وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا – مضت 19 ليلة مع يومها على إضراب الطعام لعلماء الشيعة في باكستان، وانصرم حتى الآن 19 ليلة مع يومها على زعيم حزب مجلس وحدة المسلمين في باكستان "حجة الإسلام العلامة راجه ناصر عباس جعفري" الذي اعتصم وأضرب عن الطعام.
وبعد أن اعتصم سماحة العلامة جعفري التحقت به مجموعة من مختلف مدن باكستان كلاهور، وكراتشي، باراجنار، ومع أن طقس حار ودرجة الحرارة مرتفعة إلى 40 درجة مئوية لكنهم صامدون، كما وان سعة هذه الاعتصامات وصلت حتى "لندن" و"نيويورك"، لكن شيعة باكستان المضطهدين الذين تعرضوا إلى غصب لأراضيهم وممتلكاتهم يطالبون دعماً عالمياً.
وللمزيد من المعلومات حول أوضاع هذا الاعتصام أجرى مراسل ابنا ـ مقابلة خاصة مع "حجة الإسلام والمسلمين غلام حر شبيري"، وهو من مؤسسي مجلس وحدة المسلمين في باكستان، كما انه امام الجمعة والجماعة في مدينة ليوتون (Luton) البريطانية، وله نشاطات دينية وتبليغية مدة 10 سنوات في المركز هيوستون (Houston) الواقعة في ولاية تكساس الأمريكية.
ما يلي مقابلة ابنا مع حجة الإسلام والمسلمين غلام حر شبيري:
ابنا: ما هي أسباب اعتصام السيد راجه ناصر عباس جعفر ومجموعة من الشيعة في باكستان؟
ـ بسم الله الرحمن الرحيم. سبب هذا الاعتصام هو المجازر وأبادة الشيعة في باكستان المستمرة منذ سنين، وان الجماعات الإرهابية بادروا بقتل الشيعة خاصة الشخصيات والعلماء منهم منذ سنة 1962 حتى استشهد 27000 نفر في هذه المدة، والحكومة لم تتخذ أي قرار صائب ومؤثر تجاه هذه القضية، كما أن قتلة وأعداء الشيعة يتجولون في مختلف البلاد بحرية تامة حتى أنهم يلتقون دعماً في بعض الاحيان !
والملفت للنظر أن الحكومة الجديدة برئاسة نواز شريف تبدي عداءا خاصاً بالنسبة إلى الشيعة، وشرعت بغصب ممتلكات الشيعة! كما وأنها تتخذ اجراءات لاعتقال ومطاردة الشيعة، وعلماء السلفية لهم دور مؤثراً في ذلك، وهم يعملون بالتنسيق معها.
ابنا: نرجوا من حضرتكم أن تشرحوا لنا المزيد حول غصب الحكومة لأراضي وممتلكات الشيعة؟
ـ "كلكت" و"بلتستان" من المناطق الشيعية في باكستان، ولأتباع أهل البيت (ع) ممتلكات كثيرة فيهما، ولكن الجيش والمنظمات الحكومية بدأوا بمصادرة ما يملكها الشيعة بشتى أساليب، والهدف من وراء ذلك هو تقليص عدد وسكان الشيعة في هذه المناطق.
ابنا: كيف استخدمت الحكومة العنف واستهدفت الشيعة؟
ـ نعم، إن الأوضاع لم تشهد تحسناً، كما أن في الأيام السابقة وتحديداً بولادة الإمام الحسين (ع) استهدفت قوات الأمن ـ وليس الارهابيون – منطقة "باراجنار"، وهي منطقة شيعية، وراح ضحيتها عدد من الشهداء كما أصيب عدد آخر، فضلاً عن ذلك استشهد في يوم واحد بمنطقة "ديره اسماعيل خان" 4 اشخاص، والحكومة لم تحرك ساكناً !
ابنا: بما أن المضايقات ضد الشيعة مستمرة منذ عقود، فهل ترون جدوى لهذه الاعتصمات؟
ـ قرر مجلس وحدة المسلمين وفي مقدمته "حجة الإسلام والمسلمين راجة ناصر عباس" استمرار الاعتصام لحين تحقيق الحكومة للمطالب الشرعية، وذلك من خلال الضغط على الحكومة، وفضلاً عن ذلك جذب أنظار الرأي العام، ولتوعية الناس.
ابنا: ما هي مطالب المعتصمين؟
ـ إن مطالب المعتصمين على النحو التالي:
1ـ منع المجازر بحق الشيعة في مختلف مناطق البلد.
2ـ إحالة جميع ملفات الجرائم بحق الشيعة في قضية شكاربور وجيكب آباد إلى المحكمة العسكرية.
3ـ رفع المضايقات والموانع التي وضعت على مجالس العزاء في ولاية بنجاب.
4ـ الحد من نشاطات الجماعات التكفيرية والطائفية التي تستهدف الشيعة.
5ـ اتخاذ قرارات مؤثرة من الحكومة في ولاية "خيبر بختونخوا" ضد مجازر الشيعة الأخيرة؛
6ـ تشكيل لجنة لتحري الحقائق بشأن مجازر الشيعة الأخيرة في باراجنار، وذلك بمتابعة من القوات النظامية.
