ابنا: كما ظهر في الفيديو الذي ارعب الملايين الصحافي الأمريكي جيمس فولي جالسا على ركبتيه بالقرب من الداعشي الملثم، في مكان ما من بادية الشمال السوري، ثم نحره وجز رأسه ووضعه على ظهر جثته بعد أن رماها كالدجاجة المذبوحة، ليبث بما فعل الرعب في قلوب الملايين.
خبر اكتشاف هويته تم على ما يبدو بتكاتف بين جهاز الاستخبارات الحربية المحلي، المعروف في بريطانيا باسم MI5 اختصاراً، وشقيقه MI6 الخارجي، وانفردت به صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية الأحد، ولكن تلميحاً بطعم التأكيد، وجعلته في أول 100 كلمة من خبر موسع عن مقال كتبه فيها وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، حيث قال عن "داعش" إنه حول مساحات شاسعة في سوريا والعراق "إلى دولة إرهابية وقاعدة لشن هجمات على الغرب"، طبقاً لتعبيره.
وجاء تلميح الصحيفة بطعم التأكيد، أولاً بعنوان Beheader Jihadi John identified للإشارة إلى أن قاطع الرأس تمت معرفة هويته، وثانياً لقولها: "في حين أن المصادر لم تعط تفاصيل عن الرجل الذي تم التعرف إليه، إلا أن المشتبه الرئيسي به هو عبد المجيد عبد الباري، الذي نشر صورة في "تويتر" قبل مدة، يحمل فيها رؤوساً مقطوعة"، ومن دون أن تتطرق لمشتبهين آخرين.
من مغنٍّ إلى "داعشي" قاطع رؤوس:
حسب "القدس العربي" فان عبد المجيد عبد الباري، كان مطرب "راب" في أول عهده بالغناء في لندن، حيث تعلم في مدارس على الطريقة الغربية منذ انتقلت إليها والدته "رجاء" في 1990 بعد منح والده حق اللجوء، ثم التحق بجماعة داعش حين غادر بريطانيا إلى سوريا بأوائل العام الماضي، وهو ابن عادل عبد المجيد عبد الباري، المتهم بتفجير السفارتين الأميركيتين في 1998 بنيروبي ودار السلام.
الأب، البالغ عمره 54 سنة، شهير بالتشدد أيضاً، بحسب وسائل اعلام بريطانية، فقد اعتقلوه في مصر، ثم أفرجوا عنه في 1985 لحفظ القضية، وتخرج بعدها بالحقوق ومارس المحاماة، متخصصاً عبر مكتب أسسه مع زميله منتصر الزيات بقضايا الجماعات الإسلامية والمعتقلين السياسيين.
ثم اعتقلوه 10 مرات تقريباً في 6 سنوات تلتها، حتى لجوئه إلى بريطانيا، حيث أسس صحيفة سماها "الدليل"، وبعد تفجير السفارتين الأميركيتين اعتقلته السلطات البريطانية في 1999 بطلب أميركي، تمهيداً لتسليمه إلى الولايات المتحدة، لكن التسليم لم يتم إلا بعد أن أمضى في سجونها 12 سنة، أي في أكتوبر 2012 فقط.
وكانت وسائل إعلام بريطانية أطلقت لقب "السجان جون" على ذابح الصحافي الأميركي، وحصرت قاطع رأسه في واحد من 3 دواعش بريطانيين، ذكرت أنهم يتولون حراسة الأجانب الأسرى في سجون الجماعة بالرقة في شمال سوريا، وسمتهم "بول" و"رينغو" و"جون" على اسم فرقة البيتلز البريطانية الغنائية، وأن جون هو من يتولى بنفسه التفاوض لإطلاق سراحهم، لكن أياً منها لم يقم بالتلميح إلى المرجح الأكبر في ذبحه.
................
انتهی/185