بسم الله الرحمن الرحيم
البحرين… وطن الجميع
أيها الأحبة أيها الشرفاء أيها الصابرون الصامدون المحتسبون أيها المطالبون بالحقوق أيها المتحضرون (( أيها الشعب العظيم المسالم ))… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
{ رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي }
أؤكد على التقيد التام بإرشادات اللجنة المنظمة لإنجاح الفعالية وإيصال رسالة تجمعنا إلى الداخل والخارج بالصورة اللائقة بشعب البحرين المتحضر.
وقفة شكر :
تحية إجلال وإكبار إلى كل أم عاشت القلق والخوف على أبنائها وبناتها ولم يمنعها ذلك من حثهم على المطالبة بحقوقهم المشروعة بل شاركت زوجها في أساليب المطالبة السلمية المتحضرة ، وأخص بالذكر أم الشهيد وزوجته وأخته.
تحية إكبار الى كل أب عض على الجراح واحتسب الأذى عند الله وقدم أبناءه في طريق الحرية والكرامة .
تحية معطرة بالحب لكل شاب وشابة حضروا إلى دوار اللؤلؤة وهم يحلمون بدولة متطورة تسود فيها العدالة والمساواة وتتقدم على طريق الديمقراطية حيث الفصل الحقيقي بين السلطات واستقلال واضح للقضاء وإرادة شعبية في اختيار الحكومة وعبروا عن مطالبهم المشروعة بطريقة سلمية متحضرة أبهروا العالم بها فكانت الحركة المطلبية البحرينية أكثر التحركات في الربيع العربي سلمية بحسب رأي الكثير من المراقبين .
سلمية… سلمية
تحية تُؤدى والهامات منحية إلى الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم في سبيل رفعة وطنهم وفي سبيل كرامة أبناء شعبهم من السنة والشيعة وفي سبيل مستقبل آمن لأطفال البحرين جميعا.
تحية متلئلئة بقطرات العرق لعامل وموظف في القطاع الخاص والعام وفي ألبا وبابكو وأسري وبتلكو وفي وزارة الصحة والتعليم وغيرها من مواقع العمل تحية الى السواعد التي ساهمت في بناء البحرين وكافئها البطش بالفصل والتوقيف ..
وأرحب بالإعلان عن النية لعودة 571 من الشرفاء المفصولين ، ونتطلع إلى تطبيق هذا الإعلان، وأننا نتطلع ونعمل الى اليوم التي تعود جميع هذه السواعد الى مواقع الانتاج والبناء والتنمية خدمة للبحرين وشعبها وفي نفس مناصبها ووظائفها قبل أن تجتاحنا مكارثية الألفية الثالثة .
وأقبل كل يد مدت بالمساعدة للمتضررين من جراء القمع فقد شكلت هذه الأيدي البيضاء لوحة راقية وجميلة من التكافل الاجتماعي وأدعوكم إلى الاستمرار في هذا التكافل حتى تنجلي هذه المرحلة بالكامل .
تحية إلى من هم خلف القضبان من نساء عفيفات شريفات كريمات ومن رموز سياسية مناضلة ونشطاء حقوق الانسان ومفاخر الاطباء والاستشاريين ومفاخر الرياضة البحرينية والأحرار من الكتاب والصحفيين والشعراء وأساتذه الجامعات ، والمربين من المعلمين والمعلمات.
تحية الى كل فرد ناله التعسف لأنه طالب بحقه بطريقة سلمية متحضرة من رجال أعمال ، وسائقين سيارات الأجرة وسيارات الشحن الثقيل ، وغيرهم الكثير ..
وإنا لنتطلع الى يوم مصالحة وطنية شاملة وعميقة يتم من خلالها تبييض السجون وإنصاف المتضررين من السنة والشيعة وإنصاف كل المواطنين والمقيمين وتطييب خواطرهم وجبر ضررهم .
ثلاثة أشهر ..
ثلالثة أشهر سوداء كالحة على جبين الوطن صنعت جروحا غائرة في جسد الوطن وكان من آثاراها تردي سمعة البحرين الحقوقية والإعلامية والسياسية الى درجة غير مسبوقة فقد أجمعت المنظمات الحقوقية الدولية وجميع وسائل الاعلام العالمية المحترمة وجميع سياسيي الدول الحرة على إدانة حملة القمع في البحرين .. وانتهت الى رأي عالمي موحد بحاجة البحرين الى حوار سياسي جاد ، وحقيقي ، يستجيب الى تطلعات شعب البحرين في الديموقراطية .
