وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالات
الخميس

٢٥ سبتمبر ٢٠١٤

٧:٥٣:٣٤ م
640250

الرئيس الإيراني:

الاخطاء الاستراتيجية للغرب في قضايا منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى قد جعلت هذه النقطة من العالم جنة للارهابيين

اشار الرئيس الايراني «الشيخ حسن روحاني» في كلمته امام الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة الى ان "الاخطاء الاستراتيجية للغرب في قضايا منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى قد جعلت هذه النقطة من العالم جنة للارهابيين والمتطرفين"، وقال: "ان العدوان العسكري على افغانستان والعراق والتدخلات الخاطئة في التطورات السورية نماذج واضحة لهذه الاستراتيجية الخاطئة في منطقة الشرق الاوسط".

ابنا: اكد الرئيس الايراني «الشيخ حسن روحاني» في كلمته امام الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة ان اخطاء الغرب حولت الشرق الاوسط الى جنبة للارهابيين.

وقال الشیخ روحاني: "لقد جئت من منطقة تحترق اجزاء مهمة منها في نار التطرف والتشدد الى الشرق من ايران وغربها بحيث تهدد نزعة التطرف جيراننا وتمارس العنف وتريق الدماء".

وتابع: "ان هؤلاء المتطرفين اتوا الى الشرق الاوسط من مختلف الدول الا انهم يحملون عقيدة واحدة وهي التطرف والعنف وهدفا واحدا هو القضاء على الحضارة واثارة رهاب الاسلام وتوفير الارضية للتدخل الاجنبي من جديد في المنطقة".

وقال: "مع شديد الاسف ان الارهاب اصبح عالمي الطابع، من نيويورك الى الموصل، من دمشق الى بغداد، من اقصى نقطة في شرق العالم الى اقصى نقطة في غربه، من القاعدة الى داعش، عثر الارهابيون على بعضهم بعضا في العالم واطلقوا النداء اتحدوا، ولكن بالمقابل هل اتحدنا نحن امام المتطرفين؟".

واعتبر التطرف ليست قضية اقليمية تعاني منها شعوب المنطقة فقط واضاف ان "التطرف قضية عالمية الطابع كانت بعض الدول مؤثرة في ظهورها وفشلت في مكافحتها والان تدفع شعوبنا ثمن ذلك".

وصرح: "ان مناهضة الغرب اليوم هي وليد استعمار الامس ورد فعل على التمييز العنصري الممارس بالامس، مشبها ما يفعله المتطرفون بدعم من بعض اجهزة الاستخبارات كالثمل الذي يحمل سكينا ويمرر به على الجميع".

واضاف: "على جميع الذين ساهموا في تشكيل وتقوية هذه الجماعات الارهابية الاعتراف باخطائهم في ظهور التطرف والاعتذار ليس امام ماضيهم بل امام مستقبلهم ايضا".

واكد "انه ومن جل المواجهة المبدئية ضد الارهاب يجب اولا معرفة جذوره وتجفيف ينابيعه، اذ ان الارهاب يترعرع في ارضية الفقر والبطالة والتمييز والاهانة والظلم وينمو مع ثقافة العنف".

ومضى روحاني قائلا: "ان ما يؤلم اكثر من ذلك هو ان الارهابيين يريقون الدماء باسم الدين ويذبحون الناس باسم الاسلام، يريدون اخفاء هذه الحقيقة التاريخية الدامغة وهي انه بناء على تعاليم جميع الانبياء، من ابراهيم (ع) وموسى (ع) الى عيسى (ع) ومحمد (ص) يعتبر قتل شخص بريء كقتل الناس جميعا".

واضاف: "انني استغرب من تسمية هذه المجموعات القاتلة نفسها بالاسلامية والاكثر غرابة من ذلك هو ان وسائل الاعلام الغربية وبالمواكبة معهم تكرر هذا الاسم المزيف الذي يثير كراهية جميع المسلمين، غافلين عن ان المسلمين الذين يذكرون ربهم بصفة الرحمانية يوميا ويتعلمون درس العطف والمحبة من نبيهم، يعتبرون هذه الافتراءات جزءا من مشروع رهاب الاسلام".

واشار الى ان "الاخطاء الاستراتيجية للغرب في قضايا منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى قد جعلت هذه النقطة من العالم جنة للارهابيين والمتطرفين"، وقال: "ان العدوان العسكري على افغانستان والعراق والتدخلات الخاطئة في التطورات السورية نماذج واضحة لهذه الاستراتيجية الخاطئة في منطقة الشرق الاوسط".

وتابع: "ان اتخاذ توجهات غير سلمية وممارسة العدوان والاحتلال العسكري، من منطلق انه يستهدف معيشة وحياة الناس العاديين، يعود بتداعيات وسلوكيات متعددة بحيث نشاهد اليوم ذلك بصورة العنف والقتل في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا وحتى انها جعلت بعض الافراد في سائر مناطق العالم مواكبين لها".

واعتبر العنف مرضا معديا يتفشى الى سائر مناطق العالم واضاف، "اننا نعتقد دوما بان الديمقراطية لا تاتي بحقيبة ظهر، بل ان الديمقراطية هي نتاج التطور والتنمية وليس الحرب والعدوان، الديمقراطية ليست سلعة تصديرية يتاجر بها من الغرب الى الشرق، وفي مجتمع غير تنموي تنتهي الديمقرطية المستوردة الى حكومة ضعيفة تكون بدورها معرضة للاضرار بشدة".

وأردف: "عندما وطات اقدام الجنرالات المنطقة لا تتوقعوا ان يذهب الدبلوماسيون لاستقبالهم، وعندما بدات الحرب انتهت الدبلوماسية، وحينما بدا الحظر بدات معه ايضا الكراهية العميقة تجاه فارضي الحظر، وعندما اصبحت اجواء منطقة الشرق الاوسط امنية الطابع فان الرد على ذلك يصبح امنيا ايضا".

واعتبر مصالح الدول الغربية في المنطقة بانها رهن بالاعتراف رسميا بمعتقدات ومطالب شعوب المنطقة في اطار الانظمة ذات السيادة الشعبية، واضاف: "ان المتوقع من العالم الغربي في المنطقة الوقوف مرة واحدة والى الابد في جبهة حماة السيادة الشعبية الحقيقية ليعمل من خلال ذلك على التقليل من مرارة ذكريات دعمه للدكتاتوريين".

وأوضح: "ان تجربة ظهور القاعدة وطالبان والمجموعات المتطرفة الاخيرة، مؤشر الى انه لا يمكن استخدام المجموعات المتطرفة لمواجهة الدول المعارضة، وان تبقى بعد ذلك في مامن من تداعيات ظهور التطرف، الا ان ما يثير الاستغراب هو تكرار الاخطاء رغم كل هذه التجارب المكلفة".

واعرب الرئيس الايراني عن امله، بأن يترك الجيل الحاضر من خلال جهوده اللائقة، ارضا اكثر امانا وعمرانا للاجيال القادمة.

................

انتهى/212