وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : فجر البحرین
الخميس

٢٣ يونيو ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
249162

أخبار جمعة الوفاء للرموز (1) ؛

آية الله قاسم في صلاة الجمعة بالمنامة: هذا الحوار فاشل

أعرب رجل الدین الکبیر البحریني «الشیخ عیسی قاسم» عن استیائه حیال أحکام السجن المختلفة بحق المواطنین البحرینیین و قال: "مع هذه الأحکام، الدعوة إلی الحوار لا تؤدي إلی نتائج إیجابية، فهذا الحوار يعلن عن نفسه بأنه فاشل".

وفقاً لما أفادته وکالة أهل‏البیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ استنکر « سماحة آية الله الشیخ عیسی أحمد قاسم» أحكام السجن والمؤبد بحق المواطنین البحارنة وطلب بالتخلي عنها وابطالها قضائياً لخسة المقدمات؛ کما رفض مرة أخری الحوار مع النظام الخلیفي في الظروف الحالیة.

وفیما یلي نص خطبته الثانیة في جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الیوم 21 رجب 1432هـ 24 يونيو 2011م :

أحكام المؤبد ودعوة الحوار:

كلنا آلم وتأثر وشعور كآيب بالحكم بالسجن لمدة خمس سنوات ولمدة خمسة عشر سنة وبالسجن المؤبد لنخبة من أبناء الوطن، فيهم العلماء الأجلاء والرموز السياسية المرموقة. ولا نمر بمناقشة هذه الأحكام ومقدماتها المعروفة، ولكننا نعلم بأن صدمتها كبيرة قاسية على جماهير عريضة واسعة من أبناء الشعب، وقد تلقتها رسالة مؤذية لضميرها مستفزة لمشاعرها، وقرآتها على أنها ضربة موجعة موجهة لها في الصميم.

وهذا ما نطق به رد الفعل العفوي السريع للحادث، ولا يمكن لأحد مهما كانت له من قدرة فائقة على الإقناع أن يجعل الجماهير تقرأ الرسالة غير هذه القراءة.

أحكام نستنكرها، ونرى فيها إساءة للحرية والوطن والجماهير، ونطلب بالتخلي عنها وابطالها قضائياً لخسة المقدمات.

هذا واقع من واقع البلد، وإلى جنبه دعوة للحوار.

وإذا كان هناك من يبحث عن حلٍ لأزمة البلد أو عن طريق مؤدٍ للحل، فليس احوج ولا احرص من هذا الشارع المكتوي بالأزمة، والناس الذين يخسرون أولاداً واخواناً لهم ذهبوا ضحايا حق ودين ووطن، ومن تمتلئ بهم السجون، ومن تسد عليهم أبواب المعيشة ويحرمون لقمة العيش الشريفة، ومن يفتقدون الأمن في ليلٍ أو نهار ليس احوج من اولئك من أحدٍ لقضية الحل ولقضية الطريق الصادق للحل.

وقد بح الصوت من هذا الشارع ورموزه وهم ينادون بالحوار ويدعون إليه، على أن يكون حواراً جاداً ومؤدياً إلى الحل، ملبياً لما تقضي به الضرورة من المطالب ويحتاجه الإصلاح.

والحوار طريق وليس هدفا، وقيمته من قدرته على تحقيق الهدف، والهدف دائماً الإصلاح، والإصلاح الصادق القادر على الإقناع ونيل الرضى والثبات، على أن مباشرة الإصلاح عملاً من القادرين عليه هو الطريقة الأمثل، والتي لا يمكن لأحد أن يشكك في جديتها، وليس فيها تطويل ولا مجادلات وتوترات.

