أبنـا: ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الشعب البحريني حيال اعتقال 70 عالما في البحرين سجنوا ولاقوا التعذيب؟
من الميزات التي نفتخر بها تشابه الشعب البحريني و الشعب الايراني ووجود العلماء و دور العلماء في الصفوف الأمامية في الجهاد وأصل الثورة كانت لأجل إصلاحات اساسية في النظام الموجود لكن بعد سقوط الشهداء ومُهاجمة الناس تطور الى مطالبة اسقاط النظام. الان نحن نعيش في السنة الخامسة لللأنتفاضة و تقريباً انطلقت الأنتفاضة قبل 4 سنوات و 3 اشهر و الناس لم تتوقف من يوم انطلاق الأنتفاضة الى هذا اليوم و دائماً كانو العلماء في مُقدمة المطالب و الأفراج عنهم او ماشابة.
دور الناس مواصلة الحراك و دور الناس الاستمرار بهذا التحرك والمُطالبة بإفراج جميع المُعتقلين وخاصة العُلماء و يتفاعلون مع جميع الفعاليات الموجودة داخل بحرين ورغم منع المسيرات لم تتوقف المسيرات في البحرين، وتوجد مسيرات تخرج ليلياً وهناك فعاليات واعتصامات وندوات وفعاليات ثقافية و ميدانية وفعاليات تضامُنية هذا الدور ماشين به من بداية الانتفاضة وإلى الان والناس لم تتوقف وازدادت اصراراً على مطالبهم ودور العلماء دوراساسي في تقوية الساحة والجماهير.
أبنـا: كان شعار الثورة منذ البداية الحركة السلمية وأدى تلك الإعتصامات والتظاهرات السلمية إلى زج العلماء في السجون وتعذيب أعداد كبيرة من الشعب البحريني، على رغم كل هذا الإضطهاد الذي تكبده الشعب البحريني هل الثورة مستمرة في الحركة السلمية وهل بإمكان هذا المنهج أن يحقق مطالب الشعب المشروعة؟
ــ هناك مسألتين نحن داخل البحرين لم نمتلك من الناحية العسكرية إمكانات كافية ؛ فأنتم دائماً تسمعون عن استخدام مولوتف وغيرها وهذه القنابل شعبية يصنعها الناس حتى يدافعوا عن أنفسهم ، ولا يمتلك الشعب البحراني أكثر من هذا.
المسألة الثانية هي أن العلماء يركّزون على مسألة يمكن أن نتفق معه 100% أو نتباين مع بعضها ، ولكن بالنتيجة لها شيء من الواقع ، فنحن مبتلون بالوهابيين الموجودين على حدودنا ، يعني أقل حركة، تؤدي إلى تدخل مئات الوهابيين على البحرين وقد فعلوا مثل هذا في بداية الانتفاضة في شهر فبراي حينما دخلوا البلطجية قبل التدخل السعودي.
فالعلماء يفضلون أن تكون المواجهات في المسيرات، وأن لا تحدث خارج المسيرات؛ حتى لا تأتي طواقم الوهابية للإنتقام ، فنحن فعلاً لسنا مستعدين للمواجهة العسكرية كما أننا لا نملك الخبرة الكافية.
أبنـا: الثورات الشيعية التي حققت إنتصارات في القرن الماضي كانت على نمطين منها ما كان لها تحركات عسكرية نحو الثورة اليمنية التي كانت ثورة عسكرية وحققت انتصارات أو حزب الله او الفصائل في العراق والشطر الثاني كالثورة الإيرانية حيث كانوا متضامينين ومتحدين بقيادة موحدة فوقفوا بوجه النظام وحققوا الانتصار، فالجانب العسكري عند البحريين ـ كما تفضلتم به ـ ضعيف أو معدوم ، وفنسأل عن الجانب الثاني هل هذا الأخير أي التضامن وإرادة الشعب يمكن أن يحقق انتصاراً؟
ــ هذا سؤال مهم بالنسبة إلينا. نحن عندنا تصميم وإرادة قوية، وأيضاً عندنا يقين أننا سنصل إلى ما وصل إليه غيرنا بالانت، فالثقة موجودة وكما قال سماحة الشيخ ستعجزون ، ولن نعجز. لكن عندنا مشكلة أساسية وهي مشكلة الأسر الحاكمة الخليجية المتكاتفة على أن لا تنتصر ثورة من الثورات وفي البحرين بالذات بسبب الهوية الشيعية ، وهم مستعدون أن يعملوا أي شيء لمنع الانتصار، فهم لا يمكنهم أن يمنعوا الانتصار، لكن يمكنهم ان يؤخر.
