ابنا :ويمثل الحكم الخليفي ابشعها على الاطلاق، فليس هناك نظام واحد في الدول التي ثارت شعوبها، ارتكب جرائم ممثالة لما ارتكبه الخليفيون والسعوديون بحق اهل البحرين، واذا كان هناك مجال محدود للتعايش مع الحكم القبلي الظالم قبل الثورة، فان هذا المجال قد تلاشى تماما، واصبح تعايش الطرفين مستحيلا.
صحيح ان هناك تشابها بين آل خليفة والانظمة الاستبدادية الاخرى التي واجهت شعوبها بالرصاص عندما تظاهر المواطنون سلميا،، لكن آل خليفة تجاوزوا بقية الانظمة بمسافات شاسعة، فاستهدفوا الشعب في وجوده، بهدف ابادته بالقتل تحت التعذيب وتشكيل المحاكم العسكرية التي تحاكم المدنيين، واصدار احكام الاعدام الجائرة بحق الاحرار، واعتقال البحرانيين بالمئات، وتعذيب المواطنين حتى الموت، وهدم المساجد والمآتم.
وبلغ الاجرام الخليفي السعودي ذروته بهتك اعراض النساء واغتصابهن بوحشية ليس لها نظير. وبالغ المجرمون من آل خليفة وآل سعود في جرائمهم ضد الانسانية باستهداف الشرفاء من الرموز السياسية والدينية، وعذبوهم بابشع الوسائل الجسدية والنفسية.
فليس هناك بلد آخر اعتقل كبار رموز المعارضة ونكل بهم في الوقت الذي كان العالم يطالبه فيه بالقيام باصلاحات سياسية جذرية.
لقد وقف الخليفون موقفا متحديا للعالم كله، واعتقد ديكتاتوره الذي سقط الى الحضيض في سياساته وخطابه، انهم بمنأى عن الغضب الالهي والقانون الدولي، فاعتقلوا الاطباء وعذبوهم، وما يزال هؤلاء يرزحون في غرف التعذيب باوامر من قادة الاحتلال الخليفي السعودي.
ورب ضارة نافعة، كما يقال. فهذه الجرائم قطعت الطريق على من يسعى للابقاء على شعرة معاوية، فلم يبق اي عذر او مسوغ لتبادل كلمة واحدة مع رموز الاجرام الخليفي. فلم يبق من هؤلاء احد والا وتلطخت يداه بدماء اهلنا، فكيف يمكن ان ينسى احد تلك الجرائم.
لقد قضى شعبنا شهرين تحت الاحتلال السعودي الغاشم الذي تجاوز في جرائمه جيش الاحتلال الصهيوني، باستهداف المساجد وهتك الحرمات والاعراض، واستباحة البحرانيين في قراهم ومنازلهم ومساجدهم واماكن عملهم ومدارس اطفالهم ومستشفياتهم.
واذا كان الخليفيون المجرمون يظنون ان المحاكم العسكرية التي فرضوها على الشعب سوف تنقذهم من النهاية السوداء المحتومة لهم فما أبعدهم عن الحقيقة. فما عليهم الا ان ينظروا لمن سبقهم في ذلك النمط من الاجرام. فقبل عامين فقط أحال نظام حسني مبارك المخلوع كوادر الاخوان المسلمين الى المحاكم العسكرية، ومن بينهم الدكتور عصام العريان، فماذا كانت النتيجة.
لقد اصبح الضحية اليوم هو الذي يحاكم السجان، ووجد مبارك نفسه يدفع ثمن استكباره واستبداده وظلمه، ومعه نجلاه المحبوسان معه. ألم يرد في مثل هذه البيانات مرارا بان يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم؟
ألم تطلق النداءات المطالبة بالحوار الجاد مرارا على مدى السنوات العشر الماضية؟ ألم يكن بامكان الدبكتاتور ونجله القيام باصلاحات جذرية قبيل انطلاق الثورة المباركة التي ما يزال وهجها ملتهبا وسوف يحرق النظام الخليفي الى الابد بعون الله تعالى. ولكن المستكبرين يعتقدون دائما انهم خارج نطاق القانون الالهي، وانهم قادرون على الاستمرار في الاستبداد والقتل والسجن والتنكيل.
