ابنا : بعد هذه الجرائم التي يندى لها الجبين هل بقي بحراني أبي قادر على التعايش مع هذه الطغمة، ومستعد للتفاهم معها؟برغم الاعلام الرسمي الفاشل، فقد ادرك البحرانيون انهم قطعوا شوطا طويلا على طريق الحرية، وانهم استعادوا المبادرة بشكل حاسم في حرب الصراع على الوجود، وأفشلوا المشروع المدمر الذي يسعى الاحتلال السعودي – الخليفي لفرضه على البلاد. اليوم يقف البحرانيون مرفوعي الرؤوس في كل مكان، حتى المعتقلين الذين يمزق وحوش آل خليفة أشلاءهم يوميا يتحدون العدو المحتل في المحاكم العسكرية التي شجبتها كافة المنظمات الحقوقية الدولية التي اكدت على وحشية الاحتلال السعودي – الخليفي البغيض ووحشيته وتمرده على المواثيق الدولية والقيم الانسانية.، لقد انتصرت دماء الشهداء على سيوف الطغاة والمتجبرين، واصبح العدو السعودي – الخليفي يتقهقر على وجه السرعة على محاور عديدة، بحثا عن مخرج من الشرنقة التي تكاد تخنقه وتعجل بيوم هلاكه. وجاء الفشل على محاور عديدة منها ما يلي:اولا، ان العدو هرع للاعلان عن رفع الاحكام العرفية بعد ان افشله احرار البلاد بسواعدهم ودمائهم، وخرجوا في المسيرات الليلية والنهارية مستسخفين بطش وحوشه، ومصصمين على الاستمرار في طريق الثورة حتى اسقاط هذا النظام الظالم. لقد أرغموا على هذه الخطوة تحت ضغط الارادة البحرانية الحرة التي كسرت كبرياءهم وهزمتهم شر هزيمة. ثانيا: هزم العدو مرة اخرى عندما تراجع عن قراره بحل جمعية الوفاق وإصدار الاوامر لوزارة العدل لتقديمها للمحاكمة بسبب مشاركتها في الاحتجاجات. وكان التراجع الخليفي صفعة مهينة بوجه الاحتلال السعودي – الخليفي. وهزم ثالثة عندما اعلن عن تخصيص ميزانية لاعادة بناء المساجد التي ارتكب جريمة هدمها. جاء ذلك بعد ان شجب الرئيس الامريكي تلك الجريمة واعتبرها خطأ لا يمكن تبريره. وأرغم الخليفيون على الاعتراف الضمني بخطأ ما فعلوه وأعلنوا عن مشروع اعادة البناء. اما الهزيمة الرابعة فجاءت باعلان الخليفيين اعادة البعثات الدراسية لحوالي مائة طالب بحراني مبتعث كان الاحتلال السعودي – الخليفي قد ارتكب حماقة كبرى بسحب بعثاتهم لمشاركتهم في بعض التظاهرات السلمية. وصرحت الخارجية البريطانية ان من غير المقبول معاقبة الطلاب المبتعثين بسبب مشاركتهم في احتجاج سلمي، لان ذلك حق مشروع لهم. وسوف يهزم هؤلاء كذلك في جريمة اعتقال الاطباء والممرضات، وحرمان المواطنين من حقهم المشروع في العلاج، خصوصا بعد ان بدأ مشروع ارسال بعثات الاغاثة الدولية لانتشال اهل البحرين من الموت المؤكد في ظل الحكم الخليفي الجائر. ان ارسال تلك البعثات تعبير عن مواقف انسانية رائعة، وتأكيد على وجود قراءات عادلة للوضع البحراني الذي سوف يتحقق انتصاره الساحق على الطغمة الخليفية الحادقة طال الزمن او قصر. اما زيارة ولي العهد الخليفي الى اوروبا، فقد اثارت صخبا حول استمرار بريطانيا في احتضان النظام الخليفي وتجاهلها استغاثات أهلها. ومن الافضل لبريطانيا العمل لاحداث تغيير في البحرين على غرار الشعوب الاخرى، فذلك هو الطريق لحفظ الامن والاستقرار.