وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : موقع التبيان
الثلاثاء

٥ سبتمبر ٢٠١٧

١٠:٣٥:٠٩ ص
852497

15ذي الحجة ولادة الإمام الهادي (ع)؛

إشعاعات من علم الإمام علي بن محمد الهادي (ع)

يوافق 15ذي الحجة ذكرى ولادة الإمام علي بن محمد بن علي الهادي (ع)، وبهذه المناسبة المباركة نقدم لكم إشعاعات من علم هذا الإمام صلوات الله عليه.

ابنا: يوافق 15ذي الحجة ذكرى ولادة الإمام علي بن محمد بن علي الهادي (ع)، وبهذه المناسبة المباركة نقدم لكم إشعاعات من علم هذا الإمام صلوات الله عليه.

علمه باللغات
 
قال ابو هاشم الجعفري :(( كنت بالمدينة حتى مرَّ بها "بغا" أيامَ الواثق في طلب الاعراب ، فقال ابو الحسن : اخرجوا بنا حتى ننظر الى تعبيةِ هذا التركي فخرجنا فوقفنا فمرّت بنا تعبيته فمرّ بنا تركي فكلمه ابو الحسن بالتركية فنزل عن فرسهِ فقبّل حافرَ دابّته قال : فحلّفت التركي و قلتُ له : ما قال لك الرجل ؟ قال : هذا نبيٌّ ؟ قلتُ : ليس هذا بنبي ، قال : دعاني باسم سمّيت به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد الى الساعةِ )) . إعلم الورى ص 359 ، مناقب ابن شهر آشوب ج 4 ص 408.

قال علي بن مهزيار: (( عن الطيّب الهادي (ع) قال : دخلت عليه فابتدأني فكلمني بالفارسية )) بصائر الدرجات ص 333 رقم 1.

و قال :(( أرسلت الى ابي الحسن (ع) غلامي و كان سقلابياً (جيل حمر الالوان صهب الشعور ، يتاخمون بلاد الخزر في اعالي جبال الروم)) فرجعَ الغلام اليَّ متعجباً فقلت : مالك يابني ؟ قال : كيف لا اتعجب ؟ مازالَ يكلمني بالسقلابيّه كأنه واحد منا ، فظننت أنه انما دار بينهم )) بصائر الدرجات ص 333 رقم 3

قال ابو هاشم :(( كنتُ عند ابي الحسن (ع) و هو مجدّر ، فقلت للمتطبب : (آب گرفت) ، ثم التفتَ إليَّ و تبسّم ، و قال : تظن أن لا يحسن الفارسية غيرك ؟ فقال للمتطبب : جُعِلْتُ فداك تحسنها ؟ فقال : أمّا فارسية هذا فنعم ، قال لك : احتملَ الجدري ماء)) بحار الانوار ج 50 ص 136 رقم 18

علمه بخواطر القلوب

روى الاربلي باسناده عن محمد بن شرف قال :(( كنت مع ابي الحسن (ع) أمشي بالمدينة فقال لي : ألست ابن شرف ؟ قلت : بلى فأردت أن أسأله عن مسألة فابتدأني من غير أن أسأله فقال : نحن على قارعة الطريق و ليس هذا موضع مسألة)) كشف الغمة ج 2 ص 385

روى المجلسي بإسناده عن جماعة مِنْ أهلِ اصفهان منهم ابو العباس احمد النضر و ابو جعفر محمد بن علويّة قالوا : كان باصفهان رجل يقال له : عبد الرحمان و كان شيعياً قيل له : ما السبب الذي أوجبَ عليك القول بإمامةِ علي النقي دون غيره من أهل الزمان ؟ قال : شاهدت ما أوجب عليَّ و ذلك أني كنتُ رجلاً فقيراً و كان لي لسان و جرأة ، فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قومٍ آخرين الى باب المتوكل متظلمين .

فكنّا بباب المتوكل يوماً إذ خرجَ الامرُ بإحضار علي بن محمد بن الرضا ، فقلت لبعض مَنْ حضر : مَنْ هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره ؟ فقيل : هذا رجل علوي تقول الرافضة بامامته ، ثم قال : و يقدّر ان المتوكل يحضره للقتل فقلت : لا ابرح من ها هنا حتى أنظر الى هذا الرجل أي رجل هو ؟

