ابنا: أما المؤرخون على اختلاف أفكارهم و ميولهم فقد اتفقوا على تبجيل الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) و تعظيمه و أنه قد أوتي من المواهب و العبقريات ما رفعته إلى قمة الشرف التي انتهى إليها العظماء من آبائه و فيما يلي بعض ما قالوه:
1- ابن عساكر:
قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر في ترجمة الإمام (عليه السلام) : كان علي بن الحسين ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا ، و هذه الصفات من أثمن الصفات و أجلها في دنيا الإسلام.
2- ابن سعد:
قال محمد بن سعد: كان علي بن حسين ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا لقد اتفق ابن عساكر مع ابن سعد في اضفاء هذه الصفات الرفيعة على الإمام (عليه السلام) .
3- ابن حجر العسقلاني:
قال ابن حجر العسقلاني: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيت قرشيا أفضل منه .
4- ابن حجر الهيثمي:
قال شهاب الدين احمد بن حجر الهيثمي: و زين العابدين هذا هو الذي خلف أباه علما و زهدا و عبادة ، و أضاف يقول: و كان زين العابدين عظيم التجاوز و العفو و الصفح .
لقد كان زين العابدين قد خلف أباه و ورث اعز صفاته من العلم و الزهد و العبادة مضافا إلى ما كان يتمتع به من عظيم التجاوز و العفو عمن اساء إليه.
5- الذهبي:
قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي: كانت له - أي لزين العابدين- جلالة عجيبة و حق له و اللّه ذلك فقد كان أهلا للإمامة العظمى لشرفه و سؤدده و علمه و تألهه و كمال عقله .
لقد اعترف الذهبي بالواقع المشرق الذي تمتع به الإمام (عليه السلام) و أنه أهل للإمامة العظمى و للقيادة الروحية و الزمنية لهذه الأمة و هي من أسمى المراتب و أهمها في الإسلام.
6- أبو الفتح:
قال أبو الفتح بن صدقة: الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضوان اللّه عليهم) اجمعين المعروف بزين العابدين و هو أحد الأئمة الاثني عشر و من سادات التابعين .
7- أبو نعيم:
قال الحافظ أبو نعيم: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) زين العابدين و منار القانتين كان عابدا وفيا و جوادا حفيا .
لقد تحدث أبو نعيم عن بعض الصفات الماثلة في الإمام من العبادة و الوفاء و السخاء.
8- اليعقوبي:
قال أحمد بن أبي يعقوب: كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل الناس و أشدهم عبادة و كان يسمى زين العابدين و كان يسمى أيضا ذا الثفنات لما كان في وجهه من أثر السجود .
لقد كان الإمام زين العابدين من أفضل الناس و اعظمهم شأنا و أكثرهم عبادة و طاعة للّه.
9- الواقدي:
قال الواقدي: كان - أي زين العابدين- من أورع الناس و أعبدهم و اتقاهم للّه عزّ و جلّ و كان إذا مشى لا يخطر بيده .
لقد نظر الواقدي الى ورع الإمام و عبادته و تقواه و تواضعه و هو بهذه الصفات كان من أفضل الناس و من أجلهم.
10- صفي الدين:
قال صفي الدين: كان زين العابدين عظيم الهدى و السمت الصالح و قد أخرج الخطيب في جامعه عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه و آله) قال: إن الهدى و السمت الصالح و الاقتصاد جزء من خمسة و عشرين جزءا من النبوة .
11- النووي:
قال النووي: و اجمعوا على جلالته - أي الإمام زين العابدين - في كل شيء .
لقد اجمع المسلمون على تعظيم الإمام و إكباره و ذلك لما يتمتع به من الصفات الرفيعة التي هي موضع الاعتزاز و الفخر لجميع المسلمين .
12- عماد الدين:
قال الداعي عماد الدين إدريس القرشي: كان الإمام علي بن الحسين زين العابدين افضل بيت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) و أشرفهم بعد الحسن و الحسين (عليهم جميعا الصلاة و السلام) و أكثرهم ورعا و زهدا و عبادة .
13- ابن عنبة:
قال النسابة الشهير بابن عنبة: و فضائله - أي فضائل الإمام زين العابدين - أكثر من أن تحصى أو يحيط بها الوصف .
إن مآثر الإمام زين العابدين و فضائله لا يحيط بها الوصف و لا تحصى فقد كانت مآثره امتدادا ذاتيا لسيرة آبائه الذين أضاءت هذه الدنيا بمآثرهم و فضائلهم.
