ابنا : حوار الحكومة الوطني - منتداها للتفاوض مع جماعات المعارضة - في حالة يرثى لها منذ يوم أمس بعد أن أعلنت الوفاق، وهي أكبر حزب في البرلمان، أنها تعتزم الانسحاب منه. وفي الوقت نفسه، وصف اثنان من أبرز الشخصيات التي اعتقلت في الحملة القمعية لصحيفة الديلي تلغراف الضرب الروتيني الذي تعرضا له أثناء وجودهما في الأسر.
الأولى، آيات القرمزي ، وهي طالبة عمرها 20 عاما حكمت بالسجن لمدة عام لإلقائها قصيدة تنتقد الملك، وقالت آيات إنها تلقت اتصالاً هاتفياً يوم السبت من قبل الشرطة لتحذرها من تكرار ادعاءاتها.
الثاني، طبيب جراح بارز في مستشفى السلمانية الرئيسي (طلب عدم الكشف عن هويته)، وقد قال "إن سلوك السلطات نفّر منها أمثاله من أفراد الطبقة المتوسطة غير المسيّسة في المجتمع"، هذا الطبيب كان واحدا من 48 طبيباً قُدموا للمحاكمة في أعقاب الاحتجاجات، منهم 20 ما زالوا رهن الاعتقال.
وقال إنه أصيب بطلقة في الرأس وتعرض للركل والضرب بخرطوم مطاطي حتى اضطر الى الاعتراف بتسببه في الجروح التي يتعرض لها المتظاهرون أو جعلها أسوأ، حين كان يعالجهم من إصاباتهم. يقول الطبيب "تعودت أن لا أكون مهتماً في السياسة" ويضيف "بقيت دائما بعيدا عن ذلك، بسبب نصيحة من والدي، ولكني الآن كنت في مركز الحدث ما لم أستطع أبدا أن أتصوره ممكناً.
أعتقد أن الجميع يجب أن يعرف عن قصتنا. ولذلك أنا الآن ممتلئ بالسياسة" ويضيف "كنا مجموعة من الناس في أعلى الطبقة المتوسطة - أطباء ومحامين-، لقد خلقت الحكومة لنفسها نوعا جديدا من المعارضة".
وكان معظم المتظاهرين المشاركين في الاحتجاجات التي جرت في فبراير/شباط ومارس/آذار من الأغلبية المسلمة الشيعية في هذه المملكة. أما العائلة المالكة، التي تحتل جميع المناصب العليا في الحكومة، فهي من السنة.
وادعت الحكومة أن حركة المعارضة أثيرت من قبل إيران الشيعية، وأنها فاقمت الكراهية الطائفية. وتقول كذلك أن الحوار الوطني، الذي ينطوي على الحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية يمثل الطريقة الوحيدة التي يمكن للبلاد أن تجتمع فيها وتحل مشاكلها. لكن جمعية الوفاق ادعت أن عضويات الحوار رسمت بطريقة محسوبة لتهميش الجماعات الشيعية. فقد حصلت المعارضة بمجملها على 35 من أصل 300 مقعداً، على الرغم من أن الوفاق لوحدها فازت ب18 من أصل 40 مقعدا في البرلمان في انتخابات العام الماضي.
انتهی/137