وأقصد من العوائل : آل السعود، آل النهيان ، آل ثاني، آل صباح ، وآل خليفة ، وإن افترق عن هؤلاء آل سعيد في عمان بعضاً ما ، فيحاولون أن لا يتدخلوا الآن في هذه المسائل خاصة في السنوات الأخيرة مع أنهم سلّموا ثلاثة أشخاص إلى البحرين في الإنتفاضة وربما للسعودية أثر في مثل هذه المواقف.
فتاريخ الثورات في البحرين ليس تاريخا جديدا بل كان من أيام الاستعمار البريطاني فكل عشر سنوات قامت ثورة في البحرين، وآل خليفة عندما أرادوا أن يسيطروا على البحرين استغرق هذا الأمر 117 سنة من 1783 إلى 1910 تقريباً حتى استطاعوا أن يبسطوا سيطرتهم على البحرين وبمساعدة الانجليز. فالبحرين بؤرة متوترة ليست من الآن فحسب، بل من قديم الزمان. وأنتم عندما تراجعونسنة 1910م كانت عندنا ثورة وسنة 1923 كانت عندنا ثورة كما في سنة 1934م كانت عندنا ثورة أو انتفاضة على مستوى كبير وسنة 1954ـ 1956 كادت أن تنتصر ، 1973 كانت ثورة ، الثمانين كانت ثورة، التسعين كانت ثورة، 2000م أيضا ، وسنة 2011 كانت ثورة ، ونحن لم نقف، فهناك تصميم، ونحن متأكدون أننا سنصل إلى ما وصل إليه غيرنا،لكن هناك عوامل تحاول إعاقة هذه التحركات وتأخير التنمية، فإسرائيل وأنظمة الخليج تخطيط بريطاني تخطط للمنطقة بدقة وتعارض التحركات والثورات وبريطانيا هي التي أتت بهذه العوائل لتحكم المنطقة. وأول من أدخل الاستعمار البريطاني في الخليج هي البحرين ، ومن طريق البحرين انتقل إلى البقية.
السعودية لم تكن استعمرتها بريطانية ، بل هي صناعة بريطانية وهي من البداية كانت على يد البريطانية، مثلاً باقي الدول العربية لهم رغبة والشعور بضرورة استقلال، ويوجد استعمار ويوجد هيمنة ، ولكن لم تكن عمالة كما تكون في دول الخليج ، والآن الصورة تكون أكثر بروزاً.كانوا سابقاً يحاربونك كعملاء. لكن الآن انكشفت المسائل. فالآن السعودية لم تحارب بالعملاء وقطر لم تحارب بالعملاء وتركيا أيضاً أغروها معهم ومصر يسحبونها نحوهم ، ولكن الآن يحاربون مباشراً، في سورياً يحاربون مباشراً، وفي العراق يحاربون مباشراً، في اليمن الحملة واضحة فهم مباشرة وليس أحد يقاتل عنهم.
فنحن نعتقد أن التغيير القادم في الخليج ليس في البحرين ، ولكن المنطقة بأسرها على وشك التغيير، وتركيبة النظام العملائي والاستعماري التي كان سينهدم وتنفرط سبحتها، وكان مقدمة الركب هي انتصار الثورة الإسلامية في إيران وخط الممانعة المدعوم من قبل هذا التوجه، ونحن نشاهد يوماً بعد يوم أنه يكبر وينمو ولم يتراجع، فأنا كنت موجوداً هنا عند انتصار الثورة الإسلامية، فنحن شاهدنا أول مشروع هو المشروع البرجينسي التي قام به وأثار المناطق في منطقة أذربيجان والأذريين والبلوشستان وخوزستان، وعندما فشلت هذه الخطة والمؤامرة، فانتقلوا إلى المؤامرة الثانية وهي الحرب البعثية على إيران ، وعندما لم تنجح هذه أيضاً، حاول عبر مجلس التعاون الخليجي وفصل الدول العربية وإيجاد حاجز و...
