وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ التقى عصر يوم الأربعاء ٢٩/٥/٢٠١٩ عدد من أساتذة الجامعات بقائد الثورة الإسلامية في حسينية الإمام الخميني (قدّس سرّه)، وكان مما ورد في كلمة الإمام الخامنئي تشديد سماحته على رفض الجمهورية الإسلامية المطلق للتفاوض مع أمريكا وتأكيده على أنّ الخيبة والهزيمة ستلحق بها وبأذنابها فيما يخصّ تمرير وتثبيت صفقة القرن ودعا الإمام الخامنئي الشعوب المسلمة إلى الحضور الكثيف في يوم القدس هذا العام معتبراً أن مسيرات العام هذا العام أهمّ من أي عام مضى.
وخلال اللقاء أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الضجّة التي أثارها الأجانب والصحف والناشطون حول قضيّة التفاوض وعلّق سماحته قائلاً: ما يقصدونه بشأن العودة إلى طاولة التفاوض هو ليس "التفاوض" بشكل مطلق؛ بل "التفاوض مع أمريكا"؛ وإلا فنحن لا مشكلة لدينا في التفاوض مع الآخرين والأوروبيّين.
وشدّد الإمام الخامنئي على أنّ القضيّة الأساسيّة فيما يخصّ التفاوض مع الأوروبيّين والآخرين هي تحديد موضوع التفاوض ثمّ تابع سماحته قائلاً: نحن لا نفاوض على أيّ موضوع ولا يمكن أن تشكّل ثوابت وقضايا شرف الثورة الإسلامية مثل القدرة الدفاعية موضوعاً للتفاوض.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ التفاوض يعني المقايضة والتراجع في بعض النقاط ثمّ تابع سماحته قائلاً: لا يمكن التفاوض بشأن قضايا مثل الشؤون الدفاعيّة. والتفاوض حول هذه القضايا ستكون خلاصته كلمتين: هم سيقولون نحن نريد هذا الأمر، ونحن سنجيب بالرّفض وينتهي الأمر.
وأكّد الإمام الخامنئي مرّة أخرى على أنّ الجمهورية الإسلامية لن تفاوض أمريكا على الإطلاق ثمّ تابع سماحته قائلاً: كما قيل سابقاً، عدم التفاوض مع أمريكا سببه أوّلاً هو عدم وجود فائدة منه والسبب الثاني هو الضّرر الذي ينتج عنه.
وشرح قائد الثورة الإسلامية الأساليب التي يتّبعها الأمريكيّون من أجل تحقيق مآربهم العنجهيّة لدى الحكومات والبلدان في المنطقة ثمّ تابع سماحته قائلاً: عادة ما تكون لدى الأمريكيّين استراتيجيّة وتكتيكاً ليحقّقوا غاياتهم. واستراتيجيّتهم هي ممارسة "الضغة" بهدف إرهاق الطرف المقابل ومن يستخدمون "التفاوض" كمكمّل للضغط من أجل أن ينالوا مرادهم.
وشدّد الإمام الخامنئي قائلاً: هذا التفاوض هو في الحقيقة ليس تفاوضاً بل وسيلة لقطف حصاد الضغوط والجلوس خلف طاولة التفاوض مع الأمريكيّين يعني حصد كلّ النتائج التي مهّدوا للحصول عليها من خلال الضغوط.
واعتبر سماحته أنّ السبيل الوحيد لمواجهة هذه الحيلة هو استخدام وسائل الضغط في مواجهة الأمريكيّين وتابع قائد الثورة الإسلامية قائلاً: إذا ما تمّ استغلال وسائل الضغط بشكل صحيح فسوف يتراجع الضغط الأمريكي أو سيتوقّف، لكن لو خُدع أحد بخدعة "الدعوة إلى التفاوض" التي يطلقها الأمريكيّون ولم يتمّ استخدام وسائل الضغط فسوف تكون النتيجة الحتميّة هي التزعزع والهزيمة القطعيّة.
وأكّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران تملك وسائل الضغط الضروريّة لمواجهة الضغوط الأمريكية وتابع سماحته قائلاً: هذه الوسائل خلافاً لما يُروّجون له ليست عسكرية وهي متوفّرة متى ما لزم الأمر استخدامها.
