وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ ووصل الحال بهم لاعتقال بنات في المرحلة الابتدائية لا تتجاوز أعمارهن العشر سنوات بالإضافة لبعض المدرسات من بين طلبتهن، وهي كلها تصرفات مرفوضة لأنها مستنسخة من أنظمة ديكتاتورية قمعية وخصوصا اعتقال البنات والنساء ومنهن صغار السن مثل الطالبة آيات القرمزي وأخواتها البحرينيات اللواتي تجاوز عددهن الثلاثين معتقلة منهن الطبيبة والممرضة والمدرسة والموظفة والطالبة وربة البيت.ونتيجة لحالة الرعب التي تعمل القوات الأمنية والعسكرية على بثها لا بل وزرعها في قلوب ونفوس المواطنين العزل، أصبحت على أثرها البحرين مشلولة اقتصاديا وسياحيا، كما سجل مؤشر نموها الاقتصادي تراجعا سريعا وكبيرا كما أن بعض المناطق والقرى البحرينية بدت شبه خالية إلا من العسكريين والقوات الأمنية الذين يطلقون الرصاص وقنابل الغازات المسيلة للدموع وغيرها بمناسبة وبدون مناسبة في غير أوقات حظر التجوال.كما أن من يضطره أو تضطرها ظروفها للخروج من البيت تتعرض لكثير من الإهانات والتحرشات وحتى الضرب والاعتقال بدون سبب وجيه.فمنذ أن اختارت القوات الأمنية والعسكرية البحرينية المدعومة بالقوات الخليجية لغة السلاح والبطش للحوار مع المعتصمين والمتظاهرين سلميا في دوار اللؤلؤة بدلا من اختيار الأسلوب الإسلامي والأسلوب الحضاري ألا وهو الحوار والاستماع لصوت العقل والجلوس على طاولة الحوار والنقاش وطرح كل المسائل المختلف عليها للحوار للخروج بنتيجة بناءة تعود بالنفع على البحرين والشعب البحريني بصورة خاصة، والدول الخليجية تاليا.فالوضع في تراجع ومع الإصرار على التصعيد والإفراط في استخدام القوة وعزل الشعب وتقسيمه إلى طائفتين تبدو فرص اللقاء وجمع الشمل البحريني متعسرة، فالإصرار على العنف لن ينتج عنه إلا الإضرار بمستقبل البحرين والقرار السياسي والنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي والاستقرار الأمني في البحرين. وما ذلك إلا لأن الأسباب التي دعت لذلك لا تزال حاضرة، فعمليات اعتقال وحجز وتعريض المعتقلات لكثير من المعاملة القاسية بدنيا ولفظيا ونفسيا مستمرة، ولا يبدو في الأفق ما يؤشر على انحسارها، فقوات الأمن بكافة تشكيلاتها تمارس هذه الانتهاكات الصارخة تجاه بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا في البحرين بشكل يومي، وكأن المطلوب سحق كرامة أهل البحرين الشرفاء الأصليين، ما دفع جمعية الوفاق الوطني الإسلامية لإعلان يوم الخميس 28 إبريل الماضي يوما للتضامن مع المعتقلات البحرينيات. فالتقارير تشير إلى اعتقال العشرات من البحرينيات من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية والمهنية، وما تم توثيقه حتى اليوم نحو 80 معتقلة منهن الدكتورة والممرضة والمدرسة والموظفة الإدارية وربة البيت والطالبة وهناك عشرات من الحالات غير الموثقة ولا يعلم أحد عن أوضاعهن شيئا، كما جاء في تقرير لجمعية الوفاق البحرينية. صحيح أن التقرير يشير إلى إطلاق سراح 42 معتقلة وبقاء 38 لا يملك أهلهن أي معلومة عنهن، منهن 11 دكتورة تهمتهن ممارسة دورهن الطبي والإنساني بمعالجة الجرحى وأولى المعتقلات هي الدكتورة «ندى ضيف» التي اعتقلت في الثامن عشر من مارس الماضي ولم يعرف عنها شيء بعد ذلك وبنفس التهمة هناك 9 ممرضات لا يزلن رهن الاعتقال من ضمن 35 تم اعتقالهن لفترات زمنية متفاوتة (...)