ثلاثة أشهر نازفة من جراح البحرينيين الطيبين المسالمين لم تزد الشعب إلا إصرارا على المطالبة بحقوقه المشروعه ورسخت قناعاته أكثر فأكثر بالحاجة إلى الاصلاح الحقيقي في البلاد ، وأن مطالبه كانت في مكانها ، وأن تضحياته وقعت في مكانها وزمانها الصحيح من أجل مستقبل أفضل للبحرين والبحرينيين في حياة حرة كريمة.
مطالبنا أصلاحية مشروعة:
نعيد اليوم التأكيد على مطالبنا الديموقراطية والمتمثلة في المطالبة بدولة مدنية حديثة ، عربية اللسان والهوية، وتحقق ملكية دستورية متطورة على غرار الديموقراطيات العريقة كما بشر ميثاق العمل الوطني تنطلق وتبنى على ما تم التوافق عليه وطنياً في المبادئ السبعة التي أعلن عنها سمو ولي العهد وأهمها :
1. مجلس منتخب يتفرد بالصلاحية التشريعية والرقابية دون تدخل من السلطة التنفيذية أو مجلس معين .
2. عدالة ومساواة في التمثيل السياسي بين المواطنين عبر نظام انتخابي عادل وشفاف يتضمن دوائر انتخابية عادلة تحقق المبدأ العالمي صوت لكل مواطن
3. حكومة منتخبة وبتعبير ولي العهد في المباديء السبعة المتفق عليها وطنيا (حكومة تمثل الارادة الشعبية).
4. فصل حقيقي للسلطات يحقق قضاء مستقل .
اننا نتطلع الى بناء واقع يشعر المواطنون أنهم بحق وصدق قي دولة مؤسسات وقانون ، دولة تحترم الحريات الأساسية وتراعي حقوق الانسان
اننا نتطلع الى دولة يكون فيها الجميع مواطنون لا أكثر من ذلك ولا أقل … ولا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات بسبب الدين أو المذهب أو القبيلة والأسرة أو اللون والعرق.
ان هذه المطالب هي مطالب اصلاحية مشروعة ومعتدلة تتحرك تحت الشعار الرئيسي الكبير الشعب يريد إصلاح النظام .
إنها مطالب ذات لون ونكهة وطنية تصب لا علاقة لإيران ولا لغيرها بها، وهي تصب في مسيرة تطوير الوطن سياسيا وستنعكس عند تحقيقها تقدما اقتصاديا واستقرارا اجتماعيا وحياة أكثر رفاهية وحرية وكرامة لكل البحرينيين .
إننا مع الاقتصاد الحر القائم على الشفافية والتنافسية وتشجيع حركة الإستثمار المحلي والأجنبي، وندعو لخلق البيئة الصحية لهذا الاستثمار مع الحفاظ على القيم والأخلاق الإسلامية والإنسانية الحميدة، وان الدول الديمقراطية لا تنقطع فيها المسيرات والاعتصامات ولم يؤثر ذلك على اقتصادها أبداً، انما يتأثر الاقتصاد بمناخ القمع وغياب الحرية والشفافية والتنافسية.
انها مطالب متحضرة لا تنتقص من أحد إنما تنتقص من قصور الأداء والفساد المالي والاداري وسرقة المال العام وانتهاك الحقوق الأساسية للإنسان فهل من محب لوطنه ومتطلع الى تطوره من يرفض هذه المطالب؟
الوطن للجميع
ان أهل البحرين شيعة وسنة يحبون وطنهم ولن يغادروا أو يهاجروا من البحرين ، والبحرين جميلة بهذا التنوع ، وعلينا تعزيز هذا التنوع وحمايته ، نتطلع الى وطن يحترم فيه السني والشيعي على حد سواء فالإنسان أي كان دينه ومذهبه فهو مواطن بحريني يجمعنا معه الإنسانية والدين والعروبة الدين وعروبة البحرين ومحبة البحرين .
