وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ـ في موقف يعكس جانبا من شخصيته الغريبة قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، ان ما ينبغي ان يفعله الايرانيون هو أن يتصلوا به ويجلسوا معه للتوصل إلى اتفاق ، فكل ما يريده من الايرانيين هو ألا يمتلكوا أسلحة نووية ، وهذا ليس بالطلب الكبير.
يوما بعد يوم تتاكد حقيقة ان ادارة ترامب ، ادارة متخبطة ، وهذا التخبط يعود الى الشخصية الضعيفة للرئيس الامريكي نفسه ، وقدرة الاخرين على التاثير عليه عبر استغلال نقاط ضعفة المتمثلة بهيمنة اللوبي الصهيوني عليه ، وبجشعه للمال ، وبهوسه للبقاء في البيت الابيض لولاية ثانية مهما كان الثمن.
هذا التصريح يمثل تراجعا واضحا عن الشروط الاثني عشر التي وضعها وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو امام ايران ، والتي يجب ان تمتثل لها طهران ، حسب زعمه ، للتوصل الى اتفاق جديد.
هذه ليست المرة الاولى ولا العاشرة ، التي يطالب فيها ترامب من ايران ان تتفاوض معه ، او على الاقل يلتقي بالرئيس الايراني حسن روحاني ، مرة واحدة.
خيبة أمل ترامب بلقاء الايرانيين او التفاوض معهم دفعت البيت الأبيض الى ان يمرر الى السويسريين ، الذي يرعون مصالح امريكا في ايران ، رقم هاتف ترامب ليضعوه تحت تصرف المسؤولين الايرانيين ، وفقا لشبكة "سي ان ان " الأمريكية.
الخطأ الفادح الذي ارتكبه ترامب كان خروجه من الاتفاق النووي ، والخطأ الاخر ، وكان اكبر من الاول ، والذي ارتكبه تحت تاثير "الباءات الاربعة" ، هو استخدام سياسات الحظر والعقوبات والتهديدات مع ايران ، ظنا منه ، ان ايران سرعان ما ستركع وتنفذ شروط الـ12 لبومبيو ، بمجرد ارسال حاملة طائرات وقاذفات وبطاريات باتريوت.
استخدام لغة التهديد والوعيد مع ايران ، من اي جهة جاءت ، تعطي نتائج عكسية بالكامل ، لذا وبعد التصعيد الامريكي الاحمق ، اتخذت ايران اجراءات بدات بتقليص التزاماتها الطوعية في اطار الاتفاق ، واعطت مهلة للثلاثي الاوروبي الموقع على الاتفاق النووي ، مهلة 60 يوما لتعويض ايران عن خسائرها التي ترتبت عن العقوبات الاحادية وغير القانوية لامريكا ، والا ستخرج تدريجيا من الاتفاق ، وليتحمل الجميع غباء ترامب.
اخيرا ، اذا كان شرط ترامب الوحيد هو "عدم حصول ايران على السلاح النووي" من وراء دعوته ايران للتفاوض معه ، وليس الصواريخ ودور ايران في المنطقة ، فان هذا الشرط تحصيل حاصل ، فايران ليست في وارد الحصول على سلاح نووي ، كما ان الاتفاق النووي ، حسب زعم الغرب ، يحول دون حصول ايران على السلاح النووي ، وهو ما اكده ايضا 14 تقريرا للوكال الدولية للطاقة الذرية ، لذلك نرى ان ترامب ، الذي يفسر الماء بعد الجهد بالماء ، سيطول جلوسه امام الهاتف.
...................
انتهى/185