وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالات
الثلاثاء

٢ يوليو ٢٠١٩

٧:٢٦:١٨ م
957165

الاميرة الهاربة تحمل اسرار خلافات "آل نهيان وآل مكتوم"

قضية هروب الاميرة هيا بنت الحسين من زوجها حاكم دبي محمد بن راشد وطلبها اللجوء في ألمانيا، بدأت تتطور وتتسارع أحداثها و التكهنات حولها بشكل متسارع.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ـ فبعد هروب الأميرة هيا من دبي إلى ألمانيا، وطلبها اللجوء السياسي هناك مع نجلها و بنتها من الشيخ بن راشد، وتأزم المشكلة بين ألمانيا و الإمارات لرفض ألمانيا تسليم الأميرة هيا أو أولادها.

وتعتبر قضية هروبها أو حتى خروجها من دبي وهي تحمل كم كبير من الأسرار، حتى أطلق عليها البعض إنها مخزن أسرار دبي وما حولها، و الخوف من إنفجار هذا المخزن في أي لحظة.

ونشر مغرد مشهور ما أسماها الأسباب الحقيقية وراء هروب الأميرة هيا بنت الحسين من مصادر موثوقة كما قال على صفحته على موقع تويتر.

حيث قال المغرد المعروف باسم بو غانم في سلسلة تغريدات وصفها بالهامة و الموثوقة، بأن زوج الأميرة هيا محمد بن راشد هو من قام بتهريبها حتى لا يقوم ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بابتزاز زوجها وأخيها الملك عبدالله بإدخالها طرفا في عملية ضغط من أجل صفقة القرن.

وزعم نقلا عن مصادر خاصة به وصفها بأنها (موثوقة) بأن هيا بنت الحسين كانت طرفا في المحاولة الانقلابية الفاشلة على شقيقها الملك عبدالله الثاني في الأردن، مما جعل الملك يزيح قيادات أمنية عليا منها رئيس المخابرات العامة الأردني وقيادات أمنية أخرى، وطرد سفير الإمارات في الأردن ورئيس جهاز أمن أبوظبي السابق مطر الشامسي.

وتابع بوغانم نقل معلوماته التي لم يتسن لنا التأكد من صحتها:”وبسبب تأمر هيا بنت الحسين في المحاولة الانقلابية ضد شقيقها لم ترجع للأردن خشية من الملك”.

كما لفت المغرد الشهير إلى أن محمد بن راشد سبق أن حذر زوجته هيا من التعامل مع ثلاثة أفراد من أبوظبي وأن عليها عدم التعامل معهم نهائيا، وصادف في إحدى المرات خروج أحدهم من قصر هيا بنت الحسين وهذا الأمر أزعج حاكم دبي.

بعدها وبحسب بوغانم خرجت تسريبات بأن هناك اختلاسات مالية قامت بها هيا بنت الحسين الأخت غير الشقيقة لملك الاردن من أموال الدولة كانت عن طريق مكتبها ولكن تبين بعدها بأن جزء من الاموال خرجت بالفعل لتنفيذ عملية الانقلاب على الملك عبدالله وهي فعليا تسمى عملية اختلاس لأنها ذهبت لتنفيذ امر ما.

وزعم المغرد الشهير أيضا أنه حين قدم الملك عبدالله بن الحسين للاستفسار من محمد بن راشد المكتوم عن الامر ذهل مما سمع، مضيفا:” وهذا الامر سبب صدمه للمكتوم بسبب تدخل زوجته بالتآمر مع جهاز أمن أبوظبي للانقلاب على ملك الأردن وعليه تعمد جهاز أمن أبوظبي نشر عملية هروب هيا عن المكتوم للتشتيت عن الأمر الرئيسي وهو تورط أبوظبي في عملية الانقلاب”.

واختتم بوغانم تغريداته بالإشارة إلى أن ابن زايد هدد ابن راشد بأنه إن تحدث عن أمر العملية الانقلابية في الاردن سيقوم بتصفية ابنه ولي العهد حمدان بن محمد بن راشد المكتوم”.

