ابنا: سئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا العلم يعنى علم التصوف ، فقال : ( لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لايقوم له القلوب ، ذاك أمير المؤمنين ) ، ( فرائد السمطين : 1/380 ) .
- عن بعض الفضلاء وقد سئل عن فضائله ( عليه السلام ) فقال : ( ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، و أخفى أولياؤه فضائله خوفاً و حذراً ، و ظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق و الغرب ) ، ( مقدمة المناقب للخوارزمي : ص8 ) .
- عن هارون الحضرمي قال ، سمعت أحمد بن حنبل يقول : ( ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ( فرائد السمطين : 1/79 ) .
- قال محمد بن إسحقاق الواقدي : ( أن علياً كان من معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله ) كالعصا لموسى ( عليه السلام ) ، و إحياء الموتى لعيسى ( عليه السلام ) ، ( الفهرست : ص111) .
- قال آية الله العظمى السيد الخوئي : ( إن تصديق علي ( عليه السلام ) - و هو ما عليه من البراعة في البلاغة - هو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي ، كيف و هو ربُّ الفصاحة و البلاغة ، و هو المثل الأعلى في المعارف ) ، ( البيان في تفسير القرآن : ص 91 ) .
- قال الدكتور طه حسين : ( كان الفرق بين علي ( عليه السلام ) و معاوية عظيماً في السيرة وا لسياسة ، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة و يرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس ، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً و لا ناحاً ، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون ، و كان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون ) ، ( علي وبنوه : ص59 ) .
- قال خليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض : ( إحتياج الكل إليه و استغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل ) ، ( عبقرية الإمام : ص 138 ) .
- قال الدكتور السعادة : ( قد أجمع المؤرخون و كتب السير على أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كان ممتازاً بمميزات كبرى لم تجتمع لغيره ، هو أمة في رجل ) ، ( مقدمة الإمام علي للدكتور السعادة ) .
- قال الدكتور مهدي محبوبة : ( أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به ، و أدركها دون أن تدركه ) ، ( عبقرية الإمام : ص 138 ) .
- قال ابن أبي الحديد : ( أنظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها ، و تملكه زمامها ، فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة ، و الخصائص الشريفة ، أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم يخالط الحكماء ، و خرج أعرف بالحكمة من أفلاطون و أرسطو ، و لم يعاشر أرباب الحكم الخلقية ، و خرج أعرف بهذا الباب من سقراط ، و لم يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة ، و خرج أشجع من كل بشر مشى على الأرض ) .
- قال الجاحظ ، سمعت النظام يقول : ( علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) محنة للمتكلم ، إن وفى حقه غلى ، و إن بخسه حقه أساء ، و المنزلة الوسطى دقيقة الوزن ، حادة اللسان ، صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي ) ، ( سفينة البحار1/146 مادة ( جحظ ) .
- قال العلامة السيد الرضي : ( كَان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشرِّعُ الفصاحة و مُورِدُها ، و مُنشأ البلاغة و مُولِدُها ، و منه ( عليه السلام ) ظهر مَكنونها ، و عنه أخذت قوانينها ، و على أمثلته حذا كل قائل خطيب ، و بكلامه استعان كل واعظ بليغ ، و مع ذلك فقد سَبَقَ فَقَصَرُوا ، و تَقَدَّمَ وتَأَخَّرُوا ، لأن كلامه ( عليه السلام ) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، و فيه عبقة من الكلام النبوي ، و من عجائبه ( عليه السلام ) التي انفرد بها ، و أمن المشاركة فيها ، أنَّ كلامَهُ الوارد في الزهد و المواعظ ، و التذكير والزواجر ، إذا تأمله المتأمل ، و فكَّر فيه المُتَفَكِّر ، و خَلَعَ من قلبه ، أنه كلام مثله ممن عَظُمَ قَدَرُه ، و نفذ أمره ، و أحاط بالرقاب مُلكُه ، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لاحظ له في غير الزهادة ، و لاشغل له بغير العبادة ، قَد قبع في كسر بيت ، أو انقَطَعَ إِلى سَفحِ جبل ، لايَسمَعُ إلا حِسَّهُ ، و لايَرى إِلا نَفسَهُ ، و لايكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه ، فَيَقُطُّ الرِّقَابَ ، و يُجدِلُ الأبطال ، و يعود به ينطف دماً ، و يقطر مهجاً ، و هو مع ذلك الحال زاهد الزهاد ، و بدل الأبدال ، و هذه من فضائله العجيبة ، و خصائصه اللطيفة ، التي جمع بها الأضداد ، و ألَّفَ بين الأشتات ) ، ( مقدمة نهج البلاغة ) .