قال : فأقبل راكِباً على فرس ، و قد قام الناس يمنةَ الطريق و يسرتها صفين ينظرون إليه ، فلما رايته وقع حبّه في قلبي فجعلت أدعو في نفسي بأنْ يدفعَ اللهُ عنهُ شرَّ المتوكل ، فاقبل يسير بين الناس و هو ينظر الى عرف دابته لا ينظر يمنة و لا يسرة و أنا دائم الدُّعاء ، فلما صار اليَّ أقبلَ بوجهه اليَّ و قال : استجاب الله دعاءك ، و طوّلَ عمرك ، و كثرَ مالك و ولدك قالَ : فارتعدت و وقعت بين اصحابي فسألوني و هم يقولون : ما شأنك ؟ فقلت : خير و لم أخبر بذلك؟

فانصرفنا بعد ذلك الى اصفهان ، ففتح الله عليَّ وجوهاً من المال حتى انا اليوم أغلق بابي على ما قيمته الف الف درهم ، سوى مالي خارج داري ، و رزقت عشرةً من الاولاد و قد بلغتُ الآن من عمري نيّفاً و سبعينَ سنة و أنا أقول بإمامةِ الرجل الذي عَلِمَ ما في قلبي ، و استجاب الله دعاءه فيَّ و لي ))بحار الانوار ج 50 ص 141 رقم 26

قال ابن شهر آشوب : (( قال علي بن نهزيار : وردت العسكر و أنا شاكّ في الامامةِ فرأيت السلطان قد خرج الى الصيد في يوم من الربيع الا انه صائف و الناس عليهم ثياب الصيف ، و على ابي الحسن لباد و على فرسه تجاف لبود ، و قد عقد ذنب الفرس و الناس يتعجبون منه و يقولون : الا ترون الى هذا المدني و ما قد فعل بنفسه ؟ فقلت في نفسي : لو كان هذا اماماً ما فعلَ هذا ، فلما خرج الناس الى الصحراء لم يلبثوا أنْ إرتفعت سحابة عظيمة هطلت فلم يبق أحد الا ابتل حتى غرق بالمطر و عاد (ع) و هو سالِم من جميعه . فقلت في نفسي : يوشك أن يكون هو الامام ، ثم قلت : اريد أن أسأله عن الجُنُبِ إذا عرق في الثوب ، فقلت في نفسي : ان كشف وجهه فهو الامام ، فلما قرب مني كشف وجهه ثم قال : ان كان عرق الجنب في الثوب و جنابته من حرام لا يجوز الصلاة فيه ، و إن كانت جنابته من حلال فلا بأس ، فلم يبق في نفسي بعد ذلك شبهة )) المناقب ج 4 ص 413

روى المجلسي بإسناده عن ابي هاشم الجعفري قال :(( اصابتني ضيقة شديدة فصرت الى ابي الحسن علي بن محمد (ع) فاذن لي فلما جلست قال : يا ابا هاشم : أيَّ نِعَمِ الله عزَّ وجل عليك تريد أن تؤدي شكرها ؟ قال ابو هاشم : فوجمت فلم أدر ما اقول له. فابتدأ (ع) فقال : رزقك الايمان فحرّم بدنك على النار ، و رزقك العافية فاعانتك على الطاعة ، و رزقك القنوع فصانك عن التبدّل ، يا ابا هاشم انما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنك تريد أن تشكو لي مَنْ فعلَ بك هذا ، و قد أمرت لك بمائة دينار فخذها ؟ )) البحار ج 50 ص 129 رقم 7
 
علم الامام الهادي بالمنايا و البلايا

روى الطبرسي قال : (( قال ابو الحسين سعيد سهيل البصري و كان يُلَقَب بالملاح. قال : و كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشمي البصري و كنت معه بسرّ من رأى ، إذ رآه ابو الحسن في بعض الطرق فقال له : الى كم هذه النومة ؟ اما آن لك أنْ تنتبه منها ؟

فقال لي جعفر : سمعت ما قال لي علي بن محمد ؟ قد و الله وقع في قلبي شيء ، فلما كان بعد أيّام حدثَ لبعض أولاد الخليفةِ وليمة ، فدعانا فيها و دعا ابا الحسن معنا فدخلنا فلما رأوه أنصتوا إجلالاً له ، و جعلَ شابٌ في المجلس لا يوقره ، و جعلَ يلفظ و يضحك . فاقبل عليه فقال له : يا هذا أَتضحك مِلأَ فيكَ و تذهل عن ذكر الله و أنت بعدَ ثلاثةِ أيام مِنْ أهلِ القبور ؟ قال : فقلت : هذا دليلي حتى ننظر ما يكون ؟ قال : فامسك الفتى و كفّ عما هو عليه و طعمنا و خرجنا . فلما كان بعد يوم إعْتَلَّ الفتى و ماتَ في اليوم الثالث من أولِ النهار و دفن في آخره )) اعلام الورى ص 364