14- الشيخ المفيد:
قال الشيخ المفيد: كان علي بن الحسين أفضل خلق اللّه بعد أبيه علما و عملا و قد روى عنه فقهاء العامة من العلوم ما لا يحصى كثرة و حفظ عنه من المواعظ و الأدعية و فضائل القرآن و الحلال و الحرام و المغازي و الأيام ما هو مشهور بين العلماء .
لقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) ثروة من ثروات الفكر الإسلامي فأشاع العلوم و المعارف في دنيا الإسلام و قد روى عنه العلماء و الفقهاء احكام الإسلام و آداب الشريعة و غير ذلك من مختلف الفنون.
15- الجاحظ:
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ: و أما علي بن الحسين فلم أر الخارجي في أمره إلا كالشيعي و لم أر الشيعي إلا كالمعتزلي و لم ار المعتزلي إلا كالعامي و لم أر العامي إلا كالخاصي و لم أجد أحدا يتمارى في تفضيله و يشك في تقديمه ، و معنى ذلك أن المسلمين على اختلاف أفكارهم و اتجاهاتهم قد أجمعوا على تعظيم الإمام و الاعتراف له بالفضل و إعلان المودة و الولاء له.
16- الشراوي :
قال الشراوي : كان رضي الله عنه - أي الإمام زين العابدين - عابدا زاهدا ورعا متواضعا حسن الأخلاق .
و هذه الصفات هي التي رفعت الإمام إلى قمة المجد و جعلت الناس قد هاموا بحبه و بالاخلاص له.
17- القليوبي :
قال أحمد القليوبي الشافعي : فضائله - أي فضائل الإمام - أكثر من أن تحصى أو يحيط بها الوصف .
18- ابن تيمية:
و حتى ابن تيمية المنحرف عن أهل البيت و المعادي لهم قد اعترف بفضل الإمام و سمو منزلته و مكانته قال : أما علي بن الحسين فمن كبار التابعين و ساداتهم علما و دينا ، و له من الخشوع و صدقة السر و غير ذلك من الفضائل ما هو معروف .
19- الشيخاني :
قال الشيخاني القادري: سيدنا زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب اشتهرت أياديه و مكارمه و طارت بالجو في الجود محاسنه عظيم القدر رحب الساحة و الصدر و له الكرامات الظاهرة ما شوهد بالأعين الناظرة و ثبت بالآثار المتواترة .
لقد تحدثت الركبان عن فضائل الإمام زين العابدين و مآثره و مناقبه و اشتهر بين الناس مكارمه و فضائله مضافا لذلك ما منحه الله من الكرامات التي يمنحها المخلصين من عباده.
20- ابن خلكان:
قال ابن خلكان : هو - أي الإمام زين العابدين - أحد الأئمة الاثنى عشر و من سادات التابعين قال الزهرى : ما رأيت قرشيا أفضل منه .
21- ابن شدقم:
قال ابن شدقم : الإمام الحبر الزاهد علي بن الحسين زين العابدين .
22- المنوفى :
قال السيد محمود المنوفى : كان زين العابدين عابدا وفيا و جوادا صفيا و كان إذا مشى لا تجاوز يده فخذه .
23- أبو الفتوح:
قال أبو الفتوح الحسينى : كان الذكر المخلد و الاشتهار لعلي الأوسط زين العابدين الملقب بالسجاد ، و هو أول سبط من أسباط الحسين و رابع معصوم على رأي الاثنى عشرية و زاهد على رأي غيرهم .
24- المناوي:
قال المناوي: زين العابدين إمام سند اشتهرت أياديه و مكارمه و طارت بالجو في الوجود حمائمه كان عظيم القدر رحب الساحة و الصدر رأسا لجسد الرئاسة مؤملا للإيالة و السياسة .
إن الصفات العظيمة التي اتصف بها الإمام (عليه السلام) رشحته بإجماع المسلمين إلى الإمامة و القيادة العامة و إدارة شؤون المسلمين فليس في عصره من يدانيه أو يشابهه في نزعاته الخيرة و ملكاته العظيمة.