، أما المدرسات فأعداد المعتقلات بالعشرات، منهن 14 مدرسة مازلن معتقلات من ضمنهن 5 عضوات مجلس إدارة «جمعية المعلمين البحرينية».ومن المآسي التي تحيط بالشعب البحريني الأبي اعتقال 50 طالبة في المرحلة المتوسطة وتوقيعهن على تعهدات قبل إطلاق سراحهن، فما الذي من الممكن أن تقوم به بنت بهذه السن الصغيرة؟ ولا تتوقف المأساة عند هذا الحد فالعشرات من البحرينيات تم إيقافهن عن العمل بينما من فصلن عن العمل أعدادهن بالمئات وذلك استكمالا لسياسة التضييق على البحرينيين في مصادر رزقهم وتجويعهم وتضييق الحصار عليهم عقابا لهم على ممارستهم حقهم في التعبير عن رأيهم السياسي في سياسة حكومة بلدهم التي تدير شؤون البلد، بشكل يرون أنه غير عادل ومجحف بحق الغالبية من أبناء الشعب البحريني الأصيل لصالح مجنسين تم جلبهم من خارج البحرين لأهداف لا علاقة لها بالتنمية ولا المحافظة على المملكة. ومن اللواتي تعرضن للاعتقال والانتهاكات والأعمال التعسفية عشر طالبات جامعيات أطلق سراح غالبيتهن بعد فترات احتجاز متفاوتة، لكن لا تزال الطالبة آيات القرمزي رهن الاعتقال والمعلومات عنها مقطوعة كليا مثلها مثل مئات من المعتقلين من الرجال والنساء. فهل ستوطد هذه الاعتقالات والأعمال التعسفية والانتهاكات الصارخة لكرامة وحقوق أهل البحرين الشرفاء من أركان المملكة أم ستضعفها؟ لا تزال حورية البحرين وعذراؤها آيات القرمزي معتقلة في مكان ما في مملكة البحرين، تتعرض للتحقيق فجريمتها التي لا تغتفر أنها جاهرت بحبها لوطنها ومملكتها البحرين، وأعلنت رفضها لانعدام المساواة بين أبناء الوطن الواحد، فقد قاربت فترة «السلامة الوطنية» على الانتهاء، و«آيات» لم تقدم للمحاكمة، ببساطة لأنها لم ترتكب ما يستدعي ما تتعرض له حاليا، ولا أقله تقييد حريتها والانقطاع شبه الكامل لأخبارها، وهي ليست الوحيدة بين بنات البحرين ونسائها، فالأرقام مزعجة وهي تتغير كل يوم. فبالأمس القريب تم استدعاء مراسلة التلفزيون الفرنسي نزيهة سعيد، حيث خضعت للتحقيق وبعد ذلك تم نقلها الى فرنسا لتلقي العلاج المناسب بواسطة السفارة الفرنسية في البحرين. وقبل حادثة نزيهة بأيام صدر حكم بالسجن على السيدة فضيلة مبارك بالسجن أربع سنوات، لوجود شريط كاسيت بسيارتها يؤيد «حركة 14 فبراير» المنادية بمزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، بمعنى آخر، حركة تنشد الأفضل لوطنها رغم محاولات التحريف والدس والعنف، لكنها حافظت على هدفها السامي والسلمي، ولم يستطع أحد حرف مسيرتها، رغم كل ما شهدته أيام «السلامة الوطنية» التي استغلت من قبل جهات بحرينية استاءت من مطالبات الإصلاح، ففعلت كل ما يمكنها لكبت الاصوات لكنها فشلت فشلا ذريعا لا يختلف عليه منصفان
المصدر : خاص ابنا
الاثنين
٣٠ مايو ٢٠١١
٧:٣٠:٠٠ م
244636
من ضمن المشاهد المؤلمة التي لا تمت للأخلاق الإسلامية والعربية ولمبادئ الفرسان بأي صلة قيام الأجهزة الأمنية والعسكرية في البحرين بخطف واعتقال بعض المواطنات والمواطنين البحرينيين على الهوية من الشوارع ومن البيوت ومن مراكز العمل، والطامة الكبرى تمثلت في خطف بعض طلبة المدارس من داخل أسوار المدارس وقاعات الدراسة.