ابنا: يثير "البوركيني" جدلاُ كبيراُ في فرنسا حيث حظرت ثلاث بلدات فرنسية هي كان وفيلنوف لوبيه وسيسكو على جزيرة كورسيكا، ارتداء ملابس السباحة الاسلامية على شواطئها، وكل الملابس التي ترمز الى اديان معينة، بما فيها البوركيني لأنه يغطي كامل الجسم.
وأشارت البلدات الى أنّ هذه الاجراءات تدخل ضمن دواعٍ أمنيّة ولمحاربة الارهاب. وقد حدّدت البلديات مبلغ 42 دولار غرامة، لكل امرأة تخرق هذا القانون وتصرّ على ارتداء لباس البوركيني على الشواطئ ، وهو لباس السباحة الاسلامي المشتقّ من كلمتي برقع وبيكيني.
وأشار دافيد ليسنارد، عمدة مدينة كان، الى انه "يمنع دخول أي شخص لا يرتدي ملابس سباحة تحترم التقاليد العلمانية، إلى كافة الشواطئ ومواقع السباحة"، معتبرا أن العلمانية هي إحدى القيم الأساسية للجمهورية الفرنسية.
واعتبر عمدة المدينة أن اتخاذ هذا القرار مرتبط بالهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا وعدد من البلدان الأوروبية. ويقول نص القانون إن "فرنسا ومناطق التعبد أضحت اليوم هدفًا للهجمات الإرهابية، ولأجل تفادي أي تهديد على الأمن العام، فإنه سيتم منع أزياء الشاطئ التي تدّل على انتماء ديني ".
كانت مدينتا كان وفيلنوف لوبيه قد حظرتا البوركيني في وقت سابق، بحجّة أنّ الرداء الذي لا يترك سوى وجه المرأة وكفيها وقدميها مكشوفة يخالف القوانين الفرنسية المتعلقة بالعلمانية.
واتّخذت هذه الاجراءات، نتيجة للاشتباكات العنيفة التي وقعت في كورسيكا الفرنسية، اثر مشاهدة سائح يلتقط صورا لنساء يرتدين "البوركيني". وعندما تمّ الاعتراض على هذا الشاب، أقدم شباب للدفاع عن المصوّر. وذكرت تقارير محلية أن مجموعة من الرجال الذين لديهم أصول من شمال أفريقية تسلّحوا وأقدموا الى المكان، وتشاجروا مع الشباب.
لذا حظرت جزيرة "كورسيكا" الفرنسية ارتداء المايوه الاسلامي على البحر، بعد حدوث مواجهات عنيفة بين اشخاص من أصول شمال أفريقيا والسكان المحليين، ولتفادي أي خلاف في البلاد ومنع حصول اضطرابات.
تصاعدت الاضطرابات في كورسيكا، واستمرت عدة ساعات، عندما هرعت أسر الشباب من قريتهم إلى الشاطئ من أجل الانتقام. ووفقاً لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أصيب رجل بحربة بعد أن تعرض ابنه للضرب، مشيرة الى أن خلال الشجار قام البعض برمي الحجارة والزجاجات. وخلال الاشتباكات، تم حرق ثلاث سيارات ونقل خمسة أشخاص إلى المستشفى.
أثار هذا الموضوع جدلا كبيرا في فرنسا في الايام الاخيرة، حيث قال المعارضون إن الثوب يتعارض مع مبادئ العلمانية الفرنسية، ولكن نشطاء مناهضة العنصرية اعتبروا أن منع النساء من ارتدائه يعد تمييزًا عنصريا.
ويشار الى أنّ عدد المسلمين في فرنسا هو الأكبر من بين دول أوروبا الغربية، حيث يتراوح عددهم بين خمسة وسبعة ملايين مسلم، نسبة لعدم وجود دراسات دقيقة. ولا تخلو الحكومة الفرنسية من وجود وزير مسلم واحد على الأقل ضمن تشكيلتها.
.................
انتهى/185