ان التسامح والمحبة هي القيم المنتصرة لا محالة على قيم الانتقام والفرقة اننا نجدد اعلان محبتنا نحن الشيعة لاخواننا السنة في البحرين وفي منطقة الخليج والعالم محبة راسخة في قلوبنا تربينا عليها انطلاقا من ديننا الذي يدعو إلى الوحدة والمحبة بين اتباعه ، ومع سائر أعضاء الأسرة البشرية.
يحاول البعض أن يكذب ويضلل الرأي العام السني في البحرين والمنطقة مدعيا أن الحركة المطلبية ذات مطالب شيعية وأنها تريد أن تنشيء دولة اسلامية شيعية ، فهذه كذبة كبرى فما نريده هو دولة مدنية ديمقراطية ، وأقول لكم أيها الاحبة السنة ان مطالبنا وطنية ونعمل من أجل خير البحرين بسنتها وشيعتها ونعمل من اجل مستقبل اطفالنا جميعا ..
شعار من القلب رددناه في الدوار ونعيده هنا… < اخوان سنة وشيعه هذا الوطن ما نبيعه >
تعالوا أحبتي السنة نضع يدا بيد من أجل أن نطور نظامنا السياسي ونبني وطننا ونحفظ مستقبل أبناءنا ، في صيغة سياسية متطورة تحقق للجميع الخير ولوطننا التقدم والإزدهار.
شكر وعرفان :
نتقدم بالشكر والعرفان لكل من عمل على مساعدة البحرين وشعبها في تجاوز هذه المحنة ومد يد العون للمساعدة الانسانية أو المساعدة السياسية ونشكر المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع العربي والاسلامي والدولي الذي يحاول أن يساعد البحرين على انجاز حل سياسي يحقق التقدم نحو الديموقراطية وحقوق الانسان .
التطلع نحو المستقبل :
الاستمرار في العمل السلمي ..
ونحن نتمسك بحقنا في التظاهر والاعتصام السلمي نؤكد على حرمة دماء البحرينيين جميعا مواطنين ومتظاهرين وشرطة ونؤكد على حق الاخرين في الحرية وعدم تعطيل مصالح أحد ونؤكد على الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ونؤكد على الاستمرار في العمل السلمي الذي بدأت به الحركة المطلبية واستمرت به وكسبت من خلاله تعاطف العالم ودعمه .
ان شعار “سلمية سلمية” أصبح أيقونة يرددها الثوار في كل مكان في العالم العربي…
الترحيب بالحوار :
لقد اعربت الوفاق عن ترحيبها بالحوار واكدت على ان هذا الحوار يجب ان يكون جادا وشاملا لكافة القضايا السياسية وينتج حلاً دائماً للبحرين حتى لا تعود انتكاسة بعد سنة أو عشر سنوات و يبحث في جذور المشاكل وحلولها .
ان المجتمع الدولي يراقبنا كبحرينيين ويدعمنا كبحرينيين في الوصول الى حلول سياسية عادلة وديموقراطية ولن يرض بمجرد حوار شكلي وان محاولة الهروب والالتفاف على المطالب الشعبية والحلول السياسية الجدية والدائمة بمسمى حوار شكلي او مفرغ ستؤول الى فشل ولن نكون جزء من حوار بلا مضمون جاد يوجد حلاً دائماً يستجيب إلى تطلعات شعب البحرين.
وقد أعرب المجتمع الدولي جميعه عن الحاجة الماسة الى تهيئة أجواء الحوار الصحي من وقف التحريض البغيض الذي يتولاه التلفزيون الرسمي وبعض الصحف الصفراء الى عودة المفصولين واطلاق سراح معتقلي الرأي والسياسيين ووقف حملة الترهيب ضد أفراد ومؤسسات الحركة المطلبية ، وتوفر الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان الأساسية.
ونرحب بوقف الحيف عن عدد من المفصولين وعودتهم الى اعمالهم وباطلاق سراح عدد من الموقوفين ونطالب أن تشمل هذه الاجراءات جميع المتضررين من اثار الحمله الامنية .
إننا جادون في إنجاح الحوار… وان عقولنا وقلوبنا مفتوحة لجميع المخلصين والذين يريدون للبحرين الاخلاص والتقدم والمحبة والالفه بين مواطنيها ، اننا نمد أيدينا الى الاصلاحيين في النظام وفي القوى السياسية والمجتمعية من أجل الوصول الى حل سياسي حقيقي يستجيب الى تطلعات شعبي ال