الديوان الملكي يصمت

كما تجاهل الديوان الملكي الأردني حتى هذه اللحظة، التعليق أو التعقيب على الأنباء تتحدث عن خلافات بين ولي عهد دبي وزوجته الأميرة الهاشمية، وهروبها إلى ألمانيا برفقة أبنائها.

كما لم يصدر رسميا عن أبو ظبي أو عمان أي بيان رسمي يعلق على المسألة التي تتدحرج وقد تؤدي إلى أزمة دبلوماسية متعددة الاطراف خصوصا في ظل إخفاق وساطة قامت بها الشهر الماضي أطراف في العائلة المالكة الأردنية لإصلاح ذات البين وحل الخلاف الذي بدأ عائليا وأصبح اليوم ينذر بأزمة سياسية ودبلوماسية.

من جهته، تواصل بن راشد مع الملك عبد الله الثاني طالبا التدخل لإعادة ولديه اليه مع الإبلاغ بأنه قرر هجران زوجته الهاشمية وكل ما يريده أولاده تجنبا لإحراج دولي.

ولم يعجب كلام بن راشد عن الأميرة هيا عائلتها، وزارها شقيقها الأمير علي بن الحسين في لندن قبل ان تعلن صحف تركية أمس أنها تتواجد الآن في ألمانيا.

وتصر الأميرة على الاحتفاظ بولديها جليلة وزايد وحقها برعايتهما، وتشير مصادر مقربة منها إلى أن ضغوطا مورست عليها ودفعتها للمغادرة إلى أوروبا بعد محاولة عزل ولديها عنها.

وتجنبت الأميرة الأردنية، الحضور بولديها إلى عمان تجنبا لإحراج بلادها، وعلى أمل معالجة الخلاف قبل تطور مسار الأحداث ووصولها إلى "نقطة اللاعودة".

يشار إلى أن التقارير زادت حول الأميرة هيا، بعد غيابها عن مهرجان "رويال أسكوت" للخيول في دبي، الذي برزت فيه زوجة حاكم دبي بحضورها السنوي على الدوام.

وهذه القضية أيضاً يمكن إضافتها إلى حزمة الخلافات التي تعصف بحكام الإمارات، ولكن السؤال الأساسي هو لماذا تحول هذا النزاع العائلي بسرعة فائقة إلى قضية دولية، قد تنسف العلاقات الإماراتية مع عدد من الدول العربية والغربية؟

الخلافات الكامنة داخل دولة الإمارات

إن أحد الأسباب الرئيسة لهروب زوجة حاكم دبي، يرجع إلى تورطه في انقلاب ضد شقيقها ملك الأردن، وهذه الفضيحة ترجع إلى وجود جذور لخلافات كامنة بين حكام الإمارات وتضارب مصالحهم مع بعضهم البعض واستغلال بعض الدول الاوروبية لهم.

وحول هذا السياق، وبعد الحرب العالمية الثانية، واستقلال الهند، تولت الحكومة البريطانية في لندن مسؤولية المحافظة على النفوذ البريطاني في الخليج الفارسي.

وخلال هذه الحقبة، كان اكتشاف حقول النفط الهائلة يعني اكتساب منطقة الخليج الفارسي أهمية جيوستراتيجية كبيرة في حد ذاتها، ولم تعد أهميتها تكمن بعد في علاقتها بالهند وقربها منها.

وفي نهايات خمسينيات القرن العشرين، تعرض الوجود البريطاني في المنطقة لنقد متزايد حيث اكتسبت أفكار القومية العربية شهرة واسعة في العالم العربي.

وعلى الرغم من نيل الكويت استقلالها في ١٩٦١، إلا أن بريطانيا ظلت مهيمنة على الخليج لعقد آخر حتى ١٩٧١ حيث غادرت المنطقة رسمياً، وحصلت دول خليجية أخرى على استقلالها.

وفي حين تخلت بريطانيا عن سيطرتها السياسية المباشرة على المنطقة، إلا أنها احتفظت بقدر كبير من النفوذ حيث استمرت الصلات الوثيقة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين بريطانيا ودول الخليج الفارسي قائمةً حتى يومنا هذا.

