ابنا : «السید الطاهر الهاشمي» الأمين العام لاتحاد قوى آل البيت(ع) ونقيب الأشراف بالبحيرة والأمين العام للطريقة الهاشمية الشاذلية وعضو العشيرة المحمدية، كشف فى حواره لـ"اليوم السابع" عن أساليب التعذيب التى مارسها جهاز أمن الدولة المنحل ضد الشيعة بمصر، مؤكدًا أنه لا يوجد أى خلاف عقائدى بين الشيعة والسنة أبداً، فهم متفقون فى توحيد الله وتنزيهه سبحانه وتعالى، وأن النبى هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل البيت هم أهل البيت، والصحابة هم الصحابة، والكعبة هى الكعبة، ومقام الرسول هو مقام الرسول، وبيت المقدس هو بيت المقدس، ولكن الخلاف بينهما، كما قال فضيلة المفتى، يتضمن 5 فى المائة فقط من الفروع، مثل الوضوء، وبعض الألفاظ فى الصلاة، وبعض الكلمات فى الأذان، وهذا لا يؤدى إلى الفرقة أبداً، فالجميع متفق على قداسة الكتاب واحترام وتقدير الرموز.
كما كشف الطاهر الهاشمى فى حديثه عن أساليب التعذيب التى تعرض لها شيعة مصر على يد أمن الدولة.
فیما یلي نص هذا الحوار:
ــ ما هي أهم نقاط الخلاف التى سببت فرقة بين السنة والشيعة؟
- بداية نقول إنه لا توجد اختلافات جوهرية بين المذهبين، على عكس المشاع تماماً، فالكل موحد لله ومنزه له تعالى، وأيضاً الكتاب واحد وهو القرآن الكريم، ونبينا واحد وهو النبى الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والصلاة واحدة، والصوم واحد، والزكاة والحج أيضاً، وهذا هو أساس الإسلام، ومن هذا نتخلص من شائعات المغرضين فى تكفير السنة للشيعة والعكس، وهناك أيضاً بعض الأمور الغريبة التى يتحدث فيها البعض، ومنها قضية تحريف القرآن، فسبحان الله، القرآن الكريم واحد وغير محرف، وهو الكتاب الوحيد المعصوم من الخطأ والتحريف، قال تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وهى قضية منتهية، والذى يتحدث فيها لا يريد إلا الفتنة فقط، كما أن الكل متفق على أن النبى معصوم من الخطأ، فهو لا ينطق عن الهوى كما قال الله عز وجل "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى"، وما حدث فى بعض القضايا، كقضية أهل الكهف وغيرها، ما هو إلا لتعليم الأمة من الوقوع فى مثل هذه الأشياء، وهى أمور لا تخرج عن نطاق التشريع، أما الذين يقولون بعدم عصمة النبى فهم لا يريدون إلا الفتنة وزيادة الفرقة التى أحدثوها، وهناك أيضًا قضية سب الصحابة والسيدة عائشة رضى الله عنها، وهى قضية أخلاقية بالأساس، فالنبى يقول "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، لا أقول إن من الشيعة من لا يلعن الصحابة، ولكن هم أفراد قلائل جداً لا يمثلون المذهب أبداً، كما أنه يوجد من السنة أيضاً من يقول بتجسيم الله وتشبيهه بخلقه، وهم أيضاً قلائل جداً لا يمثلون مذهب أهل السنة والجماعة، وهؤلاء القلائل لا هم لهم إلا إحداث الفتنة بين المسلمين، هذه فقط نقاط الخلاف المشاعة، وأكرر أنها مشاعة وغير جوهرية فى المذاهب، ومحدثوها هم مريدو الفتنة وحسبنا الله ونعم الوكيل فى من أراد الفتنة بين صفوف المسلمين.
ــ تقولون إن محدثى الفتنة قلائل.. فكيف أحدثوها بهذا الشكل الغريب؟
- أنا أقول إنهم قلائل بين المسلمين، ولكن السؤال بشكل صحيح هو من وراء هؤلاء، وكيف مكنوهم من عقول بعض العوام؟ وهنا نقول إن وراءهم الكثير من الدول والمنظمات الصهيونية والغربية الذين يريدون إحداث شرخ كبير فى صفوف المسلمين حتى لا تقوم لنا قائمة، فيبذلون كل ما استطاعوا من أموال حتى ينفذوا هذا المخطط، مع العلم أنهم لا يهمهم الوقت أبداً، بل مرادهم أن يصلوا إلى أهدافهم، وهذه المنظمات تقوم باستدراج بعض الأشخاص، وتجعل لهم مكانة فى مجتمعاتهم برعاية الملوك والرؤساء العملاء، ويتشعب هؤلاء الأشخاص بين المجتمع المسلم عن طريق القنوات الفضائية، والتصريحات هنا وهناك، عن تكفير المسلمين وإبراز نقاط الخلاف البسيطة جداً بينهم، وجعلها من أهم النقاط فى العقيدة لعدم وجود توعية دينية سليمة فى المجتمع الإسلامى عامة، والمصرى خاصة، بعدما هُمِّش دور الأزهر الشريف من قبل النظام البائد، فالأزهر كان منارة الإسلام على مر العصور، وشيوخه كانوا أئمة المسلمين وقائدى الثورات ضد الأنظمة المستبدة، وبعد تهميش دوره ظهرت الفئات المندسة بقنواتهم وتمويلهم بهذا الشكل، وكما نرى فى السودان فقد اشتغل الصهاينة بإحداث الشرخ بين أهل البلد الواحد فى العقود الماضية حتى حققوا ما أرادوا، وقسموه إلى دولتين، كما قسموا الدول العربية قبل ذلك، ورسَّموا الحدود الاستعمارية.