ورأى الإمام الخامنئي أنّ البيان الأخير للمجلس الأعلى للأمن القومي فيما يخصّ تقليل بعض تعهدات إيران النووية يشكّل نموذجاً لوسائل الضغط التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية وأردف سماحته قائلاً: لقد كان القرار الأخير للمجلس الأعلى للأمن القومي قراراً صائباً لأنّه لو لم يتمّ استخدام هذه الوسيلة في الوقت المناسب فإنّ الطرف المقابل سوف يستمرّ في الموضوع دون أيّ عجلة لعلمه بعدم لحاق ضرر به أو دفعه أيّ ثمن، لكن متى ما تمّ استخدام وسيلة الضغط هذه فسوف يفكّر قبل أن يُقدم على أيّ خطوة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ القدرات العلميّة والتقنيّة للبلاد في المجال النّووي تشكّل أيضاً إحدى وسائل الضغط المؤثّرة وشدّد سماحته قائلاً: رغم وجود قدرات علميّة كبيرة في المجال النووي، إلا أنّنا لا نسعى مطلقاً لامتلاك سلاح نووي لأنّنا وبناء على المباني الفقهية، والدينية والشرعيّة نعتبر أنّ اقتناء أسلحة الدمار الشامل نووية كانت أو كيميائيّة من المحرّمات.
وأضاف الإمام الخامنئي في هذا الصّدد قائلاً: نحن أيضاً نعتبر أنّ إنتاج أسلحة دمار شامل لمجرّد التخزين هو أيضاً عمل غير منطقي وغير عقلاني لأنّه يُحمّل البلاد تكاليف باهظة ولا تتمّ الاستفادة منه أيضاً.
ولفت سماحته قائلاً: لذلك فإنّنا من حيث المبنى نعارض إنتاج أسلحة دمار شامل لكنّنا نحتاج التخصيب النووي لكوننا ننظر إليها كحاجة لمستقبل البلاد وإذا لم نقم اليوم برفع مستوى قدراتنا في هذا المجال فسوف يكون علينا أن ننطلق من نقطة الصفر بعد عشرة أعوام.
وقال قائد الثورة الإسلامية أنّ وسائل الضغط المتوفرة لدى الجمهورية الإسلامية هي وسائل لإيقاف الطرف المقابل وتابع سماحته قائلاً: لحسن الحظ فإنّ غالبية المسؤولين في البلد من مسؤولين تنفيذيّين ودبلوماسيّين وسياسيّين يتّفقون على قضية عدم التفاوض مع أمريكا ولا يوصون بتاتاً بالتفاوض مع الأمريكيّين.
وأردف الإمام الخامنئي قائلاً: لم نلحظ اختلافاً جوهريّاً بين أسلوب تعامل الحكومة الأمريكيّة السابقة والحكومة الحاليّة فظاهرهما مختلف لكنّ باطنهما واحد.
وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ الجمهورية الإسلامية لن تُخدع حتماً بحيلة الأمريكيّين فيما يخص المفاوضات وتابع سماحته قائلاً: وسيلة الضغط التي تمّ استخدامها حاليّاً هي القرار الأخير للمجلس الأعلى للأمن القومي لكنّنا لن نقف دائماً عند هذا الحدّ وسوف نستخدم في المراحل القادمة وسائل ضغط أخرى إن لزم الأمر.
وحول يوم القدس وفلسطين تحدّث قائد الثورة الإسلامية قائلاً: قضيّة يوم القدس هذا العام أهمّ من أيّ عام مضى. طبعاً فإنّ قضية فلسطين قضية أساسية لا تختص بالحكومات والبلدان الإسلامية. قضية فلسطين قضيّة إنسانيّة. طبعاً فإنّ هذا العمل يشكّل للمسلمين أهميّة أكبر وأولويّة أكثر وإضافة للجانب الإنساني ينطوي على جانب شرعي ودينيّ أيضاً.
وأكّد الإمام الخامنئي على أنّ مسيرات يوم القدس الشعبية دفاعاً عن فلسطين لطالما كانت مهمّة وتابع سماحته قائلاً: مسيرات هذه السنة أهمّ من السنين السابقة بسبب هذه الخيانات التي يمارسها بعض أذناب أمريكا في المنطقة من أجل تثبيت صفقة القرن؛ لن يتمّ ذلك ولن يتحقق أيضاً وسوف تتلقّى أمريكا وأذنابها الهزيمة حتماً في هذه القضيّة.
وأضاف سماحته في هذا الصدد قائلاً: فرق مسيرة هذا العام عن الأعوام السابقة هو أنّهم يجاهرون اليوم بأنّنا نسعى للقضاء على قضيّة فلسطين ومحوها من قضايا العالم؛ طبعاً هم لن يستطيعوا فعل أمر كهذا وسوف يُمنون بالخيبة.
........
انتهى / 278