انها هزائم متلاحقة للاحتلال السعودي – الخليفي لن تتوقف باذن الله تعالى، فدماء الشهداء اقوى من اساليب القمع والبطش والتشويش والدجل، وسوف تتواصل هذه الهزائم بعون الله، حتى يسقط النظام الخليفي الفاسد، ويستبدل بنظام عصري متحضر يرسم معالمه شعب البحرين، بمشاركة على قدم المساواة وفقا لقاعدة "لكل مواطن صوت". بالاضافة الى ذلك، فسوف يأتي قريبا موعد محاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، وفي مقدمتهم الدكتاتور ووزيرا خارجيته ودفاعه الذين اعترفوا بدورهم في قتل المدنيين الذين شاركوا في الاحتجاجات، سواء باطلاق الرصاص عليهم ام بتعذيبهم في السجون. وكما يحدث الآن لحسني مبارك الذي يحاكم بتهم عديدة من بينها اصدار الاوامر باطلاق النار على المتظاهرين، فسوف يكون حمد بن عيسى مطلوبا للعدالة بالجريمة نفسها. واذا صادق على القرار السياسي الذي اصدرته عائلته المجرمة بإعدام بحرانيين بريئين بتهمة ملفقة بضلوعهما في قتل شرطيين، فسوف يكون ذلك ادلة اخرى تضاف الى سجل جرائمه. وعليه ان يتذكر ان صدام حسين انما جاء الحكم باعدامه، بسبب توقيعه حكم الاعدام الصادرة عن محكمة مدنية. فاذا أقدم الديكتاتور حمد بن عيسى آل خليفة على توقيع قرار قتل البحرانيين، فسوف يضاف ذلك الى جرائم القتل العمد التي ارتكبها الخليفيون بحق البحرانيين. ان خطوة الاعدام هذه ستكون بداية النهاية لنظام الاحتلال السعودي- الخليفي المقيت.أيها المواطنون الاحرار: ان كيد فرعون وجنوده في تباب، انكم رجال اليوم وصانعو المستقبل، ولن يوقفكم عن السير على خط الثورة تهديد ارهابي خليفي او تخندق من الاعداء في خانة احهاض الثورة. وحيث انكم قررتم تجديد روح الثورة في اليوم الذي سيتم فيه تعليق الاحكام العرفية، ومواصلة مشوار التحرير من الاحتلال والاستبداد، فسوف يكون الله معكم، وستقف شعوب العالم معكم، كما وقفت طوال الفترة الماضية. فالمظاهرات والاحتجاجات التي خرجت في شوارع المدن من استراليا ونيوزيلاندا وكوريا الجنوبية مرورا بالهند وباكستان وكشمير وافغانستان وايران والمنطقة الشرقية بالجزيرة العربية والكويت ولبنان ومصر، والعواصم والمدن الاوروبية وصولا الى المدن الامريكية، كانت غير مسبوقة في تاريخ البلاد. هذا التضامن الدولي كسر شوكة الاحتلال السعودي – الخليفي، ووفر دعما شعبيا لثورتكم لم يتوفر لاية ثورة عربية اخرى. اما التحدي الذي يواجه هذه الثورات جميعا، فيتمثل بالنشاط السعودي المحموم الذي يحاول بعبثية، وقف مسار التاريخ وانتقاص ثورات العالم، والحفاظ على الواقع الراهن الذي تغيب عنه الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان. وما اعتقال المرأة السعودية الاسبوع الماضي بسبب سياقتها السيارة الا مؤشر لمدى عمق الفجوة بين شعب متحضر كالشعب البحراني ونظام الاحتلال السعودي الذي يحرم المرأة من كل حقوقها بدون مواربة او مساواة. وهكذا تتواصل الثورة، ومعها عزائم الشباب، ونضج عقل الرجال، واصرار الاحرار، وثبات اقدام الامهات والزوجات المرملات. لقد عاهدوا الله على نيل احدى الحسنيين: النصر او الشهادة، وسوف يكون النصر للشعب باذن الله تعالى. انتهی/158
المصدر : الوطن الجزائري
السبت
٢٨ مايو ٢٠١١
٧:٣٠:٠٠ م
244065
قال الشعب كلمته، فاهتز كيانهم، وفقدوا عقولهم، فتصرفوا بشراسة تفوق ما تفعله الوحوش من افتراس وقتل. وقف العالم يراقب المشهد ليرى تحضر الشعب وانسانيته وكرامته وشموخه واصراره ويرى في الجانب الآخر وحوشا كاسرة في شكل بشر، يحمل بعضها السيوف ليمزق بها اجساد الآدميين، وبعضها الآخر يحمل المعاول ليهدم بها بيوت الله متحديا أبسط قيم الدين والانسانية، بينما يمارس قطاع خليفي آخر بلطجته السياسية والعرقية ضد اهل البحرين، وينكل باطفالهم ويهتك اعراض نسائهم.