"الإفراج عن المعتقلين لايعني التوقف، إنما أعيد بعض الحق لبعض الخلق، والحرية كرامة من الله وليست مكرمة من أحد "
سماحة العلامة المجاهد الشيخ المحفوظ تتقدم جمعية العمل الاسلامي باخلص التهاني والتبريكات للمفرج عنهم ولأهاليهم وذويهم وتدعو الله عز وجل بالفرج القريب العاجل لباقي المعتقلين المظلومين والشفاء لجرحى ثورة شعب البحرين المباركة والرحمة الواسعة لشهدائنا الأبرار. إن الإفراج عن المعتقلين – لا شك - أسعد قلوبنا وقلوب أهاليهم ولكن ما يسعد قلوب الجميع هو النصر الذي قدم أبناء البحرين دماءهم رخيصة من أجله، فلم تعطى تلك التضحيات الجسام لكي يزج بالالاف في السجون ثم ليفرج عنهم بعد حين في تسويات لا تلامس أبسط الحقوق التي ضحوا من أجلها. إن إحترام حرية التعبير السلمي عن الرأي حق تكفله كافة الشرائع السماوية والمواثيق والعهود الدولية وليس منة من أحد، وممارسة التعذيب والقمع والإنتهاكات الفضيعة لحقوق الناس جريمة يجب أن لا يسكت عليها القانون أبداً، ويجب أن لا يتستر عليها أحد، وإذا لم تقم السلطة بواجبها في هذا الشأن فعلى فئات النجتمع أن لا تسكت عنها، حتى يعود الحق إلى أهله, لأن هؤلاء الأبطال إنما دخلوا السجون وتحملوا شتى أصناف التعذيب لكي يسترجعوا حقوقهم المسلوبة لا لكي يفرج عنهم ويعودوا الى حيث بدأوا. وإن الإفراج عن بعض المعتقلين – وإن جاء نتيجة الضغوط الشعبية اليومية المطالبة بالحقوق المشروعة لشعب البحرين وبعض الضغوط الدولية - يعتبر خطوة على طريق تحقيق النصر يجب أن تتبعها خطوات، وهي رسالة واضحة للسائرين على طريق ذات الشوكة ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ نؤكد أن الإفراج حق للمعتقلين جميعا الذين كانوا يطالبون بحقهم في اختيار النظام الديمقراطي العادل الذي يحكمهم والأشخاص المؤتمنين الذين يمثلونهم وبأساليب سلمية شهد لها العالم أجمع، ونأمل أن يفرج عن باقي المعتقلين جميعا دون تأخير. كما نرجو من جميع المفرج عنهم توثيق الإنتهاكات الفضيعة التي مورست بحقهم، والتقدم بشكاوى للحصول على حقوقهم كاملة حتى يتم محاسبة المجرمين الذين انتهكوا الحقوق وداسوا الكرامات والمقدسات والإقتصاص منهم لكي لا تتكرر هذه المشاهد لغيرهم.
جمعية العمل الاسلاميالإثنين 11 يوليو 2011مالموافق 9 شعبان المعظم 1432هـ
........................
انتهی/158