25- محمد بن طلحة:
قال كمال الدين محمد بن طلحة القرشي الشافعي: هذا زين العابدين قدوة الزاهدين و سيد المتقين و إمام المؤمنين شيمته تشهد له أنه من سلالة رسول الله (صلى الله عليه و آله) و سمته يثبت قربه من الله و ثفناته تسجل له كثرة صلاته و تهجده و إعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها درت له أخلاف التقوى فتفوقها و أشرقت له أنوار التأبيد فاهتدى بها و ألفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها و حالفته وظائف الطاعة فتحلى بحليتها طالما اتخذ الليل مطية ركبها لقطع طريق الآخرة و ظمأ الهواجر دليله استرشد به في منارة المسافر و له من الخوارق و الكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة و ثبت بالآثار المتواترة انه من ملوك الآخرة .
26- محمد بن سعد:
قال محمد بن سعد: كان - أي الإمام زين العابدين- ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا.
27- السيد عباس:
قال السيد عباس الموسوى: كان زين العابدين أحسن الناس وجها و أطيبهم ريحا و أكرمهم نفسا و أعلاهم حسبا و أعظمهم شرفا .
28- السيد محسن:
قال السيد محسن الأمين العاملي: كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل أهل زمانه و أعلمهم و أفقههم و أورعهم و أعبدهم و أكرمهم و أحلمهم و أصبرهم و أفصحهم و أحسنهم أخلاقا و أكثرهم صدقة و أرأفهم بالفقراء و أنصحهم للمسلمين كان معظما عند القريب و البعيد و الولي و العدو حتى ان يزيد بن معاوية لما أمر أن يبايعه أهل المدينة على أنهم عبيد و خول لم يستثن من ذلك إلا علي بن الحسين فأمر أن يبايعه على أنه أخوه و ابن عمه .
لقد اتصف الإمام (عليه السلام) بجميع الصفات العظيمة فما من فضيلة يمتاز بها الإنسان و يشرف بها إلا و هي من صفاته و فضائله فهو كما قيل:
خلقت مهذبا من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء
29- النويري:
قال شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري: كان علي بن الحسين رحمه الله ثقة ورعا مأمونا كثير الحديث من أفضل أهل بيته و أحسنهم طاعة .
30- الشافعي:
قال الإمام الشافعي: إن علي بن الحسين أفقه أهل المدينة .
31- علي بن عيسى الأربلي:
قال أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي: مناقب الإمام علي بن الحسين تكثر النجوم عددا و يجري واصفها إلى حيث لا مدى و تلوح في سماء المناقب كالنجوم لمن بها اهتدى و كيف لا و هو يفوق العالمين إذا عدا عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و محمدا و هذا تقديم لسجع في الطبع فلا تكن مترددا و متى أعطيت الفكر حقه وجدت ما شئت فخارا و سؤددا فإنه الإمام الرباني و الهيكل النوراني بدل الأبدال و زاهد الزهاد و قطب الأقطاب و عابد العباد و نور مشكاة الرسالة و نقطة دايرة الإمامة و ابن الخيرتين و الكريم الطرفين قرار القلب و قرة العين علي ابن الحسين و ما أدراك ما علي بن الحسين؟!! الأواه الأواب العامل بالسنة و الكتاب الناطق بالصواب ملازم المحراب المؤثر على نفسه المرتفع في درجات المعارف فيومه يفوق على أمسه المتفرد بمعارفه الذي فضل الخلائق بتليده و طارفه و حكم في الشرف فتسنم ذروته و خطر في مطارفه و أعجز بما حواه من طيب المولد و كريم المحتد و ذكاء الأرومة و طهارة الجرثومة عجز عنه لسان واصفه و تفرد في خلواته بمناجاته فتعجبت الملائكة من مواقفه و أجرى مواضعه خوف ربه فأربى على هامي الصوب و واكفه فانظر أيدك الله في أخباره و المح بعين الاعتبار عجائب آثاره و فكر في زهده و تعبده و خشوعه و تهجده و دءوبه في صلاته و أدعيته في أوقات مناجاته و استمراره على ملازمة عبادته و إيثاره و صدقاته و عطاياه و صلاته و توسلاته التي تدل مع فصاحته و بلاغته على خشوعه لربه و ضراعته و وقوفه موقف العصاة مع شدة طاعته و اعترافه بالذنوب على براءة ساحته و بكائه و نحيبه و خفوق قلبه من خشية الله و وجيبه و انتصابه و قد أرخى الليل سدوله و جر على الأرض ذيوله مناجيا ربه تقدست أسماؤه مخاطبا له تعالى ملازما بابه عز و جل مصورا نفسه بين يديه معرضا عن كل شيء مقبلا عليه قد انسلخ من الدنيا الدنية و تعرى من الجثة البشرية فجسمه ساجد في الثرى و روحه متعلقة بالملإ الأعلى يتململ إذا مرت به آية من آيات الوعيد حتى كأنه المقصود بها و هو عنها بعيد تجد أمورا عجيبة و أحوالا غريبة و نفسا من الله سبحانه قريبة و تعلم يقينا لا شك فيه و لا ارتياب و تعرف معرفة من قد كشف له الحجاب و فتحت له الأبواب ان هذه الثمرة من تلك الشجرة كما ان الواحد جزء من العشرة و ان هذه النطفة العذبة من ذلك المعين الكريم و إن هذا الحديث من ذلك القديم و ان هذه الدرة من ذلك البحر الزاخر و ان هذا النجم من ذلك القمر الباهر و ان هذا الفرع النابت من ذلك الأصل الثابت و ان هذه النتيجة من هذه المقدمة و ان خليفة محمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة المكرمة المعظمة هذا أصله الطاهر .
