وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : موقع حرم السید عبدالعظیم(ع)
الجمعة

٢٤ فبراير ٢٠١٢

٨:٣٠:٠٠ م
298682

بمناسبة ذکری میلاده المبارک

نبذة عن السید عبدالعظیم الحسني(ع)

هذه المقال نبذة عن حیاة السید عبدالعظیم الحسني (ع) و فضائله وکراماته وما قیل فیه والروایات الشریفة التی نقلت عنه، وقد دفن هذا السید الشریف الذي ینتسب ألی الامام الحسن المجتبی في مدینة ري جنوب العاصمة الایرانیة طهران ویعد مقامه ملجأ لعاشقي أهل البیت(ع) ومن ینسب إلیهم.

 

السید عبدالعظیم الحسني علیه السّلام هو إبن عبدالله بن علي و من أحفاد الإمام الحسن المجتبی علیه السّلام و ینتسب إلیه علیه السّلام بأربعة أعقاب ، أبوه عبدالله و أمه فاطمة بنت عقبة بن قیس .

ولد السید عبدالعظیم الحسني علیه السّلام في سنة 173 الهجریة في مدینة الرسول صلّی الله علیه و آله و سلّم وعاصر في مدة عمره الشریف الذي طال 79 سنة أربعة أئمة و هم الإمام موسی الکاظم والإمام الرضا والإمام محمد التقي و الإمام علي النقي (علیهم السلام) و روی أحادیث کثیرة منهم. وإشتهر بالحسني لأنه کان من أحفاد الإمام الحسن المجتبی علیه السّلام.

کان السیدعبدالعظیم الحسني علیه السّلام من علماء الشیعة و رواة أحادیث الأئمة المعصومین (علیهم السلام) ومن الشخصیات المشهورة و الموثوقة بها عند أهل بیت النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم و أصحابهم وهوخبیر بمعارف القرآن .

نجد شخصیة السید عبدالعظیم الحسني علیه السّلام العلمیة والموثوقة بها من بین المدائح التي وصفه بها الأئمة (علیهم السلام) ، وکان یرشد إلیه الإمام الهادي علیه السّلام السائلین ویعتبره علیه السّلام من أصدقائه الأوفیاء ویعرَفه للجمیع و نشاهد فی مؤلفات علماء الشیعة مدائح وتوصیفات کثیرة حوله أیضا وهم وصفوه بالعابد والزاهد والثقة وحسن السریرة والمحدث الکبیر و جاء فی الروایات المختلفة أن ثواب زیارة مضجعه علیه السّلام یساوي ثواب زیارة مرقد الإمام الحسین علیه السّلام .

یجب أن نبحث عن دوافع هجرة السید عبدالعظیم علیه السّلام من المدینة إلی الري والبقاء هناک في الظروف السیاسیة والإجتماعیة التي کانت تسیطر علی ذلک العصر و کان یضیق الخلفاء العباسیون علی أهل بیت النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم و أصحابهم . والمتوکل کان وحدا من أسوأ الخلفاء العباسیین الذي یعدوأهل البیت علیه السّلام بصورة شدیدة و في عصره هدموا مرقد الإمام الحسین علیه السّلام عدة مرات و منعوا الناس عن زیارة مضجعه علیه السّلام .

کان یعیش العلویون في عصرالمتوکل في أسوأ حال والسید عبدالعظیم علیه السّلام ما کان بعیدا عن حقد و عداوة الخلفاء و بادروا علی قتله عدة مرات وبسبب التقاریر المزورة للوشاة إشتد الخلفاء علی العلویین والسید عبدالعظیم علیه السّلام کذلک و في هذه الظروف السیئة والصعبة دخل علیه السّلام علی الإمام الهادي علیه السّلام و عرض معتقداته الدینیة علیه و أیَده الإمام علیه السّلام و قال :أنت ولینا حقا .

سمع المتوکل نبأ زیارة السید عبدالعظیم علیه السّلام مع الإمام الهادي علیه السّلام و أمر بمطاردته وإلقاء القبض علیه علیه السّلام وعلی هذا الأساس کان یخفي نفسه عن رجال المتوکل و یتجوَل في المدن المختلفة بصورة سریة و یدخل مدینة بعد مدینة حتی وصل إلی الري و إنتخب هذه المدینة للعیش و دلیل هذا الإختیار یرجع إلی الظروف الدینیة والإجتماعیة التي کانت تجري في مدینة الري آنذاک وعندما دخل الإسلام إلی مدن إیران المختلفة و أسلم أهلها صارت الري واحدة من مراکزالمسلمین الهامة وإحتلت مکانة خاصة بین المدن لأن الري کانت أرضا خصبة و قتل عمربن سعد الإمام الحسین علیه السّلام للوصول إلی الري . کان یعیش في الري أهل السنة و الشیعة و یختص القطاع الجنوبي و جنوب غرب الري إلی الشیعة .

دخل السید عبد العظیم الحسني علیه السّلام إلی الري کمسافر مجهول و ذهب إلی بیت أحد من أصحاب أهل البیت علیه السّلام في حي رعاة الإبل في سکة الموالي و قضت الأیام هکذا مدة و کان یعیش علیه السّلام في سرداب ذلک البیت و یخرج منه قلیلا و یصوم النهار و یقضي لیله بالصلاة والدعاء ، و یعرفه قلیل من الشیعة و یعلمون أنّه في الري و یزورونه بصورة سریة و یسعون أنّ خبر حضوره في الري ما أفشي حتی لا یهدده خطر .