لكن نحن نشاهد أن إيران في يوم من الايام كان الحصار إلى درجة حيث ما كانت تملك مضاد كفاية للرد على الطائرات العراقية، ولكن اليوم الإيرانيون يملكون أقوى قوة جوية في المنطقة حيث أصبحوا مصنعين، فكان في يوم من الأيام الأيرانيون محاصرون في بلدهم ونحن عشنا الحصار ورأينا كيف لم نجد في الأسبوع حتى كيلو واحداً من اللحم وكذلك بقية المواد الغذائية كلها والآن إيران تصدر الى معظم دول المنطقة حتى الدول التي تقاطعها ، فالإيران التي كانت محاصرة في بلدها الآن نجدها في العراق وفي سوريا وفي لبنان وإن شاء الله تعالى نسمع أخبار جيدة في القريب العاجل.
أبنـا: إيران لم تحقق أهداف الثورة إلا بتكاتف شعبها من مختلف الأديان والمذاهب، والعراق عندما دخلت إليها داعش استخدمت هذه النقطة لإيجاد الحرب الطائفي في العراق ووصلوا قريباً من بغداد حتى انقذه فتوى المرجعية، ولكن فتوى المرجعية شملت كافة الأديان في داخل العراق، فهل يوجد اليوم تكاتف بين الأديان والمذاهب في هذه الثورة أم أنها ثورة شيعية؟
فطبيعي كل ما يحدث هو من الخارج حتى مع الاسف تدفع اموالا طائلة من أجل إثارة الحساسيات الطائفية فيفشلون في أماكن وينجحون في أماكن أخرى ، وحتى في اليمن حاولوا، ولكن الحمد الله فشلت ، أما في البحرين لم تكن الثورة شيعية، وما كانوا علماء الدين زعماء الثورة بادئ الأمر مثل ما كان في إيران ـ علماء الدين كانوا هم القادة ـ ولكن في البحرين لم يكن هكذا ، فنحن في البحرين الشيعي والسني واليساري والبعثي والقومي وحتى بعض البعثيين من خط صدام تغيروا وأصبحوا مع الثورة.
عندنا علماء سنة متأثرون بالمد الوهابي وبالمال الوهابي وما شابه ذلك، لكن إلى اليوم على الأقل خمسين بالمأة من السنة ليسوا مع هذا التوجه، ولا يؤمنون بالوهابية وبالتشدد. فكان حالة من التعايش بين المسلمين سنة وشيعة في تاريخ البحرين.فكان عوائل الجمري والتي لا يفصلهم من المنطقة السنية التي بجانبهم إلا شارع يتبادلون الود والتقارب والزيارات ، لكن العدو يحاول ان يزرع الأحقاد والمشاكل ، لكن نحن في البحرين ليس عندنا مشكلة ونختلف حتى عن بقية دول الخليج في هذا الجانب، فهناك كتاب عن كاتب بحراني تحت عنوان"تجربة مواطن وانتفاضة وطن"لعبد الله آل خير يتكلم عن الزمان الأول حتى الثورة في الوقت الحاضر فيأتي ببعض الأمور، فيقول: لا فرق عندنا بين سني وغيره وحتى اليهود التي عائلتها في البحرين لم تتجاوز مئتي شخص ، فكانت هذه العوائل موجودة وكان الناس يتعاملون معهم كمواطنين وهذا الأمر لا يختلف عن سني أيضاً. نعم، دخلوا علينا بالذات في الآونة الأخيرة من سنة 1990م تقريباً بدأت حركة المجنسين من الخارج وبالذات من السعودية ، فهؤلاء خرّبوا التركيبة الفسيفسائية التي كانت موجودة.
فما يحدث الآن في الساحة البحرينية بين أبناء الشعب سنةً وشيعةً لم يكن هذا الأمر موجوداً ، ولكن تحاول السلطة أن تستقصي السنة المعتدلة، لكن حتى اليوم وفي الوقت الحاضر عندنا صداقات مع السنة ، وعندنا في قضية الكفاح وفي قضية الثورة والانتفاضة أناس سنة أيضاً يشاركون معنا.