تعود بداية الإمارات إلى عام 1971 حين أعلن الشيخ “زايد آل نهيان”، شيخ إمارة أبو ظبي اتحاده مع حاكم إمارة دبي الشيخ “راشد آل مكتوم” ليقودا معاً جهوداً كبيرة لتوحيد الراية من أجل بناء دولة الإمارات الجديدة بعد الانسحاب البريطاني من الدول الخليجية وتميزت الإمارات في هذه الفترة تحت قيادة الشيخ زايد الذي عُين كأول رئيس للدولة لمدة خمس سنوات استمرت حتى ثلاثين عاماً، بتبني سياسة محايدة تعمل على مصالح الشعب الإماراتي دون التدخل في شؤون الدول المجاورة، وهو ما انعكس بصورة كبيرة على صورة الإمارات خارجياً.

وحسبما تشير إليه دراسة الوثائق الرسمية البريطانية المفرج عنها مؤخراً، كانت بريطانيا تتولى تعيين الضباط البريطانيين المسؤولين عن الأمن الداخلي في دولة الإمارات وغيرها من مشيخات الخليج دون استشارة حكامها. وحين يَدعي حاكم الإمارات أن الهيمنة الاستعمارية على بلادهم كانت مجرد صداقة، فإنه لا يقول ذلك بسبب جهله بتاريخ بلاده، بل بسبب رغبته في إنكار دور عائلته في خدمة تلك الهيمنة.

فضيحة جديدة لأبو ظبي

يتم تحديد الجزء الأكبر من السياسة الخارجية لدولة الإمارات من قبل حكام أمارة أبوظبي ولهذا فلقد ازداد دور محمد بن زايد ولي عهد وشقيق حاكم أبوظبي في السنوات الأخيرة، وحول هذا السياق، كشف موقع “الوطن نيوز”، بأن محمد بن زايد يعتزم عزل شقيقه من السلطة، لكن حكام دبي والشارقة وعجمان يعارضون ذلك.

منذ ظهوره السياسي عام 2003، بتعيينه نائباً لولي عهد أبو ظبي، بدا أن ابن زايد يحمل طموحاً سياسياً كبيراً، لم يتعلق فقط بأن يصبح الحاكم الفعلي للإمارات، ولكن تعلق أيضاً برغبته في تعظيم مكانة ونفوذ الدولة إقليمياً ودولياً، وتطوير أدواتها في السياسة الخارجية، ولهذا فلقد سعى ابن زايد بشكل واضح إلى جعل الإمارات مركز صناعة القرار السياسي في المنطقة وصاحبة النفوذ الأول، وبالتالي، ناصب العداء لكل الأطراف التي حاولت زعزعة هذا النفوذ، أو منافستها ولهذا السبب ناصب محمد بن زايد العداء للإخوان المسلمين، الذين ظلوا خطراً محتملاً على مستقبل الحكم في الإمارات، وتوهج هذا العداء بعد “الربيع العربي” ووصولهم إلى سدة الحكم في أكثر من دولة عربية، وهنا يمكن القول بأن دوافع الإمارات في حملتها ضد الإخوان المسلمين لم تكن كلها بحثاً عن الأمن، بل رغبة ابن زايد في سحق المعارضة الداخلية في بلاده.

وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الأجهزة الاستخباراتية الأردنية رصدت اتصالات بين مسؤولين أردنيين مع مسؤولين في السعودية والإمارات لتنفيذ انقلاب ضد الملك “عبد الله الثاني” وهذا الأمر دفع ملك الأردن إلى اتخاذ مواقف حازمة مع القادة الإماراتيين والسعوديين والعمل على تقوية الإخوان المسلمين في البرلمان الأردني، واتخاذ موقف مستقل بما يتعلق بصفقة القرن، وهذا الأمر أدى إلى بروز الكثير من الخلافات بين قادة وحكام الإمارات من السياسات الغبية والمستفزة التي قام بها ابن زايد وتدخله في شؤون الدول المجاورة.

يذكر أن الأميرة “هيا” كشفت للعديد من وسائل الإعلام عن تفاصيل ذلك الانقلاب على أخيها الملك، وهذا الأمر زاد من فجوة الخلافات بين ابن زايد وحاكم دبي.

...................

انتهى/185