- قال الفخر الرازي : ( و من اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه و نفسه ) .
- و قال أيضاً : ( أما إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، و من اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقد اهتدى ، و الدليل عليه قوله ( عليه السلام ) : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار ) ، ( التفسير الكبير : 1 /205،207 ) .
- قال جبران خليل جبران : ( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام الله الناطق ، و قلب الله الواعي ، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس ، و ذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله ) ، ( حاشية الشفاء ص 566 / باب الخليفة و الإمام ) .
- ذُكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ( و ما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، و تعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة ، و تصور ملوك الفرنج و الروم صورته في بيعها و بيوت عباداتها ، و تصور ملوك الترك و الديلم صورته على أسيافها ، و ما أقول في رجل أقر له أعداؤه و خصومه بالفضل ، و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله ، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض و غربها ، و اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره و التحريف عليه و وضع المعايب و المثالب له ، و لعنوه على جميع المنابر ، و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم ، و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً ، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة و سمواً ، و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، و كلما كتم يتضوع نشره ، و كالشمس لا تستر بالراح ، و كضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، و ما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، و تنتهي إليه كل فرقة ، و تتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها ) ، ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 29 ، 17 ) .
- و ذكر أيضاً : ( و إني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان ، الذين لم يأكلوا لحماً ، و لم يريقوا دماً ، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس ( الشجاع ) ، و تارة يكون في صورة سقراط و المسيح بن مريم (عليهما السلام) الإلهي ، و أقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة و إلى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة و خوفا و عظة ، أثرت في قلبي وجيباً ، و لاتأملتها إلا و ذكرت الموتى من أهلي و أقاربي و أرباب ودي ، و خيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام ( عليه السلام ) حاله ) ،( شرح النهج لابن أبي الحديد : 11/150 ) .
- قال ميخائيل نعيمة : ( و أما فضائله ( عليه السلام ) فإنها قد بلغت من العظم و الجلال و الإنتشار و الإشتهار مبلغاً يسمج معه التعرض لذكرها ، و التصدي لتفصيلها ، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان ، وزير المتوكل و المعتمد : (رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر و القمر الزاهر ، الذي لايخفى على الناظر ، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز ، مقصر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ، و وكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك ) ، ( شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 /16 ) .
- قال عامر الشعبي : ( تكلم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالاً فقأن عيون البلاغة ، و أيتمن جواهر الحكمة ، و قطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنَّ ، ثلاث منها في المناجاة ، و ثلاث منها في الحكمة ، و ثلاث منها في الأدب ، فأما اللاتي في المناجاة فقال ( عليه السلام ) : ( إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً و كفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ) ، و أما اللاتي في الحكمة فقال ( عليه السلام ) : ( قيمة كل امرءٍ ما يُحسنه ، وما هلك امرءٌ عرف قدره ، والمرء مخبو تحت لسانه ) وأما اللاتي في الأدب فقال ( عليه السلام ) : ( امنن على من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، و احتج إلى من شئت تكن أسيره ) ، ( سفينة البحار : 1/ 123 ) .
- قال أحدهم : ( هل كان علي ( عليه السلام ) من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه ؟ ، أم ملكوتياً ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته ؟ ، لأي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية ؟ ، و بأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم من علوم محدودة ؟ ، ما فهمه العظماء و العرفاء والفلاسفة بكل ما لديهم من فضائل و علوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة ، و علي ( عليه السلام ) غير ذلك ) ، ( نبراس السياسة و منهل الشريعة للإمام الخميني : ص 17 ، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأحمد الرحماني الهمداني : ص 140 ) .
.........
انتهى / 278