسائل مثل التسوية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا وأنحاء أخرى من العالم".
وأوضح الوزير الروسي إلى أن لقاءه مع العثيمين تناول ضرورة التسوية السريعة للنزاعات الأخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، مضيفا " لدينا موقف مشترك حول ضرورة تحقيق ذلك بطرق سلمية، وعبر الحوار الداخلي، واعتمادا على القانون الدولي"، مشددا علي ضرورة زيادة مكافحة الإرهاب بشكل متتابع ودون أي حلول وسط وفي جميع الاتجاهات".
وأعرب لافروف عن اهتمام بلاده بزيادة عدد الدول المنضمة إلى بنك تبادل المعلومات عن الإرهابيين الأجانب لمتابعة تحركاتهم .
وحول الوضع في سوريا، أكد الوزير على وحدة الأراضي السورية، متهما واشنطن بأنها تستخدم الأكراد لتقسيم سوريا.
من جانبه قدم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين - خلال المؤتمر الصحفي المشترك - الشكر لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين على دوره في ضمان الأمن والسلم في العالم .
وأكد العثيمين أن المنظمة مهتمة بالاستماع إلى الآراء الروسية وخاصة في العالم الإسلامي ، وقال " إن المنظمة تسعى إلى التوصل إلى التفاهم والتوافق بين الدول الإسلامية" ، وشدد الأمين العام على أن العلاقات بين روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية تؤثر على الأوضاع في المنطقة وفي العالم.
وأوضح أنه لا مبرر لظاهرة الإرهاب ولا يهم من الذي يقوم بأعمال الإرهاب ولكن من المهم من الذي يمول هذه الأعمال ، وكل إنسان في العالم يستنكر الإرهاب، لافتا إلى أن الإرهاب يؤدي بدون شك إلى الفوضى في العالم ، وقال "لا يجب ربط الأعمال الارهابية بالدين أو بالجنسية ، ويجب على العالم أن يواجه هذه الظاهرة وأن يتوحد ويتكاتف من أجل مكافحة هذه الظاهرة، ويتوجب علينا أن نواصل جهودنا ونوسع إطار الأمن ونستفيد من آليات الثقافية والحضارية .
وبشأن القضية الفلسطينية ،، أوضح الامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن "العالم متمسك بمبدأ حل الدولتين للقضية الفلسطينية رغم مرور أكثر من 70 عاما على الأزمة"، على حد تعبيره .
وقال العثيمين أنه تبادل الآراء مع وزير الخارجية الروسي سرجى لافروف حول ما يجري حاليا في سوريا ،مشيرا إلى أن حوالي نصف السكان اضطروا إلى مغادرة البلاد ويعانون من المصاعب سواء كان داخل سوريا أو خارجها.
وأكد العثيمين - في ختام المؤتمر الصحفي المشترك - أن إجراء الحوار الدولي والدعم الدولي مهم جدا لأي نزاع في أي منطقة من مناطق العالم وليست هناك أي خطوات إلا خطوات الحوار والأنشطة عبر القانون الدولي والقواعد الدولية المعترف بها وعلينا جميعا أن نحترم هذه القواعد والقانون الدولي بشكل عام.
....................
انتهى/185