فالحكومة متعمدة خصوصاً أيام الشيخ الجمري (ره) أن تفصل بين الشيعة والسنة ، فإذا كتبوا عريضة موقعة شيعةً وسنة فيرجعوا العريضة ويطلبون أن يكتب كل طائفة عريضة تختص بها على أن لا ينكشف التكاتف الموجود، وهم سجنوا من السنة لكن أفرجوا عنهم سريعاً ، فإبراهيم شريف بقي أكثر؛ لأنه كان مصراً على هذه القضية أن هناك لا يوجد شيعة وسنة ونحن مطلبنا واحد وهو تحقيق الإرادة الشعبية وتقرير المصير ومشاركة الناس ، ونحن نطالب بالقضاء على الديكتاتورية، وإقامة ديموقراطية، وأن لا تمنعوه عنا ، فعقاباً لإبراهيم شريف أودع في السجن 5 سنوات.
سؤال: كيف الوضع الصحي للعلماء في داخل سجون آل خليفة، وماذا عن مطالبات هؤلاء العلماء من الشعب البحريني ومن دول العالم؟
ـ فالوضع الصحي سمعتم عنه في الفترة الأخيرة وفي بدايات شهر مارس حدث مشادة معينة مما قامت ثورة داخل السجون، فكانت مضايقات كثيرة لعوائل المعتقلين حينما يأتون لزيارة ذويهم ، فكانوا يتعمدون استفزازهم ، ولكن حدث حادث حتى فجّر هذا الموضوع ، فأم مع بنتها أتيا لزيارة ولدهم ، فالأم رأت ابنها، فطلبت وهو ايضا طلب أن يصافح أو يقبل أمه، فلم يقبلوا بذلك ، بل أهانوه ، فالأم لم تتحمل ذلك الموقف، فاعترضت الأم ، وهم كذلك ردّوا عليها.
فهذه الأم مع بنتها رفعوهم إلى النيابة، والابن حوّل إلى الانفرادي، فالسجناء عندما سمعوا بهذا شاركوا في احتجاج تضامناً مع هذا السجين ، وبدأت ثورة السجن التي سمعتم بها ، وبدأ الانتقام منهم ولا زالإلى الآن، فقسم أرجعوهم إلى الزنزانات ، وقسم لم يرجعوهم .
فالعلماء يعتبرون أنفسهم جزءاً من هذا الشعب ، ويعتبرون ما يتحمله الشعب ينبغي لهم أيضاً أن يتحملونه ، فسماحة الشيخ محفوظ أمين عام جمعيتنا (جميعية العمل الإسلامي) عنده كلمة لطيفة يقول: كل ما جرى عليّ وعلى عائلتي لا يعادل قطرة دم شهيد أو دمعة أمّ على ابنها من شهيد أو معتقل ، نعم، أوذوا العلماء كثيراً ، والوضع الصحي متعب عندنا ، فقمنا بثلاث او اربع مسيرات تحت عنوان رموز قيد التصفية استاذ عبدالوهاب حسين، الشيخ محمد علي المقصود، استاذ حسن المشيمر غير واضع، وغيرهم أيضا، يعني الوضع الصحي لكثير من السجناء متعب جداً جداً، فيتعمدون أن يتماطلوا في العلاج ، وكذلك لا يوفر لهم العلاج اللازم ، فيتعمدون أن لا ينقلونهم ليأخذوا العلاج، وهذا وضع معظم العلماء مع أني ذكرت أربعة منهم : استاذ عبدالوهاب حسين، الشيخ محمد علي ، استاذ حسن والدكتور عبد الجليل ، الشيخ ميرزا المحروس بنفس الوضع والسيد أحمد الماجد ومرتين أخذوه إلى المستشفى وهو بقي ثلاثة أسابيع في المستشفى وعنده قرحة ومجموعة أمراض ، وبقية العلماء على هذا المنوال، كما أن المحكوم عليهم بالإعدام أودعوا في سجون انفرادية قسم منهم ايضاً يتأذى ، ويعانون من أمراض، وهناك البعض الذين يعانون حتى الآن من الإصابات منهم : محمد سهوان وقد ضرب بشوزن وهذه الإصابة في رأسه فمجرد يصيبه البرد يتألم كثيرا فلا يقبلون أن يجروا عملية حتى يخرجوا هذه الرصاصة من رأسه ولا يقبلوا أن يجلبوا له غطاء كي يوضع على رأسه، ومثل هذه المضايقات كثيرة ، وهذا الأذى يشمل حتى النساء يعنى امرأة عمر ابناها عشرة أشهر وعنده توحد ويحتاج عناية خاصة مع ذلك يجعلونهم في السجن ، فالعلماء يعانون كثيراً لكن يتكلمون قليلاً؛ لأن يرون ما يجري على السجناء الآخرين ، ويحاولون من باب تقوية المعنويات وثانياً من باب المواساة مع هؤلاء واحتجاجاً على اوضاعهم.
