وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ شدد الراشد على أن رفض الشعب البحريني لهذا النظام ومطالبته باسقاطه من جهة والأسلوب البشع والوحشي الذي استخدمه النظام في قمع الشعب من جهة أخرى لا يبقي مجالا للحوار مع هذا النظام، وأشار الراشد الى أن القوى السياسية البحرينية لا ترفض الحوار ولكنها في نفس الوقت تطالب بضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، ذلك لأنها لا تثق بالنظام وبشخص الملك لنكثه للوعود والعهود لأكثر من مرة.
وتابع الراشد قائلا: بما أن الأوضاع والانتهاكات بلغت حدا لا يطاق فان المعارضة تطالب بضمانات اقليمية ودولية لتنفيذ نتائج الحوار، من هنا ينبغي توفير مقدمات وأرضية اجراء الحوار، ولم يستبعد الراشد توجه قوى المعارضة البحرينية الى الأمم للطلب باجراء استفتاء شعبي حول موقف الشعب من الأسرة الحاكمة "لأن الشعب عبر عن رفضه لهذا الحكم وأن النظام استدعى قوات أجنبية لقمع هذا الشعب، مما يدلل على أن هذا الشعب لا يريد النظام وبالتالي لا يمكن التعايش مع هذا النظام الذي يستخدم الرصاص ضد شعبه، أضف الى ذلك فأن النظام لا يثق بشعبه وقام بفصلهم عن الوظائف فضلا عن منعه لهم بالعمل في المراكز الأمنية كالجيش والشرطة وغير ذلك".
وأضاف قائلا: ما لم تعود القوات الخلیفية والقوات المحتلة الى ثكناتها وسحبها من الشوارع، وما لم يطلق سراح المعارضين فان الشعب لا يستطيع التعبير عن رأيه وتحديد مصيره، ومن حيث المبدأ لا ترفض القوى المعارضة الحوار ولكن ينبغي توفير الأرضيات المناسبة لذلك موضحا بأن الأزمة تعقدت أكثر من قبل مع تدخل أطراف اقليمية ودولية من جهة وعودة الشعب البحريني الى ساحة اللؤلؤة اليوم للتعبير عن رفضهم للنظام من جهة اخرى.
وبشأن دعوة بعض قوى المعارضة الشعب الى العودة الى ساحة اللؤلؤة قال: رغم أن حدة الاحتجاجات والاعتصامات خفت عما كانت عليه من قبل نتيجة القمع الوحشي لها، إلا أن النظام فشل في كسر ارادة الشعب والاحتجاجات والمظاهرات مستمرة في كافة مناطق وقرى البحرين وأية فرصة تتوفر للشعب فان النساء والشباب يخرجون الى الشارع للتعبير عن رفضهم للنظام وضرورة اسقاطه.
وحول مدى امكانية تفعيل اجراء استفتاء شعبي على النظام مع وجود فيتو دولي واقليمي بضرورة الابقاء على الأسرة الحاكمة، اعتبر الراشد أن النظام من جهة يواجه ضغوطا دولية كبيرة، ومن جهة أخرى فان اقتصاد البلد انهار وكافة مؤسسات الدولة والبنوك ومراكز الاستثمار الأجنبي مشلولة نتيجة تدهور الوضع الأمني، ومن الطبيعي أن ترفض الدول الخليجية، وبالذات السعودية تنحي النظام لأنها تدرك أن تنحيه سيحفز شعوبها على الثورة ضدها، وكذلك فان أميركا تخشى من تعرض مصالحها للخطر "غير أن ارادة شعب البحرين أقوى من كل ذلك، والشعب لديه مطالب حقيقية ومصر على احترام ارادته، فاذا واصل الشعب رفضه فاننا واثقون من أن الآخرين سيضطرون الى الاستجابة لارادة هذا الشعب".
وقال: أن مجرد قبول النظام باجراء الحوار بحد ذاته تعبير عن انتصار ارادة الشعب وسقوط الخيار العسكري في قمع هذه الارادة، فقد سبق وأعلن النظام قبل أسبوعين بأن ما جرى كان مجرد سحابة صيف وانقشعت، ولكن دعوته الحالية الى الحوار دليل على أن النظام فشل في تسوية الأزمة، كما أن دعوته الى الحوار غير المشروط بحد ذاتها وضع شروط للحوار.
وحول التعاطف الدولي والاقليمي الرسمي والشعبي مع ثورة شعب البحرين قال الراشد: نحن فخورون بارادة الشعب الذي سطر ملحمة لا مثيل لها في التاريخ البحريني فقد خرج الشباب والنساء الى الشارع وعبروا عن رفضهم للنظام رغم الأساليب الوحشية التي استخدمها لقمع هذا الشعب، وقد أثبت الشعب أنه حضاري فعلى الرغم من استخدام النظام العنف المفرط ضده الا أنه أصر على سلمية ثورته مع العلم أن هذا الشعب كان قادرا على رد العنف بالعنف ولكنه بقى في الشارع يقول كلمته ولم تجد المسرحيات التي قام بها النظام كاعلانه عن وجود شبكات تخريب أو ارسال بلطجيته الى الشارع أو انتهاكه للمقدسات كحرق القرآن الكريم وهدم المساجد عن ثني الشعب عن مطالبه المشروعة.
انتهی/158