ابنا : ولفت بن جدو في محاضرة له خلال حفل تربوي أقيم بمدينة النبطية بجنوب لبنان إلى أن 'الإعلام هو أكبر سلاح لمواجهة آلة العصر'، وهو سلاح خطير، لأنه يمكن أن يفعل ما يشاء، قادر على أن يفرض الحقيقة ويعلي شأنها أو أن يزورها ويزور الوقائع.
وقال: 'للأسف دخلنا زمن التضليل الإعلامي اليوم، وليس زمن الحقيقة الإعلامية، ولكن أقول للجميع دون استثناء،لا استثني أحدا، أبدا لن نسمح لأحد أن يبشر بعهد التضليل الإعلامي' مضيفاً: 'نحن نستطيع بإمكانياتنا المتواضعة، أن يكون لنا الصوت والحقيقة والإرادة، و الشجاعة لنقول كفى لزمن التضليل الإعلامي الذي لن نسمح به، فزمن الإحباط قد ولى ونحن نستطيع بالإعلام والصحافة أن نقدم بديلا جديا يرصد الواقع كما هو وليس كما يريده الآخرون'.
وتناول بن جدو التطورات السياسية والثورات الشعبية في العالم العربي فقال عنها: 'إنها أعادت إلينا زمن الثورات والتغير والتي تمكن المواطن من أن يعبر عن رأيه ويتحدى أي آلة ديكتاتورية متجذرة'، مستدركاً بالقول: 'ولكن يبدو أن القوي الكبرى لديها من الإمكانيات ما تستطيع به أن تلتف علي كل شيء حتي في تونس ليس لدينا ثورة، وكذلك في مصر، لقد تم الالتفاف عليهما وجُعلتا نصف ثورة، وإنني آمل من أهلي في مصر وتونس أن يثابروا على ثورتهم'.
وتطرق بن جدو إلى أحداث سوريا والاحتجاجات في البحرين فقال: كان من الطبيعي أن تبحث الولايات المتحدة عن مكان ترد فيه علي خسارتها لحليفها في مصر، وها هي ترد في سوريا، فهناك تدخل خارجي خطير، وتكمن خطورته، ليس باحتوائه تدخلاً أمريكياً وإسرائيليا وأوروبياً، بل لوجود تدخل عربي سافر مقيت، وباسم الدين الذي يريد أن يمزق الأمة بين شيعة وسنة ويمزق سوريا بين علويين ومسلمين وبين مسلمين ومسيحيين'.
وانتقد بن جدو الصمت الدولي حيال ما يتعرض له شعب البحرين من قمع وجرائم، معتبراً أن 'هناك صمتاً كبيراً يخيم علي ما يحصل'، وذكَّر بتماثيل بوذا التي فجرتها حركة طالبان في أفغانستان، فقال: 'قبل عشر سنوات حصل تناحر علي صخرة في زمن طالبان، فليحسبوا شعب البحرين صخرة، يحق لها العيش، لماذا صخرة فجرت قبل عشر سنوات أقمتم الدنيا ولم تقعدوها كي لا تدمر، هناك في البحرين مساجد يعتدى عليها اليوم بحجة أنها مساجد طائفية'.
تجدر الإشارة إلى ان الإعلامي غسان بن جدو كان قدم استقالته الشهر الماضي من قناة الجزيرة احتجاجاً علي 'خروجها عن المهنية واستخدامها أسلوب التعبئة والتحريض عبر تغطيتها للأحداث في البحرين وسوريا.
انتهی/158