و ألم العلامة المحقق الأربلي بأبرز صفات الإمام (عليه السلام) التي هي من مواضع الاعتزاز و الفخر لكل مسلم لقد كانت صفاته المشرقة امتدادا ذاتيا لنزعات آبائه و صفاتهم التي غيروا بها مجرى تاريخ الإنسان فقد أضاءوا له الطريق و أرشدوه إلى معالم الحق بعد ما كان تائها في ميادين سحيقة من مجاهل هذه الحياة.
إن فضائل الإمام (عليه السلام) و مآثره لا يحيط بها الوصف و لا يستوفيها البيان فهو فرع من شجرة النبوة و دوحة الإمامة التي أودع الله فيها الكمال المطلق لتكون منارا للحق في الأرض.
32- البستاني:
قال البستاني: زين العابدين هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب و لكثرة عبادته لقب بزين العابدين و لقب أيضا بسيد العابدين و الزكي و الأمين و ذي الثفنات .
33- وجدي:
قال محمد فريد وجدي: زين العابدين هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين و يقال له علي الأصغر و ليس للحسين بن علي عقب إلا من ولد زين العابدين ، هو أحد الأئمة الاثنى عشر في مذهب الإمامية كان من سادات التابعين و رؤسائهم .
34- آغا بزرك:
قال شيخ المحققين الشيخ محمد حسن الشهير بآغابزرگ الطهراني : الإمام زين العابدين و سيد الساجدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) رابع أئمة الشيعة الإمامية الذي اتفق مؤرخو الإسلام على أنه من أشهر رجال التقوى و الزهد و العبادة .
35- ابن الجوزي:
قال ابن الجوزي: هذا زين العابدين و قدوة الزاهدين و سيد المتقين و إمام المؤمنين شيمته تشهد له أنه من سلالة رسول الله (صلى الله عليه و آله) و سمته يثبت مقام قربه من الله زلفى و ثفناته تسجل له كثرة صلاته و تهجده و إعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده .
36- تاج الدين:
قال تاج الدين بن محمد بن حمزة الحسيني نقيب حلب: كان علي ابن الحسين سيد بني هاشم و موضع علمهم و المشار إليه منهم .
37- عارف تامر:
قال عارف تامر: اشتهر - أي الإمام زين العابدين - بالزهد و العبادة و لم يك يوجد من يماثله في هذه الصفات و لذلك لقب بزين العابدين و السجاد .
38- الزركلي :
قال خير الدين الزركلي : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي أبو الحسن الملقب بزين العابدين رابع الأئمة الاثني عشر عند الإمامية و أحد من كان يضرب بهم المثل في الحلم و الورع يقال له علي الأصغر للتمييز بينه و بين أخيه علي الأكبر .
39- أحمد محمود صبحي:
قال الدكتور أحمد محمود صبحي: هذا هو علي بن الحسين ورث إمامته من انتسابه إلى فاطمة الزهراء و رسم للشيعة طريق الإمامة الروحية و طبع التشيع بطابع الحزن المقيم و البكاء المتصل على الحسين و عكف على العبادة فسمي بالسجاد و كني بزين العابدين و انتسب إلى النبي (صلى الله عليه و آله) و إلى كسرى فعرف بابن الخيرتين .
