ابنا : في البحرين ومنذ احداث عام 1990 تنتشر الكتابات المعارضة للحكم على الجدران، وتلاحظ في بعض المناطق اكثر من غيرها حسب الطبيعة الديموغرافية للمنطقة، ففي القرى ذات الاغلبية الشيعية والتي تعتبر مراكزا لمعارضي النظام لا يكاد يخلو جدار من كتابات سياسية معارضة وداعية لاسقاط النظام والوزارة، اما في المناطق التي تشهد الكر والفر فيتم محوها من قبل الجهات الامنية وفي بعض الاحيان يتم كتابة شعارات اخرى مؤيدة للنظام.
خلال الفترة الاولى من الاحداث الحالية، لم تشهد جدران المناطق والقُرى في البحرين أية كتابات تُذكر للمعارضين، حيث تم الانتقال من المواجهة الجدارية الى المواجهة الفعلية بالاضافة الى نشاط كبيرعبر الشبكة العتنكبوتية، ومع اول يونيو وعودة التظاهرات عادت الكتابات لتظهر من جديد وبشكل مكثف، مع ملاحظة ظهور الكثير من الكتابات عند التضييق بوقف خدمة الانترنت لفترات متقطعة في بعض المناطق.البعض يعتبر الجدران "صحيفة الشّعب"، حيث لا مصادرة على الآراء ولا خوف من الرقباء، ويروي ناشط في تلك الفترة أنّ "الخروج للكتابة آنذاك كان بحدّ ذاته عملية تحتاج إلى الإعداد اللازم". في حينه، اعتبرت "السلطة هذه الوسيلة بالغة الخطورة، وكانت تُوفّر قوات خاصة لمراقبة الجدران، وخاصة تلك المطلة على الشوارع العامة والرئيسية".
في تلك الفترة، اكتفت القوات بمحوّ الشعارات لتكون غير مقروءة. في البدايات، حيث الخبرة غير مكتملة، كانت تكتفي بإخفاء الشّعارات عبر استخدام نفس نوعية الأصباغ المستعملة في الكتابة، ولذلك كان من السّهولة تهجّي الشّعارات المخدوشة حتّى بعد الكتابة عليها. فيما بعد، استخدمت أجهزة الأمن نوعا آخر من الأصباغ، لمحو الكتابات كليةً. بدورهم، اعتبر المحتجّون الأمر مفيداً، إذ وفّرت الطريقة الجديدة مساحة بيضاء (سبّورة) معدّة للكتابة من جديد.
انتهی/158