وليس هناك رد لدعوة الحوار في اصلها، ولا استخفافاً بها ولا استعلاء عليها، ولا إدارة ظهر لها من أناسٍ يبحثون عن الحل ويحرصون عليه، ولكن هناك أجواء ومقدمات وملابسات وإجراءات عملية وتصميم خاص لقضية الحوار، واعلام محارب للشارع، وإلهاب ظهرٍ متواصلٍ للمعني الأول فيما يجب لدعوة الحوار، وتهميش واضح لهذا الطرف، وكل ذلك تيئيس له من قيمة الحوار، وطرد له من ساحة الحوار، فماذا يفعل اليائس المطرود بعد ذلك؟[1]

توجد دعوة للحوار وواقع على الأرض، والعلاقة بينهما علاقة مشرق ومغرب لا يلتقيان.

هناك دعوة للحوار، ولكن هناك سد لبابها عملا وطرد لمدعوين للحوار!!.

دعوة للحوار والأحكام المشددة على أبناء الشعب ونخبه ورموزه تتوالى[2]!!

دعوة للحوار يهمش فيه أول طرف معني به، حتى كأنه لاحقة من اللواحق الصغيرة، وزعنفة من الزعانف، ونقطة في الهامش[3].

دعوة للحوار مع استمرار عمليات القتل، والسجن، والتحقيق، والفصل من الأعمال، والسب والشتم، والإتهام، والتحقير العلني، والإعلام المعادي!!

دعوة لحوارٍ لا يبشر شيء من مقدماته وأجواءه بنتائج إجابية ملموسة!!

دعوة لحوارٍ تصاحبها خطوات محبطة للجماهير وهي المعني الرئيس في الحوار!!

حوار يضع المسئولون بالدرجة الأولى عن انجاحه العصا في عجلته قبل أن يتحرك!!

حوار يقال عنه غير مشروط، ولكن هناك شرط فيه على الطرف الرئيسي في الخلاف، ذلك أن يتلقى استمرار الضربات الموجعة، وكل الإهانة والتحقير والتهميش، وسيل الإتهامات الظالمة، وألوان التعديات برحابة صدر، ويدخل الحوار بوجه بش وابتسامة عريضة وقهقهة عالية وصدر منشرح حتى لا تتعكر أجواء الحوار!!

أدخل الحوار مظلوماً، مقهوراً، مشتوماً، مسبوباً وأنت تضحك[4].

واضح أن لكل أمر مقدماته ولكل نتيجة أسبابها، ولا يطلب الأمر من مقدمة نافية له ولا النتيجة من سبب يقود إلى عسكها. مقدمات الحوار في بلدان آخرى تمهيدات إجابية، وقدر من التداركات والتصحيح والإصلاح، أما المقدمات عندنا فمختلفة.

أرآيت من أراد أن يخفف من غليان مرجل على النار يزيد في قوة الإشتعال تحته؟ ومن أراد أن يهدأ الخواطر يثيرها؟ ومن أراد سيادة أجواء السلم يصر على لغة الحرب؟ من الصعب التوفيق بين ما يجري على الأرض وبين دعوة الحوار.

وبعيد عن الكلام عن الحوار، اؤكد على أن لنا (نعم) و (لا).

نعم لإصلاح جدي يحفظه دستور عادل يوافق عليه الشعب، وينهي حالة التهميش له، ويعترف له بكونه مصدر السلطات في تعبير واضح عن ذلك بمواد وبنود محددة تمثل ترجمة صادقة لهذا الوصف.

نعم لإيقاف كل الإنتهاكات والتعديات على حقوق الإنسان المتفق عليها عالمياً وبصورة فورية.

نعم للإنهاء السريع لكل آثار الحل الأمني وانصاف المتضررين.

و(لا) ...

لا لتهديد الأمن من أي طرف.

لا لتهديد الوحدة الوطنية.

لا للإعلام المستهتر الفاحش البذيء الفتنة.

لا ولو لشمة الطائفية.

هذه نعم و لا، بلا تحدٍ ولا مغالاةٍ ولا تزيد.

ثم كلمة .. كيف يريد التخلف عن الحوار بقصد افشاله[5] من لا يستقيم تخلفه عن الحوار الجاد الصادق وحاجته في الإصلاح وأي مقدمة من مقدماته؟

نحن