مثلاً الشيخ محمد علي المحفوظ أخذ للانفرادي ثلاث مرات لأسباب لا تتعلق به ، فمرة من المرات كانت عنده زيارة، المحكوم بالاعدام علي السنكيت عنده زيارة أيضا ، فجعل علي السنكيت زيارته قبل الشيخ المحفوظ ورجع ، ففي رجعته تلقى إهانة من قبل المأمورين في السجن ، وضربوه أيضاً ، فهم يعرون السجناء في الذهاب والرجعة عند الزيارة ؛ فبعض السجناء من أجل هذا المورد لا يقبل زيارته ، فعلي السنكيت رفض هذا العمل وقال أنتم الآن أي حين الذهاب قمتم بالتعريتي وأنا ليس عندي شيء، فقاموا بضربه، فعندها رفض هذا التعامل الشيخ محمد علي فاحتج على هذا الضرب ، وقال: ليس من حقكم أن تضربوه ، وهو محكوم ولا يجوز لكم أن تعاملوه بهذه المعاملة ، فأخذ إلى الانفرادي ، فالمرة الاخيرة والثلاثة والتي حدثت أحداث السجن ، أتوا إلى الشيخ المحفوظي وأرادوا أن يخرجونه من الزنانة وهو في مبنى الأمن سجن رقم واحد، فأرادوا أن يضربوه ليقللوا من معنويات السجناء وبمنظر من عيونهم، فهو عرف الموضوع ، فرفض الانتقال ، فمن جديد أخذ إلى السجن الانفرادي.
فأنا آتي بمثل هذه الأمثلة على سبيل المثال ، وإلا فهو أكثر منها ، فأنا ضربت بالشيخ المحفوظمثلاً ، ولكن هناك آخرين يتعاملون بمثل هذه المعاناة وبمثل هذه الظروف، وبشكل عام من يذهب إلى السجن سواء أهالي السجناء أو غيرهم يقولون : رغم التعذيب الشديد ورغم الضعف الشديد ورغم الانتقام الشديد من السجناء إلا أن نفسياتهم ومعنوياتهم جدا عالية ، بل أحسن من الذين خارج السجن.
سؤال: ما هو الدور الذي يمكن أن تعلبه الثورة الإسلامية والشيعة بصورة عامة ومجمع العالمي لأهل البيت بالذات؟
ــ أولاً:إخواننا في الجمهورية الإسلامية على مستوى القيادة سماحة الإمام الخامنئي وعلى مستوى الحكومة وإن كان بدرجة اقل وعلى مستوى المؤسسات الشعبية يعيشون حالة التضامن مع الشعب البحريني ، وأي شخص بحراني موجود في إيران يشعر بأن هناك حالة خاصة ومراعاة خاصة مع البحرين من ناحية المشاعر والتفاعل والاحتضان من قبلهم، فعلى الأقل الناس الذين يأتون إلى هنا.فهم قدّموا كثيرا مما يستطيعون أن يقدموا ، تبقى مسائل أخرى ربما لها علاقة بالأوضاع المنطقة ، ولا يمكننا أن نقول هي ظروف معينة تحكم أنهم يقدرون أن يقوم بها أو لا ، ولكن بشكل عام موقف الجمهورية الإسلامية قيادةً وشعباً وحكومةً موقف مشرف جداً، ويبعث على الفخر حقيقة ، ونشعر أن هناك حصنا كبيرا يستضيف ويحضن هؤلاء الضحايا المنكوبين الذين عانوا كثيراً.
ولكن بالنسبة إلى المجمع العالمي لأهل البيت، فنحن حقيقة ندفع ضريبة ولائنا لأهل البيت (ع) ليس من اليوم فقط ، فنحن من اليوم الأول إذا سمعتم حروب الردة وهي لم تكن حروب ردة حيث المبعوث الذي جاء فما أعطوه الخراج ، فقال: فهذا ليس من أوصاني به رسول الله (ص)فبقيت المنطقة محاربة طوال الحكم الراشدي والأموي والعباسي والعثماني وطوال الاستعمار الانجليزي والاروبي ، فنحن لا نزال ندفع هذه الضريبة .
