وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الخميس

٢٠ سبتمبر ٢٠١٢

٨:٣٠:٠٠ م
349812

في ذكری‌ إستشهاده؛

سيرة «آية الله الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر» (قدس الله سره)

«آية الله الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر» (قدس الله سره) هو عالم دين ومرجع عراقي يرجع نسبه الى الامام موسى الكاظم (ع) واقام صلاة الجمعة في مسجد الكوفة في النجف الأشرف رغم منعها. وأمر «صدام حسين» في 1999 باغتيال آية الله الشهيد السيد محمد صادق الصدر وكلف ابنه «قصي صدام حسين» وأربعة جنرالات في الأمن بتنفيذ المهمة وفي يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة الموافق التاسع من شباط 1999م.

ابنا: «آية الله الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر» (قدس الله سره) هو عالم دين ومرجع عراقي يرجع نسبه الى الامام موسى الكاظم واقام صلاة الجمعة في مسجد الكوفة في النجف الأشرف رغم منعها.

وأمر «صدام حسين» في 1999 باغتيال آية الله الشهيد السيد محمد صادق الصدر (ره) وكلف ابنه «قصي صدام حسين» وأربعة جنرالات في الأمن بتنفيذ المهمة وفي يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة الموافق التاسع من شباط 1999.

وبينما كان آية الله الصدر برفقة ولدية «مؤمل» و«مصطفى» في سيارته عائداً إلى منزله في "الحنانة" أحد مناطق النجف الأشرف تعرض لملاحقة من قبل سيارة تابعة للنظام فاصطدمت سيارته "الميتسوبيشي" بشجرة قريبة وترجل عناصر من الأمن من السيارة الأخرى وأطلقوا النار على آية الله الصدر ونجليه، وقتل ابنه مؤمل الصدر فورا اما السيد محمد محمد صادق الصدر فقد جاءته رصاصة من سلاح لواء حضر المكان وأصابته في الرأس واستشهد فورا اما ابنه مصطفى أصيب بجروح ونقل إلى المستشفى من قبل الاهالي واستشهد هناك اثر الجراح.

سيرته الذاتية

ولد آية الله الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر في (17 ربيع الأول عام 1362 هـ الموافق 23 / 3 / 1943م في مدينة النجف الاشرف).

أما نسبه فيرجع إلى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، نشأ سماحته في أسرة علمية معروفة بالتقوى والعلم والفضل، ضمّت مجموعة من فطاحل العلماء منهم جده لامه «آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين» (قدس سره) ومنهم والده «آية الله السيد محمد صادق الصدر» (قدس سره) الذي كان آية في التقوى والتواضع والزهد والورع، وإذا كان احد يوصف بأنه قليل النظير في ذلك فان الوصف ينطبق تماماً على المرحوم آية الله السيد محمد صادق الصدر (قدس سره).

والنجف الاشرف هذه المدينة المقدسة تعطي دون حدود لمن يطلب منها لبن التقوى والمعرفة لأنها تضم باب مدينة العلم علياً (عليه السلام) الذي لا ينضب ولا يجف غديره، ومن هنا كانت بيئة النجف سبباً آخر ترك آثاره على شخصيته فتجد مجموعة من الخصال والفضائل تتجسد فيه دون رياء أو تصنع.

ومن سماته وخصاله

خُلقه الرفيع المبرّأ من كل رياء أو تصنع ويكفيك أن تعايشه دقائق لتعرف ذلك فيه واضحاً جلياً يغنيك العيان عن البرهان.

تخرج آية الله السيد محمد محمد صادق الصدر من كلية الفقه في النجف الاشرف في دورتها الأولى عام 1964.

وكان من المتفوقين في دروسه الحوزوية كما تؤكد روايات زملائه من تلاميذ ابن عمه «آية الله الشهيد محمد باقر الصدر» الذي تزوج ثلاثة من أولاد الصدر الثاني وهم مصطفى ومقتدى ومؤمل من بناته.

وبغض النظر عن مراحل دراسته التي تخطاها بتفوق وجدارة يكفي أن نشير إلى أن سماحته يعتبر من ابرز طلاب السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) ومقرري أبحاثه الفقهية والأصولية.

ومن المعروف أن مدرسة آية الله السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) تعتبر أرقى مدرسة علمية في المعرفة الفقهية والأصولية عمقاً وشمولا ودقة وإبداعاً. ويعتبر سماحته علماً من أعلام تلك المدرسة المتفوقة والمتميزة.

وقد درس (قدس سره) جملة من العلوم والمعارف الدينية عند مجموعة من الأساتذة نذكر أهمهم على نحو الإجمال:

1 - الفلسفة الإلهية، درسها عند المرحوم «الحجة محمد رضا المظفر» صاحب كتاب أصول الفقه والمنطق.

2 - الأصول والفقه المقارن، على يد «آية الله السيد محمد تقي الحكيم».

3 - الكفاية درسها عن آية‌ الله السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه).

4 - المكاسب درسها عند أستاذين الأول آية الله السيد محمد باقر الصدر والثاني «آية الله الملا صدر البادكوبي».

5 - أبحاث الخارج وهي أعلى مستوى دراسي حوزوي حضر عند عدد من الأساتذة الفطاحل وهم:

«الإمام السيد روح الله الخميني»

 «آية الله السيد محسن الحكيم»

 «آية الله السيد محمد باقر الصدر»

  «آية الله السيد الخوئي»

رضي الله عنهم أجمعين، فنال على أيدي هؤلاء مرتبة الاجتهاد والفتوى التي أهلته للمرجعية العليا.

عطاء فكري ثري

تأثر الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر بأفكار أساتذته من العلماء والمراجع إذ أن مجرد معرفة عدد من أسماء هؤلاء الأساتذة ستساعد في توضيح الملامح الفكرية لشخصيته، فهو درس لدى الإمام الخميني (قدس سره) والشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر وآية الله السيد الخوئي، وآخرين، إلاّ انه إذا تجاوزنا المشترك الفقهي لهؤلاء الثلاثة، يمكن القول انه استلهم الفكر الثوري من تجربة ودروس الإمام الخميني (قده).

واستلهم همّ المشروع التغييري في العراق من تجربة ودروس ونظريات آية الله السيد محمد باقر الصدر الذي يعد أكبر مفكر إسلامي في العصر الحديث، ولذا يمكن القول، أن السيد محمد محمد صادق الصدر قد وظف بالإضافة إلى قدراته الفقهية التقليدية تجربتين في تجربته، التجربة الخمينية، والتجربة الصدرية الأولى، فهو توجه بكل جهوده إلى الجانب الإصلاحي العملي الذي يحقق حضوراً تغييرياً في وسط الأمة.

وأنجز أول تجربة عملية تغييرية يقودها فقيه في بلد مثل العراق بحركة إنتاج فقهي، عملي أيضاً، أي بمعنى فقه يواكب حركة الحياة، بتطوراتها، ومستجداتها، وتحدياتها، وآفاقها المستقبلية، إذ انه أراد أن يربط الفقه بالواقع وأن يبعث فيه روح التجديد، وبهذا الاستنتاج يمكن القول إن السيد محمد محمد صادق الصدر كان فقيهاً عملياً واقعياً معاصراً ثورياً...

..............

انتهی/212