ابنا: أشار الشيخ رفيعي في حوار أجري معه إلى أبعاد من شخصية السيدة فاطمة المعصومة (س)، قائلاً: إنّ السيدة فاطمة المعصومة (س) أفضل بنات الإمام الكاظم (ع) كما هو موجود في روايات الأئمة (ع) وكتب الأعلام، وقد وردت روايات متعددة عن الإمام جعفر الصادق، والإمام موسى بن جعفر، والإمام علي بن موسى الرضا، والإمام محمد الجواد عليهم السلام في فضل زيارتها.
كما بيّن عضو الهيئة العلميّة في جامعة المصطفى (ص) العالمية أنّ من سمات شخصية السيدة فاطمة المعصومة (س) هي ولاءها لإمام زمانها الإمام علي بن موسى الرضا (ع) وتعد من النساء المواليات التي ثبّت التاريخ أسماءهن كالسيدة آسية التي دافعت عن النبي موسى بن عمران (ع)، والسيدة مريم التي دافعت عن النبي عيسى (ع)، والسيدة الخديجة التي دافعت عن النبي الأكرم (ص)، والسيدة فاطمة الزهراء (س) التي دافعت عن إمام زمانها الإمام علي بن أبي طالب (ع)، فالسيدة فاطمة المعصومة (س) هاجرت إلى إيران حباً لأخيها وإمامها.
وأوضح الأستاذ في الحوزة العلميّة أنّ للسيدة فاطمة المعصومة (س) مقام عظيم في يوم القيامة وهي شفيعة المؤمنين والمؤمنات، ولهذا السبب استمر المرحوم آية الله المرعشي النجفي سبعين سنة في زيارة السيدة فاطمة المعصومة (س)، وكان صدر المتألهين يحل مشاكله العلميّة عبر زيارة السيدة فاطمة المعصومة (س).
وفي ختام الحوار قال الشيخ رفيعي: تتفاوت مراتب البشر في قربهم المعنوي وبعدهم عن الله سبحانه وتعالى، لتفاوت قابلياتهم واستعداداتهم، كما هو الحال في شؤونهم الأخرى، وذلك أمر طبيعي تقتضيه حياة البشر في هذا العالم الذي جعله الخالق الحكيم ظرفاً للتنافس وزوّد الإنسان بالعقل والاختيار والطّاقات المختلفة، وأودع فيه غريزة حبّ الكمال والسعي إليه، وهيّأ له الأسباب المؤدية إلى ذلك، بمقتضى لطفه بالعباد، فإنّ السيدة فاطمة المعصومة وهي بنت وليّ من أولياء الله، وأخت وليّ من أوليائه، وعمّة وليّ من أوليائه، وحظيت برعاية المعصوم واهتمامه، وهي أهل لذلك فبلغت من المنزلة والشأن ما قد عرفت، فكان لها من الكرامات نصيب وافر، ولا زال حرمها الشريف ملاذاً لذوي الحاجات فتقضى حاجاتهم، ولذوي الدعوات فتستجاب دعواتهم، ولذوي الكربات فتكشف كرباتهم، ولذوي الآمال فتتحقق آمالهم، وذلك من آثار التوسّل بها، ووجاهتها عند الله، ولا سيما عند انسداد أبواب الأسباب الطبيعية وتعسّر أو تعذر الطّرق المألوفة.
.....
انتهى / 278