ابنا: بدأت المجلة بالقول إن الخطأ الذي وقعت به أميركا هو ذهابها وحدها إلى القتال. وحين عرض حلف الناتو مساعدته للقضاء على طالبان والقاعدة رفضت الولايات المتحدة، معتبرة أن المهمة أسهل من أن تحتاج إلى المساعدة، كما أن الحلفاء سيزيدون المهمة صعوبة وتعقيداً .
واعتبرت أيضا أن إقدام الولايات المتحدة على غزو أفغانستان كان لسبب واحد، هو الحصول على رأس "بن لادن" إضافة الى أكبر عدد من مناصريه. ولكن سوء التنسيق والتعاون مع القوات المحلية الأفغانية إضافة إلى رفض إحضار القوات الكافية على أرض المعركة مكّن "بن لادن" من الهروب لثمانية أعوام أخرى .
الخطأ الثالث: تبني الدستور الذي وُضع عام 2004 كان خطأً غير متوقع. واحتوى الدستور على تصوّر لدولة مركزية تجاهلت عادات الأفغان في الحكم الذاتي، وأعطى الرئيس صلاحيات واسعة. كان من المفترض على الحكومة الجديدة أن تدير بلداً كبيراً، ولكن حكومة "كرزاي" التي تفتقر إلى الاختصاص في الخدمة المدنية، ما أدى إلى زيادة في الفساد. وفي وقت لا يتحمّل الإقتصاد الأفغاني البنية الموسعة للدولة، كما انه لن يتحمل عدد القوات الأفغانية الكبيرة. لذا فإن دولة افغانستان كانت منذ منشأها الجديد معتمدة على الخارج.
الخطأ الرابع: قررت إدارة "بوش" غزو العراق، ما أدى إلى تقليل المساعدات المالية والعسكرية للدولة الأفغانية، ما سمح "لطالبان" بالتجمع وشدّ قوتهم مجدداً.
أضافت المجلة انه في عام 2008 أعلنت ادارة اوباما أنها ستنهي حربها على العراق والتركيز على الحرب الأساسية في افغانستان. ثم خضعت للضغط العسكري حين أرسلت 17000 جندي أميركي، ثم ارسلت 30000 في خريف 2009. وهذا القرار معيب لأن "طالبان" ما زالت تتمتع بملجأ في محيط باكستان، ولن تستطيع هزمها بالقوة العسكرية فقط. وللنجاح بهذه العملية يجب أن تكون الحملة اكبر، وعلى نطاق زمني أوسع. كما أن اعتبار الولايات المتحدة افغانستان لا تستأهل هذا القدر من الجهد.
أما الخطأ "القاتل"، بحسب المجلة، الذي وقعت فيه أميركا، انها وضعت نطاقاً زمنياً ما أعطى فكرة واضحة لـ"طالبان" عن وقت خروج الأميركيين من أفغانستان. فتحديد الوقت بمثابة إعلان للعدو عن الوقت الذي يلزمه للصمود.
واعتبرت أن إنهاء الحرب على "افغانستان" يتطلب تصالحاً بين العقول المعتدلة في "طالبان" و بين القيادة الباكستانية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لم تكن جدّية إزاء عملية السلام حتى فوات الأوان. كما أن الولايات المتحدة أغفلت الدور الأساسي الذي تلعبه بعض القوى الإقليمية في "افغانستان" "كإيران" على سبيل المثال.
واعتبرت المجلة أنه عندما رفضت طالبان تسليم بن لادن، لم يكن على الولايات المتحدة من خيار سوى ملاحقة هذا الرجل الذي نظّم عملية 11 ايلول (سبتمبر) 2001. الا انهم لم يستطيعوا إقناع شعبهم بجدوى ما يفعلونهم في "افغانستان" و جدوى استمرار الحرب.
ورأى كاتب المقال أن الانتصار في الحرب على الإرهاب في افغانستان يتطلب مساعدة من قبل الحكومتين المسؤولتين، و هذا ما لم يحدث. فالحكومة الأفغانية عاثها الفساد إضافة الى عدم الرغبة المتزايدة في سماع النصيحة الأميركية، اما باكستان التي ساعدت "طالبان" بعض الأوقات ووضعت العراقيل امام الولايات المتحدة.
أخيراً اعتبرت المجلة ان الحملة الاميركية على افغانستان أُفسدت بالتناقض الاستراتيجي، أولاً لن تستطيع الولايات المتحدة، إضافة الى حلف الناتو، الربح في هذه المعركة من دون توافر الاستثمارات اللازمة على صعيد المال والجند، إذ أن افغانستان اُعتبرت من جهة غير جديرة بالإستثمار العسكري فيها، ومن جهة أخرى الجيش الاميركي غير مدرَّب على تنفيذ عمليات كتلك التي ينفّذها في افغانستان.
..................
انتهى / 232