ابنا : وجاء في التقرير ان احد دعاة حقوق الانسان البحرينين البارزين حاول ان يشرح للقاضي امس كيف انه تعرض للاعتداء الجنسي والتهديد بالاغتصاب بينما كان سجينا لدى الحكومة. لكن عبد الهادي الخواجه اجبر، كما تقول الصحيفة الاميركية، على الخروج من قاعة المحكمة.كما حاول متهم اخر هو محمد حسن محمد جواد، ان يكشف للقاضي علامات التعذيب على جسده، لكنه اجبر على السكوت حسب قول احد الشهود.وكان الخواجه وجواد من بين 21 بحرينيا، معظمهم من الشيعة من نشطاء حقوق الانسان ورجال الدين والقادة السياسيين، متهمين بمحاولة الاطاحة بالملكية السنية التي تحكم هذه المملكة الصغيرة وبالتواصل مع "منظمة ارهابية". وقد لقي عليهم القبض اثناء الانتفاضة المنادية بالديمقراطية التي بدأت في شباط (فبراير). ويقول افراد عائلاتهم انه رغم ان العديد منهم تعرضوا للسجن من قبل الا انهم لم يواجهوا معاملة بهذه القسوة.وقالت خديجة الموسوي، زوجة الخواجه، ان "الامر لم يكن كذلك قط". وكانت قد حضرت المحاكمة التي جرت امس وامكن الاتصال بها هاتفيا في المنامه. "اودع السجن من قبل لكنه لم يتعرض للتعذيب بمثل هذه الصورة، ولم يخضع للضرب ولم يواجه تعذيبا نفسيا".وتتناقض ادعاءات المعتقلين بالاعتداء الجنسي والجسدي مع محاولة المملكة في ظهورها بانها تعود الى الحياة الطبيعية.وكان عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة قد اعلن الاسبوع الماضي ان الاحكام العرفية التي اعلنت في آذار (مارس) سترفع في الاول من حزيران (يونيو). وستجرى انتخابات تكميلية في ايلول (سبتمبر) لملء المقاعد البرلمانية التي استقال منها النواب احتجاجا على اعمال العنف الحكومية.غير ان النشطاء يقولون ان اعمال الكبت الواسعة انتقلت ببساطة من الطرقات الى قاعات المحاكم واماكن العمل والمدارس.واضافة الى اعمال التعذيب التي تحدث عنها المعتقلون، فان الحكومة القت القبض على الفي شخص على الاقل منذ شباط (فبراير) ولا يزال نصفهم في السجن كما يقول نبيل رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان.من ناحية اخرى تستمر عميات فصل المستخدمين الشيعة "في كل يوم"، وقد فصل حتى الان 2000 شخص على الاقل وذلك حسب ما ورد في موقع "الوفاق" الشيعي السياسي. وقالت جمعية الشبان البحرينيين لحقوق الانسان أمس الاثنين ان الطلبة في جامعة البحرين يجبرون على توقيع تعهد بالولاء للحكومة. وقد القت السلطات القبض منذ بداية الشهر على اثنين من اعضاء اكبر كتلة للمعارضة "الوفاق"، وهي مجموعة شيعية معتدلة.وقال توبي جونز، المؤرخ لتاريخ الخليج المعاصر في جامعة روتجرز، ان "عمليات الكبت لم تنته بعد. انها عمل متواصل". وتشير اعمال الحكومة الى انها ابعد ما تكون عن الاعداد لحل سياسي فانها تعيد اللجوء الى احكامها الاستبدادية التي مارستها في التسعينات والتخلي عن محاولات الاصلاح التي بدأتها في باية العقد الماضي. ويقول "تفسيري لكل ذلك انه مؤشر بانه لن تكون هناك اوتوقراطية ليبرالية ، بل سيكون هناك اسلوب السياسات الاستبدادية القديمة".ويواجه المتهمون الـ21 السجن او الموت في حال الادانة. ومن بينهم افراد مثيرون للجدل مثل زعيم "الحق" حسن مشيمه، الذي دعا علنا للاطاحة بالملكية، وهو ما اثار مشاعر بعض المتظاهرين الذين لا يريدون الا الاصلاح لأنهم يشعرون انه وفر للحكومة عذرا لفرض اعمال القمع. كما دعا الخواجه الى تغيير النظام، واعرب عن بيانات يراها البعض على انها سياسية استفزازية.غير ان من بينهم ايضا ابرهيم شريف، الزعيم السني لمجموعة معارضة ليبرالية غير طائفية التي كانت ضمن ائتلاف يعمل مع النظام على اعداد الاصلاحات.ولا يُسمع للمتهمين بلقاء محاميهم لاكثر من 10-15 دقيقة بعد جلسة المحكمة، ويقول افراد العائلة انه لا يسمح لهم بالحديث معهم منفردين. وهذه الفسحة القصيرة هي الفرصة الوحيدة للعائلات لمحادثة اقاربهم المسجونين.وتحدث الخواجه لزوجته عن المعاملة السيئة في محادثة استغرقت ست دقائق بعد حديثه مع محاميه. وقالت الزوجة انه بدأت تنتحب وهو يشرح لها ما ابلغها به. وقد نُقل يوم الجمعة من زنزانة السجن مغمض العينين الى موقع مجهول. وفي غرفة بها كاميرا قال رجل انه يمثل ملك البحرين وطلب من الخواجه ان يعتذر للملك امام الكاميرا.وبعد ان رفض الخواجه مرتين تسجيل الاعتذار، قائلا انه لم يفعل شيئا خاطئا. وقالت ايضا ان زوجها خضع لعملية جراحية بسبب الكسور في وجهه وقال لعائلته انها كانت نتيجة الضرب الشديد اثناء اعتقاله.وقال الخواجه لزوجته ان الرجال هددوا باغتصابه "والقيام باشياء لا يمكن وصفها" لابنتهم، وطلب من زوجته ابلاغ ابنته، التي تعيش خارج البلاد، ان تكون على حذر.وانهت كلامها والدموع ترقرق في عينيها "ما فعله زوجي كان مجرد انه كان يريد ان يعرف الشعب حقوقه. لم يؤذ احدا، ولم يرتكب اي خطأ، ولا يستحق ان يعامل بهذه الطريقة".انتهی/158
المصدر : وکالات
الثلاثاء
١٧ مايو ٢٠١١
٧:٣٠:٠٠ م
242170
زوجة احد دعاة حقوق الانسان في البحرين تروى قصص التعذيب والمحاكمات الصورية
يبدو ان اعمال القمع البحرينية على الانتفاضة المنادية بالديمقراطية قد انتقلت من الطرقات الى قاعات المحاكم واماكن العمل والمدارس. وقد نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الاميركية رواية زوجة احد دعاة حقوق الانسان في البحرين في تقرير بعثت به مراسلتها في القاهرة كريستن تشيك.