شمعة احترق حتى أضيء الطريق
يا الهي .. أنا شمعة احترق حتى أضيء الطريق ..
فقط أريد منك يا الهي ان لا تطفئ هذه الشمعة قبل أن تذوب إلى آخرها .. لا أريد ان يبقى حتى ولا ذرة من رماد وجودي دون احتراق ..
يا الهي .. إلى ساحات القتال أتيت .. لأجاهد ضد أعداء تحميهم أقوى الدول الكبرى .. واجهتهم بضعفي المادي ، بقوة عشق الله والإيمان به اقتحمت الميادين مسلحاً بحربة الشهادة حتى أستطيع بعظمة الروح ان اضرب رأس المادة .. وافدي وجودي وأتحرر من كل القيود المادية .. وفقط من عظمة الروح انطق ، وبعشق الله أنير درب الحق .. وأتقدم .. أتقدم بسياط لمع البرق لأمزق ظلام ليل الظلم والى الأبد اعمي خفافيش الليل .. أتقدم بكلمة الحق سيفاً كالرعد اضرب به مفرق المنافقين والملحدين ..
أتقدم يا الهي إلى الميدان وسلاحي الشهادة حتى أتوحد مع الأزل والى الأبد .. وفي مسيرتي غيرك يا الهي لا أرى .. غيرك لا اطلب .. غير اسمك لا انطق ولغيرك لا اسلم .. يا الهي .. طلقت الدنيا وما فيها .. وغسلت يدي منها ولا أخاف بعد من أحد ولا سبب يدفعني حتى استسلم أمام الظلم والكفر وأبيعك يا الهي بالطواغيت .. كالشمع احترق لأنير طريق الحق ، حطمت كل القيود والسلاسل لأصل وأجول حراً في معارك الحياة ..
يا الهي .. تعب .. تعب .. قلبي محطم .. مظلوم من ظلم التاريخ .. تعب من جهل المجتمع .. عاجز أمام طوفان الحوادث .. يأس مقابل أفق المجهول المبهم .. وحيد بلا أحد .. فقير .. في صحراء الدنيا الحارقة .. سجين في قفص الحياة الحديدي .. قلبي الحزين المملوء بالألم يستصرخ حريته .. روحي التعبة توسلك الهي للتحليق حتى تخلصني من هذه الغربة السوداء وتسحب وجودي إلى وادي العدم وتخلصني من أثقالي .. لأتوحد فيك يا الهي في عالم آخر .. يا الهي الكبير .. أشكرك على طريق الشهادة الذي فتحته لي الطريق الذي احلق منه بإفتخار من الدنيا الترابية نحو السماء وألذ أمنية في حياتي .. تركت لي حرية إختيارها .. وبأمل النجاة هذا سهلت عليّ تحمل كل العذاب والآلام والأحزان ..
الشهید القائد مصطفی تشمران
بحور الموت
يا الهي .. لحظة صممت على الإستشهاد ما بين يديك .. قطعت صلتي بكل الأشياء حولي لاول مرة كتبت وصيتي .. وتحررت من كل الآمي وأحزاني .. يا الهي كل يوم أغوص في بحور الموت وأتخبط في دوامة الخوف والوحشة .. كل لحظة تصلني الأخبار المفجعة .. واعد الدقائق منتظراً الفجائع الأعظم .. كل لحظة سيل الحوادث يجرفني اكثر واكثر .. وفي الأفق المبهم لا أرى غير اليأس والظلام والانكسار والظلم والكفر .. ولكن يا الهي الكبير لأجل مسؤولية الرسالة الكبيرة التي وضعتها على عاتقي والتوكل والإيمان بك وبالرضاء الكامل لقضائك وبمسير علي نموذج الإنسانية وبطريق الحسين الكبير شهيد عالم الخلق .. وبدون أي خوف وعاشقاً في بحور ، وأصارع تنين الموت .. وبسيف الشهادة اضرب صدر الظلم .. وايماني بك يا الهي إرادة حديدية أتحدى بها كل العالم بالتوكل عليك أزعزع جبروت التاريخ .. انظر يا الهي كيف في ساحات القتال أصول .. انظر كيف وسط المعارك الدامية أجول .. انظر كيف في طوفان الحوادث أقاوم ..
انظر كيف في بحور الموت اسبح لأصل إلى شاطئ النجاة .. إليك يا الهي .. أي حياة عاشقة .. أي قربان .. أي ممارسة حب متهورة .. وأي قصة مشوقة ..
الشهید القائد الدکتور مصطفی تشمران
طلقت اللذائذ
" لقد كنت أحياحياة رغدة في أمريكا، وكنت أملك شتى الإمكانات، ولكني طلقت اللذائذ ثلاثاً وذهبت إلى جنوب لبنان حتى أعيش بين المحرومين والمستضعفين وأتذوق فقرهم وحرمانهم وافتح قلبي لاستقبال آلام وهموم هؤلاء البؤساء. لقد أردت أن أظل دائماً في مواجهة خطر الموت تحت القنابل الإسرائيلية، جاعلاً لذتي الوحيدة في البكاء وأنا أبث السماء أهاتي الحارقة في سكون الليل وظلمته، وحيث إنني عاجز عن مد يد العون لهؤلاء المظلومين المسحوقين فيمكن أن أواسيهم بالحياة بينهم كما يعيشون فاتحاً أبواب قلبي لاستقبال حزنهم وشقائهم. لقد أردت ألاّ أحشر في هذه الحياة الدنيا مع زمرة أولي النعمة والجائرين وألاّ أتنفس من أجوائهم وألاّ أقرب لذائذهم وألاّ أبيعهم علمي وفكري في مقابل حفنة من المال ولحظة من لذة الحياة".
الشهید القائد مصطفی تشمران
-------
انتهی/125