إزدواجية القرار الامريکی ازاء البحرين

ابنا : منظمات حقوق الانسان مثل amnesty international سلطت بعض الاضواء على قضیة البحرین الا ان الحکومات هی التی تقرر مالذی ینبغی فعله  وهی التی تستطیع أن تضغط على آل خلیفة للکف عن الفضائع الیومیة فی البحرین.وحتى المؤسسات الدراساتیة القریبة من صناع القرار فی الولایات المتحدة لم تلتفت إلى ما یجری من جرائم فی البحرین وماتقوم به قوات مایسمى بدرع الجزیرة من ممارسات وحشیة وبالعکس من ذلک تعمل هذه المؤسسات على تسلیط الأضواء بشأن الدور النامی لمجلس التعاون الخلیجی هذه الأیام فی المنطقة.وعلى سبیل المثال فقد خصص معهد واشنطن لحقوق الانسان Washington Institue القریب من اللوبی الصهیونی فی الولایات المتحدة نشاطه بالنظر إلى ما أسماه فشل سیاسة الإدارة الأمریکیة مع السعودیة قائلا إن الرئیس أوباما أخفق فی إدراک عمق المسائل التی ولدتها مظاهر القلق الأخیرة بالنسبة للعاهل السعودی. وأردف تقریر المعهد الجدید: العاهل السعودی یتلمس کل المخاطر المحیطة به، و غیر مرتاح لسقوط نظام مبارک فی مصر، حلیف واشنطن لثلاثین عاماً ونیف و الذی أطیح به جانباً. أما الزعیم الذی یرغب فی سقوطه الملک فهو العقید معمر القذافی إلا أن اوباما لم یتعظ.وفی البحرین ینظر الملک بالریبة إلى سکانها من الشیعة... کما یؤکد المعهد على ضرورة الحفاظ على العلاقات الحمیمة مع دول مجلس التعاون فی غضون الأحداث الأخیرة فی البحرین. ویقول المعهد: تزود هذه الدول الولایات المتحدة تسهیلات عسکریة مصیریة لقواتها العاملة فی المنطقة لاسیما القوات الموجودة فی العراق و أفغانستان مشیرة إلى تعاملات هذه الدول العسکریة مع الولایات المتحدة بالأخص المبادرة السعودیة لإبرام أکبر صفقة للأسلحة الأمریکیة بلغ حجمها نحو 60 ملیار دولار.إلا أن البعض من الصحفیین الأمریکیین سلطوا الضوء على معاناة البحرینیین. على سبیل المثال تسائلت کارین لیی فی مقال نشرته مجلة تایم: لماذا یحاکم المدنیون فی البحرین محاکمات عسکریة؟وأشارت الکاتبة إلى سبعة رجال سیمثلون أمام المحکمة العسکریة و من المتوقع أن تحکم علیهم المحکمة بالإعدام لإتهامهم بقتل شرطی طبقا لقانون مکافحة الإرهاب لعام 2006 مضیفة ان المتهمین نفوا جمیع المنسوبة إلیهم فی هذه القضیة إلا أن هناک خشیة من تعرض هؤلاء للتعذیب لأکراههم على الإعتراف. وتقول الکاتبة إن هذا القانون انتقدته منظمات حقوق الإنسان الدولیة لأنه شدید الغموض.کما أکد مایکل سلاکمان ومنى نجار فی مقال بصحیفة نیویورک تایمز على أن الولایات المتحدة تغاضت عن أحداث البحرین لحمایة حلیفها الممثل فی العاهل البحرینی.هذا و یبدو أن ثمة هناک اختلافاً فیما بین التقاریر الصحفیة رغم قلتها مقارنة بالتقاریر التی تنشر حول لیبیا و مصر و سوریا والمناطق الأخرى و مقترحات المعاهد والمراکز الدراساتیة القریبة من صناع القرار فی الولایات المتحدة.لقد أکدت الصحف الأمریکیة وجود تیارین إحداهما مثالی والأخر برغماتی إزاء ما یجری فی الشرق الأوسط الیوم. التیار المثالی یؤکد على ضرورة دعم المبادئ الأمریکیة کحریة التعبیر وحقوق الإنسان فی المنطقة إلا أن التیار البرغماتی ینوه إلى ضرورة دعم المصالح الأمریکیة مهما یکن الثمن.من جهته إستضاف الکونغرس الأمریکی یوم الجمعة 13/5/2011 ممثلة مرکز حقوق الإنسان فی البحرین مریم الخواجة واستمع النواب الأمریکیون إلى ما أکدته حول معاناة البحرینیین ولکن السؤال هو هل سیضحی الساسة الأمریکیون بعلاقاتهم الإستراتیجیة مع السعودیة و باقی دول مجلس التعاون الخلیجی من اجل مصلحة الشعب البحرینی ؟انتهی/158