و لا بد لنا من وقفة قصيرة مع الدكتور أحمد صبحي فيما أفاده فقد ذكر أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قد ورث الإمامة من جهة انتسابه إلى جدته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين فإن ذلك لا واقع له لأن الإمامة ليست خاضعة لعملية المواريث و إنما هي خاضعة للنص و هي بيد الله تعالى فهو الذي يختار لهذا المنصب الرفيع من يشاء من عباده ممن تتوفر فيه النزعات الخيرة و الصفات العظيمة و هذا هو ما تذهب إليه الشيعة و تدلل عليه في كتبهم الكلامية كما ان الإمام زين العابدين (عليه السلام) ليس هو الذي طبع التشيع بطابع الحزن على الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة و إنما كانت رزية كربلاء التي تذوب من هولها القلوب هي التي طبعت التشيع بعالم الأسى و الحزن و كان الإمام زين العابدين في طليعة المتأثرين بها لأنه شاهد فصولها الحزينة.
40- أحمد فهمي:
قال الشيخ أحمد فهمي: كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل أهل زمانه و أعلمهم و أفقههم و أورعهم و أعبدهم و أكرمهم و أحلمهم و أفصحهم لسانا و أكرمهم احسابا يحدب على الفقراء و يعين الضعفاء .
41- حسين علي محفوظ:
قال الدكتور حسين علي محفوظ: كان زين العابدين أفضل خلق الله- بعد أبيه - علما و عملا و كان أقرب أهل البيت (عليهم السلام) شبها بأمير المؤمنين في لباسه و فقهه و عبادته .
و حفلت كلمات الأعلام من المعاصرين للإمام و من المؤرخين بنقاط مهمة من بينها ما يلي:
أولا: ان الإمام كان أفقه علماء عصره و أكثرهم دراية و إحاطة بشئون الشريعة و أحكام الدين.
ثانيا: أنه أفضل هاشمي بل و أفضل قرشي في عصره و ذلك لما يتمتع به من الصفات الكريمة و المثل العليا التي قل أن تتوفر بعضها في أي إنسان عدا آبائه.
ثالثا: أنه أفضل أهل زمانه و أعلاهم شأنا و مكانة و ذلك لنسبه الرفيع فهو ابن الخيرتين مضافا إلى عبقرياته و مواهبه العظيمة.
رابعا: أنه من أزهد الناس و أكثرهم إعراضا عن مباهج الحياة الدنيا و زينتها فلم يحفل و لم يعن بها.
خامسا: أنه من أورع الناس و من أكثرهم تقوى و حريجة في الدين.
سادسا: أنه سراج الدنيا و جمال الإسلام و ذلك لسيرته الندية العاطرة التي هي نفحة من نفحات النبوة و الإمامة.
سابعا: أنه من أحسن الناس و أطيبهم ريحا و أكرمهم نفسا و أعظمهم شرفا.
ثامنا: أنه من أفصح الناس و أعظمهم بلاغة فقد كانت أدعيته و مواعظه و كلماته الحكمية من مناجم الأدب العربي و من أنفس الذخائر الثقافية في دنيا الإسلام.
تاسعا: أنه من أبر الناس بالفقراء و من أكثرهم عطفا و حنانا على البؤساء و المحرومين.
عاشرا: أنه من أعبد الناس و أكثرهم طاعة لله فليس هناك من يضارعه في عبادته و طاعته لله عدا آبائه.
الحادي عشر: أنه من أحسن الناس أخلاقا فقد كان يضارع جده الرسول (صلى الله عليه و آله) في سمو أخلاقه و آدابه.
الثاني عشر: أنه أهل للرئاسة و زعامة الأمة و قيادتها الروحية و الزمنية.
الثالث عشر: أن المسلمين قد اجمعوا على تعظيمه و الاعتراف له بالفضل و ليس هناك أي أحد من مناوئيه من يخدش به أو ينال منه.
هذه بعض النقاط التي احتوت عليها كلمات المعاصرين للإمام و المؤرخين له على اختلاف ميولهم و اتجاهاتهم و هي تدلل على سمو الفكرة التي تذهب إليها الشيعة من أن الإمام لا بد أن يكون أفضل أهل زمانه و أعلمهم .
* حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام) لباقر شريف القرشي
الجزء والصفحة : ج1،ص136-151.
........
انتهى / 278
المصدر : وكالة الحوزة
الأربعاء
١٠ أبريل ٢٠١٩
٧:٢٠:٥٩ م
936400
5شعبان ولادة الإمام زين العابدين(ع)؛
أقوال المؤرخين في حق الإمام زين العابدين(ع)
يوافق الخامس من شهر شعبان المعظم الذكرى العطرة لولادة الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع)، وبهذه المناسبة الميمونة نقدم لكم آراء المؤرخين حول شخصية هذا الإمام العظيم.