ــ هل يمكن أن يكون للشيعة وجود رسمى مع إقامة شعائرهم فى مصر؟
- ولم لا؟ فهم فصيل من الوطن، مثلهم مثل غيرهم، ولهم الحق فى التصويت والترشح كمواطنين عاديين، وإن كان من الخطأ أن نقول كـ"مواطنين"، فهم بالفعل مواطنون عاديون، ومن حقهم إنشاء الجمعيات والمنظمات أيضاً، ولا شىء فى الشرع ولا القانون يحرم ذلك، وأولاً وأخيرًا هى حرية وديمقراطية، وهى أشياء حرم منها الكثير من أبناء الوطن أثناء النظام المستبد الفاسد.
ــ ما هى المعوقات التى لا تسمح لهم بإقامة شعائرهم؟
- ليست هناك أى معوقات إلا من أتباع الفكر التكفيرى الدموى فقط، الذين يكفرون كل من أقام شعائر آل البيت، من تذاكر للسيرة فى جلسات ذكر، وأصحاب هذا الفكر الضال لم يتوقفوا هنا فقط بل يقولون إن تكفيرهم على أساس كتاب وسنة، وهذا شىء غريب، فلم نر رسول الله كفر أحدًا ممن يقولون أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولكن هؤلاء يروننا نقول هكذا ثم يقولون إنما هم مشركون بالله لتمسحهم بالقبور وزيارة أولياء الله الصالحين من آل البيت عليهم السلام، ألم يقرأوا قول الله تعالى "قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة فى القربى"، أليس هؤلاء الصالحون من آل البيت هم قربى رسول الله؟! فلم التكفير إذاً وهم لا يشغلون أنفسهم بعدونا الحقيقى من قوى الاستكبار العالمى الغربى والصهيونى، بل يقولون على أبناء دينهم إنهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى، وهل النصارى خطر على الإسلام؟ ألم يقل الله عز وجل "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون" أليس هذا كلام الله وهم يقولون بأنهم قائمون على تنفيذه؟ لا أعلم ما هو مخططهم لتدمير أمة الإسلام وزيادة فرقتها! وكما نرى فرقهم من أمثال الذين يقتلون أبناء المسلمين فى أفغانستان والعراق، وغيرها من الدول الإسلامية، ولا نرى لهم تفجيرات فى إسرائيل أو فى أمريكا، إنه دليل على أنهم يهدفون إلى تدمير الإسلام والمسلمين والله تعالى لهم بالمرصاد.
ــ ما الفرق بين شيعة العراق وشيعة إيران وشيعة اليمن؟
- لا يوجد أى فرق بين غالبية الشيعة الموجودين فى جميع دول العالم، فهم يستمدون فقههم من الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، وهو الإمام السادس من أئمة الإثنى عشرية والذى تعلم على يديه الكثير من علماء أهل السنة، مثل الإمام أبى حنيفة النعمان بن ثابت الذى قال عن الإمام جعفر "لم أر أعلم من جعفر بن محمد"، وهو فقط تعلم على يديه لمدة سنتين فقال "لولا السنتان لهلك النعمان"، والإمام جعفر هو أول من وضع أسس الفقه الإسلامى، حيث استنبطها من الأحكام القرآنية والروايات الصحيحة المروية عن الثقات من آبائه، فكما نعلم أن الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، عليهم السلام، وغيرهم أيضاً من الصحابة التابعين الثقات، وهناك أيضاً الشيعة الزيدية باليمن، وإمام مذهبهم هو الإمام زيد بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين، عليهم السلام، وهم قلة، والغالب من مذاهب الشيعة هو المذهب الجعفرى الإثنى عشرى، وإن وجدت الخلافات فهى خلافات لا تتعدى السياسة، وأيضًا يتسبب فيها بعض المندسين من الدول التى لها مصلحة فى ذلك.
ــ إيران كدولة لا تسمح بانتشار أهل السنة، ومصر لا تسمح بانتشار التشيع ما رأيكم فى هذا؟