وكالة أهل البيت (ع) للأنباء _ ابنا_ آية الله العظمى الشهيد «السيد محمد باقر الحكيم» (ره) من أشهر الشخصيات السياسية والنضالية والدينية في العراق المعاصر، كان من رواد حركة النهضة الإسلامية، ومن أبرز المنظرين للفكر السياسي الشيعي المعاصر.
وكان يعتبر من أبرز القادة السياسيين الإسلاميين، لاسيما بعد إستشهاد أستاذه «السيد محمد باقر الصدر» (ره) حيث كان بروزه على صعيد الإسلام الطبيعي بروزا طبيعيا، بسبب الفراغ الذي كان يعاني منه الإسلام السياسي الشيعي في العراق في تلك الفترة. كل ذلك كان مصحوبا بمميزات وخصائص فكرية وتربوية وتراكم خبرات سياسية أتت من خلال تأريخه الحركي وتصديه السياسي بالإضافة الى نبوغه العلمي المبكر، الأمر الذي دفع إلى ان يوليه مراجع وعلماء عصره إهتماما خاصا وأن يتمتع بثقتهم وإعتمادهم عليه.
لقد تميز الفكر السياسي الإسلامي عند شهيد المحراب (السيد محمد باقر الحكيم) بكونه فكرا شاملا، فهو كأصولي متمكن كان يستند الى التفكير العقلي كحجة في فهم الحقائق، والعقل مقدم عنده في فهم حقائق الكون والحياة والتأريخ مما شكل جسرا تواصليا ما بين الدين والسياسة، إذ مثل الإسلام المحور الأساسي والمصدر الأكثر حظورا في فكره السياسي، إلا أنه لم يكن المصدر الوحيد، فإعتماده على القرآن والسنة النبوية لم يمنعاه من من قراءة التجارب الإنسانية والنظريات السياسية غير الإسلامية، مما أعطى لفكره بعدا شاملا، حيث تميز بفكر سياسي يختلف عن الكثير من المفكرين الإسلاميين كونه قد جمع بين الدين والسياسة في شخصية واحدة، وإستطاع من خلالهما الخروج برؤية سياسية متكاملة قائمة على أسس إسلامية صحيحة، مع مراعاة ضرورات التغير والتطور في الفكر المدني والسياسي والإنساني للمجتمعات الإنسانية، فكان بحق يمثل الرؤية الواقعية للإسلام السياسي التي لم تستغرق في السلف، كما هي بعض الحركات السياسية الإسلامية المعاصرة، ولا هو من الذين مالوا الى التحديث على حساب الأصالة الإسلامية، كما توجه الى ذلك عدد من أتباع الإسلام الليبرالي.
فجسد بشكل واضح ولادة جديدة، وإعادة إنبعاث لمفهوم حاكمية الدين، بثوبها العصري المتلائم مع متطلبات الحياة السياسية، فكان من بين المفكرين القلائل الذين إستطاعوا أن يجسدوا افكارهم على أرض الواقع، فلم تكن آرائه حبيسة الكتب التي إهتم بتأليفها، بل سعى إلى أن تجد آرائه طريقا الى التطبيق ومؤثرة حتى على بعض التنظيمات السياسية على الساحة.
وهنا نلمس أهمية الفكر السياسي الذي طرحه شهيد المحراب، حيث فتحت أفكاره آفاقا أمام الدارسين والمفكرين لمعالجة الكثير من الإشكالات والتساؤلات التي يفرزها الواقع المعاصر، كما كان نتاجه الفكري والسياسي كرد على وجود تأريخية الفقه السياسي، أو أنهم كانوا يتجاهلون مجال الممارسة السياسية المنضبطة بالخلق الديني الإسلامي.
.................
انتهی/212