طاغية البحرين يكرر اخطاء سابقيه من الطغاة، فيظهر على شاشة التلفزيون مزبدا مرعدا، مهددا، ومتوعدا، مع علمه ان الجمر يلتهب تحت الرماد وان البركان سوف ينفجر في وقت غير بعيد.
لقد ظهرت اولى بشائر النصر ببدء الاجراءات الدولية ضد مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، بينما استعاد الشعب عافيته وامتص الضربة الارهابية التي نفذها المحتلون الخليفيون والسعوديون.
وعما قريب سوف يجد رموز العدوان الخليفي انفسهم محاصرين بجرائمهم التي ارتكبوها بحق اهل البحرين، لان دماء الشهداء لا تجف وكلمة الحق لا تقهر، ودولة الباطل لا تدوم.
كان مشهد الثعلب على شاشة التلفزيون مقززا ومقرفا، ودافعا للمزيد من العمل على صعدان ثلاثة: تفعيل القضايا امام القضاء الدولي، والتحرك الميداني المتواصل على طريق اسقاط النظام الخليفي بدون كلل او ملل او خوف او قلق، وتعميق الايمان بحتمية انتصار الحق على الباطل، وان انظمة الظلم المؤسسة على الديكتاتورية التوارثية قد انتهى عهدها وانها الى زوال محتوم عما قريب. كان مشهد البحراني السبعيني الحاج داود، قبل اسبوعين، وهو يصلي في العراء بعد ان هدم المحتل السعودي الخليفي مسجده، تلخيصا بليغا للقضية. وكافيا لايقاظ الديكتاتور وعصابته على الواقع وان هدم الاحجار لا يعني شيئا ما دامت القلوب المؤمنة مطمئنة بالنصر، مشدودة الى الخالق، مؤمنة بقضاء الله، وان الله يمهل الظالمين ولا يهملهم. وقفة من رجل بحراني مكلوم، تكفي لابقاء جذوة الغضب مشتعلة في النفوس والقلوب، فبعد جرائم الخليفيين والسعوديين انتهى عهد الكلام معهم، واصبحت العدالة تقتضي انهاء عهدهم لانهم فشلوا على كافة الصعدان: الانسانية والاسلامية والقانونية. لم يعد هناك مبرر لوجود من يمارس البطش والفساد والاحتلال وهدم بيوت الله، ويتحدى القوانين الدولية بارتكاب الجرائم الممنوعة كالتعذيب وقتل الاسرى واحتلال اراضي الغير بالقوة. وعندما بدأ الحصار يخنق الخليفيين والسعوديين المحتلين، بادر رموز النظام لحملة جديدة للتضليل والتشويش، كما اعتادوا فعله من قبل. لكنهم هذه المرة يجهلون او يتجاهلون ان لدى المواطنين من الادلة المادية القاطعة ما يفشل كافة تلك المجاولات. وعما قريب سوف يجد من يشاركهم في عملية التضليل والتشويش تلك، نفسه مشمولا بتهمة ارتكاب الجريمة المنظمة. يظن هؤلاء المجرمون ان اعلانهم عن "احالة بعض العسكريين الى المحاكمة باساءة معاملة الشهيد عيسى صقر" سوف تحمي رموزهم من العقوبة القانونية الدولية، غير انهم بهذه ا لخطوة ساهموا في اثبات حقيقة مهمة مفادها ان رأس النظام، ورئيس وزرائه معهما وزيري التعذيب (الداخلية والامن الوطني) شركاء في تلك الجريمة، وبقية جرائم التعذيب التي ادت الى استشهاد العشرات من البحرانيين. يضاف الى ذلك ان استمرار محاكمة الرموز المدنية في محاكم عسكرية وشهادات السجناء المفرج عنهم، وحالات الاغتصاب التي تم تثبيت بعضها ضمن افادات الشهود، كلها ادلة دامغة سوف تؤدي الى جرجرة الديكتاتور وعصابته الى القضاء الدولي كما حدث لغيرهم من قبل، لسبب بسيط، وهو ان اهل البحرين، هذه المرة، عقدوا العزم على مواصلة دربهم على طريق احداث التغيير الجذري ومن ضمن ذلك محاكمة رؤوس نظام القتل وا لتعذيب، مهما كلف الامر. والله ناصرهم وهو نعم المولى ونعم النصير. اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين. حركة احرار البحرين الاسلامية 13 مايو 2011
...........................
انتهی/158