7ـ أن تكف الحكومة عن مصادرة ممتلكات واراضي الشيعة في كلكت وبلتستان، وإعادة الأراضي المغصوبة إلى أصحابها.
كما وان المعتصمين سيواصلون في اعتصامهم ولا يتوقفون لحين تحقيق المطالب السبعة التي تقدم ذكرها.
ابنا: هل تعتقدون أن الحكومة وبالتحديد مراكز القوة في باكستان مثل ISI يذعنون إلى مطالبكم؟
ـ كان لهذا الاعتصام صدى ليس بقليل في كافة أرجاء باكستان، وفي بعض المناطق كجنوب ولاية سند أو شمال بلتستان وانضم الناس الى الاعتصام والتحقوا بهذا الحراك، ولكن الحكومة لزمت الصمت في هذا الصدد، والمعتصومون عازمون
في المضي قدما حتى تحقيق مطالب الملايين من المواطنين في باكستان أو تمكين الشيعة في حدها الأدنى، والدفاع عن حقوقهم الشرعية، وذلك بالضغط على الحكومة، فإذا ما انتبه ووعى الرأي العام في داخل البلد وخارجه فإن تحقيق
الغايات ليس ببعيد.
انبا: متى بدأ الاعتصام؟ وكم يوماً مضى عليه؟
ـ بدأ الأعتصام من يوم الجمعة الموافق 6 شعبان ومضى عليه 19 يوماً .
ابنا: متى بدأ الإضراب عن الطعام، وهل كان منذ اليوم الأول ؟
- نعم، إن السيد راجه ناصر عباس بدأ بالإضراب عن الطعام منذ اليوم الأول من الاعتصام.
ابنا: كم عدد الذين تضامنوا مع السيد ارجه في الإضراب؟
ـ أساسا بدأ الإضراب من قبل سماحة راجه ناصر عباس؛ ولكن الآن جميع قادة مجلس الوحدة في باكستان متضامنين معه، وكما أشرت الى إن فور ما انتشر خبر الإضراب عن الطعام التحق مجموعات من الناس من مختلف البلاد ومن
خارجه دعماً له ووقفا معه، ويأتي العشرات إلى إسلام آباد كل يوم لزيارته وتفقد حاله .
كما ان هناك نصبت خيم للاعتصام في مختلف المدن داخل باكستان كـ "لاهور"، و"كراتشي"، و"ملتان"، و"باراجنار"، و"بلتستان"، وفي الخارج تحديداً "نيويورك" الأمريكية، وان مجموعات التحقت بهذا الإضراب عن الطعام، وتضامناً مع المعتصمين في باكستان ودعماً لموقف راجه ناصر عباس قد شارك عدد قبل أيام في احتجاج امام السفارة الباكستانية في العاصمة "لندن"، كما وأيدت حتى الآن جميع المنظمات غير الحكومية في باكستان مطالب المعتصمين، الأمر الذي كشف عن ثمرة ايجابية ومؤثرة عملية للاعتصام.
ابنا: أين يقع مخيم الاعتصام؟
ـ يقع مكان الاعتصام أمام برس كلوب (Press club) وبالتحديد في مركز وسائل الإعلام بالعاصمة الباكستانية "اسلام آباد".
ابنا: وكيف الآن الوضع الصحي للمضربين عن الطعام؟
ـ بطبيعة الحال، وفي الظروف الراهنة وضعهم الصحي ـ عموماً ـ ليس على ما يرام، كما ان الوضع الصحي للعلامة راجه ناصر قد بدأ بالتدهور أمس، وتم نقله إلى المستشفى، ثم عاد إلى المخيم بعد ساعتين، واستأنف الإضراب عن الطعام.
ابنا: ما الذي تتوقعون من الشيعة خارج بلدكم باكستان ؟
ـ المتوقع هو أن لا يغفلوا عن قضايا المسلمين والشيعة في باكستان ويعيروا اهتماماً أكبر لذلك، وأن يدعمونا ما تمكنوا.
ابنا: وفي الختام إذا كانت هناك نقطة أخرى تريدون الإشارة إليها، فتفضلوا.
ـ وأنا بدوري أطالب من المراجع العظام، وعلماء الأعلام، والنخب والاعلاميين والمفكرين أن يبدو آرائهم سريعاً في هذا الخصوص، داعمين حقوق الشيعة في باكستان، خاصة أن يدعموا المطالب القانونية للمعتصمين.
ابنا: نشكركم على هذه المقابلة .
مؤتمر صحفي لـ"علامة راجه ناصر عباس جعفري" واعلان الإضراب عن الطعام
السنة والشيعة يتضامون في الاعتصام
والجدير بالذكر ان الشيعة يتعرضون لهجمات ارهابية تنفذها جماعات تكفيرية اجرامية، وفي هذه المرة سقط عدد من الشهداء اثناء اطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الامن الباكستانية، وكان ذلك بسبب منع السلطات لعلماء الدين الشيعة من الحضور في هذه المنطقة للمشاركة في الاعياد الشعبانية، مما أدى الى وقوع اشتباكات أسفرت عن استشهاد أربعة وجرح عشرة من المعترضين الشيعة، فضلا عن اعتقال العشرات منهم.
...........
انتهى / 278