بعد مدة عرفه الکثیر من الناس و صار بیته محط أصحاب أهل البیت علیه السّلام وهم یذهبون إلیه و یستفیدون من علومه و أحادیثه و یجتمعون حوله .

کان السید عبد العظیم علیه السّلام محبوبا بین شیعة الري و یتولی منصب الإجابة علی أسئلتهم الدینیة و هذا دلیل علی عظمته و یثبتنا أنه وکلّ علی الري من جانب الإمام الهادي علیه السّلام و الناس یعلمون أن السید عبدالعظیم نائب الإمام علیه السّلام في شوؤنهم الدینیة .

الأیام الأخیرة من حیاته علیه السّلام قارنها المرض وأوضع الداء جسمه الطاهر علی الفراش و أتباع أهل البیت علیه السّلام سیفقدونه بعد مدة و کان یتألم السید عبد العظیم علیه السّلام من مصائب الناس المتتابعة و کیفیة عیش الشیعة المریر في عهد العباسیین أیضا ؛ في هذه الأیام خططت رؤیا صادقة حوادث المستقبل : رأی أحد الشیعیین المخلصین النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم في المنام لیلة و قال له رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : سیموت أحد من أبنائي في حي سکة الموالي غداً و یأخذه الشیعة إلی حدیقة عبدالجبار و یدفنونه قرب شجرة التفاح .

ذهب ذلک الرجل في صباح تلک اللیلة لیشتري الحدیقة من صاحبها حتی یفتخر بدفن أحد من أبناء النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم وعبد الجبارالذي رأی مناماً کهذا إستدرک أنّ سراً یختفي وراء هذا الحلم وقَّف شجرة التفاح و الحدیقة لیدفن فیها العظماء والشیعة حتی یحصل علی نصیب من ثوابه .

مات السید عبدالعظیم علیه السّلام في ذلک الیوم و إنتشر نبأ وفاته و إطلع الناس علیها و إجتمعوا حول بیته باکین و غسّلوا جسده الطاهر و قال بعض المؤرخین أنّ الناس وجدوا عند تغسیله علیه السّلام قرطاسا في جیب ثوبه الذي کان قد کتب السید عبد العظیم علیه السّلام إسمه و نسبه فیه و صلّوا علی جسمه و ذهبوا به إلی حدیقة عبدالجبار و دفنوه قرب شجرة التفاح التي أشار إلیها رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم لیودَعوا بضعة من عترة النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم في هذه الأرض حتی یضيء و یستفید من نوره محبّو أهل البیت علیه السّلام .

 

فضائل السید عبدالعظیم علیه السّلام من لسان الأئمة علیه السّلام :

روی إبن قولویه في کامل الزیارات ( باب 107 ، صفحة 324 ) من علي بن حسین بن موسی بن بابویه من محمد بن یحیی الأشعري المعروف بالعطّار القمي أنّه دخل أحد من سکان الري علی الإمام الهادي علیه السّلام و سأل الإمام علیه السّلام عنه : أین کنت و قال : کنت ذهبت إلی زیارة الإمام الحسین علیه االسّلام و قال الإمام علیه السّلام : إعلم أنّ ثواب زیارة السید عبدالعظیم علیه السّلام الذي دفن في الري یساوي ثواب زیارة الإمام الحسین علیه السّلام في کربلاء .

 

کلام العلماء حول السید عبد العظیم علیه السّلام :

ذکر النجاشي في کتابه ( الرجال ) نسب السید عبد العظیم علیه السّلام و قال أنه علیه السّلام صاحب کتاب خطب الإمام علي علیه السّلام . یؤکد المرحوم میرزا حسین النوري المحدّث في کتاب مستدرک الوسائل صفحة 614 بعد ذکر إسمه و اشتهاره علیه السّلام علی أمانة ، صدق ، زهد و عبادة السید عبدالعظیم علیه السّلام و یقول عن الإمام الهادي علیه السّلام أنّ زیارته علیه السّلام توجب الجنة .

نقل المرحوم الکجوري في کتاب الروح و الریحان عن السید مرتضی علم الهدی حدیث عرض معتقداته علیه السّلام . یذکر المرحوم المجلسی في هدیة الزائرین صفحة 546 في المراقد المشهورة أنَ مضجع السید عبدالعظیم علیه السّلام النیّر یقع أمام شجرة الري ، یقول شیخ الطائفة في کتابه (الرجال) أنّ السید عبدالعظیم علیه السّلام من أصحاب الإمام الهادي علیه السّلام و في الأخیر یذکره برضي الله عنه و هذا اللقب ذات أهمیة بالغة عند المحدثین . ذکر العلامة الحلّي في کتاب خلاصة الأقوال أنّه علیه السّلام من الأصحاب الموثوقة بهم . قال المرحوم الشیخ الصدوق في کتاب ثواب الأعمال صفحة 92 من المحاسن البرقیة حدیثاً عنه علیه السّلام و ذکره علیه السّلام صاحب کتاب المحاسن بالرضي .

نقل المرحوم الشیخ الصدوق في (من لا یحضره الفقیه ) في کتاب الصوم و باب یوم الشک حدیثاً عن السید عبد العظیم علیه السّلام و أضاف الشیخ أنّ هذا الحدیث ما رآه إلا في أقواله علیه السّلام و هو الرضي أیضا و هذا الکلام یثبت أنه علیه السّلام یعتمد علیه في الأحادیث .

ذکر محمد بن علی الأردبیلي في جامع الرواة کلام الشیخ الطوسي والنجاشي .