و قال سعيد ايضاً : (( اجتمعنا في وليمةٍ لبعض أهلِ سرّ من رأى و أبو الحسن معنا فجعل رجل يعبث و يمزح و لا يرى له جلالة ، فأقبل على جعفر فقال : أمَا إنّه لا يأكل منْ هذا الطعام و سوف يَرِدُ عليهِ من خبر اهله ما ينغّص عليه عيشه ، قال : فقدّمت المائدة قال ابو جعفر : ليس بعد هذا خبر قد بَطُلَ قوله ، فوالله لقد غسلَ الرجل يده و أهوى الى الطعام ، فإذا غلامه قد دخل مِنْ باب البيت يبكي و قال له : إِلْحَقْ امّك فقد قد وقعت مِنْ فوق البيت و هيَ بالموت ، قال جعفر : فقلت و الله لا وقفت بعد هذا ، و قطعت عليه )) اعلام الورى ص 314

قال ابن شهر آشوب : (( قال ابو محمد الفحام عن المنصوري عن عمّهِ عن ابيه قال : قال يوماً الامام علي بن محمد : يا ابا موسى أَخَرَجْتَ الى سرّ من رأى كرهاً و لو اخرجت عنها كرهاً قال قلت : و لِمَ يا سيدي ؟ فقال : لطيب هوائها و عذوبةِ مائها و قلّةِ دائها ، ثم قال : تخرب سرّ من راى حتى يكون فيها خان وقفاً للمارة و علامة خرابها تدارك العمارة في مشهدي من بعدي.

دخلنا كارهين لها فلما                 أَلِفْناها خرجنا مُكرَهينا(المناقب ج 4 ص 417)

قال الشبلنجي : (( و في تاريخ القرماني : سر من رأى هي سامراء و هي مدينة عظيمة كانت على شرقي دجلة بين تكريت و بغداد بناها المعتصم سنة إحدى و عشرين و مائتين ، و سكن بجنوده حتى صارت أعظم بلاد الله و هي اليوم خراب و بها أناس قلائل كالقرية )) نور الابصار ص 192

روى المجلسي باسناده عن زرارة قال : (( أراد المتوكل أنْ يمشي الى علي بن محمد بن الرضا عليه السلام فقال له وزيره : ان في هذا شناعة عليك و سوء قالة فلا تفعل ، قال : لا بد من هذا ، قال : فَإنْ لم يكن بُد من هذا فتقدم بِأنْ يمشي القوّاد و الاشراف كلهم ، حتى لا يظن الناس انك قصدته بهذا غيره ففعلَ و مشى (ع) و كان الصيف ، فوافى الدهليز و قد عرق .
قال :  فلقيته فاجلسته في الدهليز و مسحت وجهه بمنديل و قلت : ابن عمك لم يقصد بهذا دون غيرك ، فلا تجد عليه في قلبك فقال : إيهاً عنك (تمتعوا في داركم ثلاثة أيّام ذلك وعدٌ غير مكذوب ) هود : 65

قال زرارة : و كان عندي معلم يتشيع و كنت كثيراً أُمازحه بالرافضي فانصرفت الى منزلي وقت العشاء و قلت : تعال يا رافضي حتى أُحدثكَ بشيءٍ سمعته اليوم من إمامكم ، قال لي : و ماسمعت ؟ فأخبرته بما قال ، فقال : أقول لك فاقبلْ نصيحتي قلت : هاتها قال : إنْ كان علي بن محمد قال بما قلت ، فاحترز و اخزن كل ما تملكه ، فإنّ المتوكل يموت أو يقتل بعد ثلاثة أيام ، فغضبت عليه و شتمته و طردته من بين يدي فخرج.

فلما خلوت بنفسي ، تفكرت و قلت : ما يضرُّني أنْ آخذَ بالحزم ، فإن كان من هذا شيء كنت قد أخذت بالحزم ، و إن لم يكن لم يضرني ذلك قال : فركبت الى دار المتوكل فاخرجت كل ما كان لي فيها و فرّقت كل ما كان في داري الى عند أقوام اثقُ بهم ،ولم اترك في داري إلاّ حصيراً اقعد عليه .
فلما كانت الليلة الرابعة قتلَ المتوكل و َسَلِمْتُ انا و مالي و تشيعت عند ذلك فصرت إليه ، و لزمت خدمته ، و سألته أنْ يدعو لي و تواليته حقَّ الولاية بحار الانوار ج 50 ص 147 رقم 32 .
.......
انتهى / 278