■ شهدت الشهور الأخيرة تطورات جديدة فى العلاقة مع القاهرة.. هل تراها مؤشراً على تقارب قادم؟
ــ كل هذه الخطوات منذ زيارة الرئيس «مرسى» وما تلاها من لقاءات تدل على تقارب البلدين أكثر وأكثر، وعلى أن العلاقات السياسية بين الجانبين موجودة، صحيح أنها تحتاج إلى تغيير شكلى، لكننا غير مستعجلين عليه.
■ هل اختفت صعوبات حصول الإيرانيين على التأشيرات لدخول مصر؟
ــ بعض الصعوبات لاتزال قائمة، خاصة فيما يتعلق بالتأشيرات السياحية للراغبين فى زيارة مصر، لكن بالنسبة لسفر المصريين إلى إيران فلا مشكلة، عامة الأمور بدأت بالتحسن وهناك خطوات إيجابية فى هذا الإطار.
■ ماذا عن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين؟
ــ بالفعل هناك تقدم، فقد وصل حجم التبادل التجارى بيننا العام الجارى إلى ٤ أضعاف ما كان عليه فى العام السابق، وتوضح المؤشرات أن حجم التبادل سيصل فى نهاية العام الجارى إلى ٤٠٠ مليون دولار، بعد أن كان ١٠٠ مليون دولار فى ٢٠١٠، و١٣٠ مليون دولار عام ٢٠١١.
■ ما أهم مجالات التبادل التجارى بين الطرفين؟
ــ إيران تصدر لمصر الأسمدة والغاز السائل والمكسرات، ونحن نستورد منها الفاكهة ومنتجات أخرى.
■ بعد الثورة المصرية كانت هناك توقعات بعودة العلاقات كاملة.. فما الذي أعاق ذلك؟
ــ بالنسبة لنا لا توجد أي مشكلة فى استعادة العلاقات كاملة مع مصر، لكن هناك صعوبات لدى القاهرة منها عدم وجود مراكز لصنع القرار، وعدم اكتمال المؤسسات القادرة على حسم الملفات الحساسة، ونحن ننتظر أن تتاح الفرصة المناسبة لمصر لإعادة العلاقات.
وهناك فتوى صريحة من سماحة القائد خامنئى بتحريم نشر التشيع فى البلاد الإسلامية السنية، والذين لا يحترمون أهل السنة والصحابة فى الفضائيات ليسو إيرانيين ونعتبرهم ضدنا.
■ إذن تبقى الأزمة السورية هى العقبة الوحيدة أمام عودة العلاقات؟
ــ لا يوجد بلدان فى العالم تخلو علاقاتها من المشاكل، هذه أمور طبيعية، هناك اختلاف فى وجهات النظر، بين إيران والسعودية وتركيا ومصر بشأن الأزمة السورية، ولم يؤثر ذلك على علاقات إيران بهذه الدول، ولابد أن نتواصل ونناقش لبلورة رؤية مشتركة حول الأزمة.
■ ولكن هناك من انتقد قرار الرئيس مرسى بضم إيران للمبادرة الرباعية، بوصفها جزءاً من المشكلة فلا يمكن أن تكون جزءاً من الحل؟
ــ مقولات إيران جزء من المشكلة أو جزء من الأزمة أو حتى من الحل، ليست حقيقية، فبغض النظر عن تصنيف إيران فى أى هذه المواقع الثلاثة، حسب وجهات نظر كل طرف، فيجب ألا ننظر إلى هذه الأمور الشكلية، لأن إيران يجب أن تكون مشاركة فى اتخاذ القرار فى أى حل للأزمة السورية، وكذلك البلدان الأخرى، لأن إيران دولة كبيرة ولها نفوذ وقدرة على المساهمة في الحل.
■ لكن اللقاءات التى تمت بهذا الخصوص، وأبرزها لقاء وزراء خارجية مصر وإيران وتركيا وتخلفت عنه السعودية، لم تحقق أى نجاح؟
ــ هناك مبادرات عديدة طرحت من بداية الأزمة السورية، ولم تنجح رغم أنها استغرقت شهوراً عديدة، فكيف نحكم على المبادرة المصرية التى لم يمض عليها سوى شهر؟ الأزمة السورية تعقدت بسبب التدخلات الخارجية، ونحن نعمل بصبر، وبسياسة النفس الطويل، ولو قلنا إن المبادرة المصرية فشلت، رغم أنها مازالت فى بدايتها فعلينا أن نجلس فى بيوتنا، وانسحاب أى بلد منها أمر سلبى، ولا أعتقد أن السعودية انسحبت، وأكد ذلك تصريحات للوزير محمد كامل عمرو.
■ كيف ترى نقاط الاتفاق والاختلاف بين مصر وإيران حول الأزمة السورية؟
ــ لم تشهد جلسات التشاور الأخيرة اختلافات، لأن المبادرة تقوم على مجموعة مشتركات، نتفق عليها، مثل منع التدخل الخارجى ووقف نزيف الدم، والحفاظ على وحدة سوريا، وهناك أمور خاصة بالتغيير فى دمشق، ونحن نرى أن أى تغيير سريع سيفاقم الأزمة، وأن ندعم محاولات الحل، مثل محاولة الإبراهيمى، والمبادرة الرباعية.
■ لكن القاهرة طرحت فكرة تنحى النظام وطهران ترفض؟
ــ ليست هناك تصريحات واضحة بهذا الشأن، ورغم أن مصر تصر على أن الشعب السورى لا يقبل استمرار النظام الحالى، إلا أن أسلوب تغيير النظام وكيفية حدوثه لم يطرح تصور لهم، لأن هذا الموضوع به غموض شديد، وإذا كنا نتكلم عن الديمقراطية، فإن نظام الرئيس بشار الأسد قام بإصلاحات سياسية، ويجب أن نساعده حتى يمشى فى الطريق الذى يجنب سوريا القتال الدائر.
■ الأزمة خرجت بالفعل عن السيطرة الداخلية، لاستخدام النظام الأسلحة الثقيلة ضد شعبه، فقصف الطائرات الحربية للمدنيين أقصى درجة من التصعيد؟
ــ المشكلة تفاقمت مع تسليح بعض الدول للمعارضة، والآن نرى على التليفزيون جماعات مسلحة تقاتل الحكومة وتقتل وتُقتل، فهذا غريب. الطبيعى أن يكون لدى الحكومة سلاح حسب القوانين والاتفاقيات والعرف، في الثورتين المصرية والتونسية، لم نر سلاحاً، فقط أعداد هائلة من المواطنين يتظاهرون فى الميادين، لاسقاط النظام بشكل سلمي، ونجحوا. فى سوريا لم نر ثورة بل معارضة تحمل السلاح، عن طريق تدخلات خارجية.
■ ولكن الجيشين المصري والتونسي انحازا للثورة بعكس نظيرهما السورى، مما دفع الثوار لاستخدام السلاح للدفاع عن أن