اليوم أيضاً بالنسبة إلى التكفريين ، فأي مكان تتعرض فيها السعودية إلى هزيمة أو نكسة تجبر ذلك في البحرين على اعتبارها خاسرة، فالانتقام التي يحدث عندنا في البلد والمجمع العالمي لأهل البيت(ع) هو وجد من أجل شيعة أهل البيت في كل مكان ورغم الجهود الكبيرة حقيقة وتجاوب في كل مشروع نقوم بطرحها نشعر أن هناك تجاوبا وأن هناك تفاعلا في 82 أو 85 فرع التي مرتبطة بالمجمع ، ونأمل المزيد من الجانب الإعلامي خاصة هناك مليارات الدولارات تصرف لتغيب ثورة البحرين ولتغيب مظلومية شعب البحرين، وليس البحرين فحسب، بل جميع المنطقة، ولكن البحرينفي الذات ؛ لأنها قاصرة وضعيفة، فنحتاج إلى تفاعل أكثر في الجوانب الإعلامية ، وهذا الأسبوع أسبوع العلماء ، والعلماء ـ بالنتيجة ـ أبناء هذا البيت، بيت المجمع وبيت الحاضن ، فكل حوزوي ـ فنعتبر كل شيعي ـ ولكن على الأقل الطلائع الحوزوية العلماء وغيره نأمل ان تكون لفتة كريمة من [المجمع] لإظهار هذا الجانب .
فهناك مسألة أخيرة أحببت أن أتحدث عنها ولكن لم يفسح مجال لها عنها وهي قضية الشيخ النمر ، فالشيخ النمر معروف آية الله وفقيه وشخصية رمزية مهمة في الجزيرة العربية ، واليوم ليس في الجزيرة العربية بل في جميع المنطقة أو اكثر في جميع العالم ، هناك تسريبات ونحن لا نجزم بأنها صادرة من قبل جهات رسمية ، لكن نجزم أن هناك نوايا خبيثة يراد منها الانتقام من سماحة الشيخ النمر، فنحن ليس لدينا شيئاً رسمياً ، لكن عندنا أشياء شبة رسمية.
أخو الشيخ النمر وابنه أيضاً محكوم بالاعدام يعني أخو الشيخ النمر محكوم بالاعدام وابنه علي أيضا محكوم بالاعدام مع ذلك يغرد : يا دهر أف لك من خليل ، فمثل هذه التغريدات وأمثالها . القلقطبيعي. ولأننا لسنا أمام عقلاء أمام حكومة عقلائية فهي تتبع مصالحها فطبيعي نخشى من أفعال لا حكيمة ولا عقلانية ، وربما تتدخل فيها مشاعر وما شابه ، وأن يفعل بسماحة الشيخ مكروه لا سمح الله ، فلا ينفع بعدها بيان ترحم وبيان حوقلة وبيان استرجاع ، لذلك لا بد أن نقوم بما يمكن أن نقوم به حتى إذا لم نملك شيئاً ، يعني نقوم بحملة
يعني في قضية الشيخ النمر وقضية اعدامه حملة في العلاقات الدولية في الجوانب السياسية في الجوانب الإعلامية دفاعاً عن الشيخ ، فنحن نستغرب الأمم المتحدة : لو أن قساً في العالم يتعرض لمشكلة فتصدر الأمم المتحدة من أجله بيانا، ولكن هنا عالم ديني فقيه يحكم بالاعدام ، وكأن لم يحدث شيئا في العالم، والدول الإسلامية والتي غير دولنا أي الجمهورية والخط الممانع كأنه مطبق وليس فيه شئ، ولا صوت يعلو صوت السعودية ، ولا رغبة تعلو رغبات آل سعود؛ لذلك الآن فعلاً نتخوف. الحرب الهوجاء الموجودة في اليمن وقراراتها الصبيانية وليس معلوما بأن نسمعها من جديد انتقلت إلى المنطقة الشرقية وإلى سماحة الشيخ النمر بالذات فنخشى مثل ذلك ، بل وحتى في البحرين ، لكن بالنتيجة هذا حكم قتل وحكم يراد منه انتقام وكسر إرادة .
------
انتهى/125