وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : صحيفة الوطن الجزائري
السبت

٧ مايو ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
240523

الثورة منتصرة بعون الله؛

دماء الشهداء في البحرين ستسحق المحتلين السعوديين

يخسأ المحتلون السعوديون والخليفيون ان ينالوا من كرامة شعب البحرين وإبائهم وعزمهم وشموخهم، فهؤلاء أبناء الاسلام، أحفاد الذين أقاموا الدين وحاربوا المشركين وتصدوا للطغاة الذين حولوا حكم الله الى ملك قبلي عضوض، يتوارثه الأبناء عن الآباء، وساروا على خطى رسول الله والمخلصين من اصحابه حتى كسروا الاصنام وعبروا الحدود ونشروا كلمة الله في ربوع الدنيا.

ابنا : أولئك قوم عملوا لاقامة العدل في الارض بين الناس، فسار اهلنا على خطاهم عبر التاريخ، حتى غشيهم الاحتلال الخليفي المقيت وسعى لاطفاء انوار تاريخهم الاسلامي المجيد، وفرض اساطير الجهل والتخلف والعنف والبداوة. واليوم يتجدد الصراع بين فريقين: احدهما يسعى لتجديد حضارته وثقافته باقامة نظام عصري يؤسس على الحق والعدل والشورى والممارسة الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، والآخر يصر على القاء خارج التاريخ، بفرض رموز القبيلة المحتلة واستعباد المواطنين لخدمتها، او القضاء عليهم ان أبوا ذلك. وما التصريحات التي اطلقها وزير دفاعهم، خليفة بن أحمد آل خليفة، لصحيفة "الوطن" الكويتية الا تأكيد لعقلية الاستئصال التي تجاوزت في اجرامها سياسات الاحتلال الاسرائيلية. ففي تلك المقابلة التي نشرت قبل يومين يؤكد عزم عائلته المحتلة على قتل البحرانيين وطردهم من البلاد. هذا التصريح صدر علنا وبدون مجاملة او دبلوماسية. انه تعبير عن عقلية الاستكبار والاجرام التي تعشعش في اذهان رموز الاحتلال الخليفي، وذلك تعبير عن الايام السوداء التي سوف تخيم على البحرين في الفترة المقبلة. فالصراع لم يعد من اجل حقوق ديمقراطية فحسب، بل اصبح على شعب البحرين ان يصارع من اجل حقه في الوجود على ارضه التي ورثها أبا عن جد، قبل ان تدنس ارضه اقدام المحتلين الخليفيين ثم السعوديين. انها جريمة العصر التي تتبنى مشروع الابادة الجماعية لشعب متحضر، بهدف ازاحته عن ارضه واستبداله بشعب آخر يؤتى به من اصقاع الدنيا. امام هذه الجريمة النكراء التي لا تحدث في السر، بل تمارس علنا، وعبر اجهزة الاعلام وتصريحات المسؤولين، وتنفذها قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية، ما يزال العالم يقف بلا مبالاة او اهتمام. بل ان كلا من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ما تزالان توفران الغطاء الدبلوماسي للاحتلال السعودي الخليفي. انهما تدعوان مجلس الامن للنظر في قضايا ليبيا وسوريا ولكنهما ترفضان رفع الغطاء عن الاجرام الخليفي المتواصل ضد اهل البحرين. هذا برغم صدور الكثير من البيانات والتصريحات من المنظمات الحقوقية الدولية التي تدين الارهاب المزدوج السعودي – الخليفي. وما تزال الولايات المتحدة تغض الطرف عن تلك الممارسات. صحيح ان الرئيس اوباما اتصل بديكتاتور البحرين الاسبوع الماضي وحثه على التوقف عن تلك الانتهاكات، ولكن ذلك غير كاف. بل المطلوب دعم الثورة البحرانية وطرح قضية البحرين امام مجلس الامن لاصدار قرار ضد جرائم الحرب التي مورست حتى الآن. وقد اتضح ان واشنطن هي التي تمسك بخيوط اللعبة وان السعودية ليست الا دمية بيدي واشنطن. فعلى اثر مكالمة اوباما ارغم آل خليفة على اطلاق سراح عدد من الطاقم الطبي الذي اعتقل ظلما وعذب بدعاوى خاوية سرعان ما تراجع المجرمون الخليفيون عنها بعد مكالمة اوباما. هذا يؤكد حقيقة مهمة وهي ان الولايات المتحدة شريكة في جرائم النظام الذي يتحرك ضمن ما هو مسموح به من واشنطن، فما ان تبدي غضبها حتى يتراجع عن مواقفه وقراراته 180 درجة. وطالما ان لهذا النظام ابواقا وعبيدا وجيشا من المرتزقة فانه قادر على تغيير مواقفه بين ليلة وضحاها وفقا للارادة ا لامريكية. ان هدم المساجد واعتقال المواطنين من نساء ورجال، وتهديد آل خليفة بتصفية الشيعة من البحرين كما جاء على لسان وزير دفاعهم، كلها جرائم لا تستطيع واشنطن ا لتنصل من دورها في تسهيل ارتكابها. ان واشنطن تعلم جيدا حجم الانتهاكات التي تمارس بحق البحرانيين، خصوصا في السجون، وما نقل الاستاذ جواد فيروز للمستشفى العسكري الا نتيجة التعذيب الذي لحق به في غرف التعذيب الخليفية. ألا تعلم واشنطن بذلك؟ لماذا لا تحرك ساكنا؟ لماذا لا تسمح بطرح قضية البحرين امام مجلس الامن لتلقين الخليفيين درسا لا ينسونه؟ ما مستقبل الثورة؟ ربما يراود البعض شك في انتصار ثورة المظلومين في البحرين خصوصا مع استمرار الدعم الامريكي والبريطاني للعدوان السعودي – الخليفي. ومع ان هذا الشك قد يكون مبررا، ولكن الشيطان هو الذي يثيره. اما النظرة القرآنية للمستقبل فتوفر وضوحا قطعيا بحتمية انتصار الثورة وهزيمة العدوان السعودي الخليفي. قد يطول الزمن او يقصر قبل ان يتحقق ذلك، ولكنه واقع لا محالة. ولكن ثمة شروط لكي يتحقق ذلك اهمها الصبر الايجابي من قبل المواطنين على السراء والضراء، فهذا الصبر ضروري لمنع تصدع الموقف. وهنا نهيب بكافة المواطنين عدم الاقدام على اية خطوة من شانها اضفاء الشرعية على نظام الاحتلال الخليفي السعودي. ومن المؤكد ان هذا الصبر سوف يدفع الخليفيين المجرمين لارتكاب المزيد من البطش والاجرام، ولكن كما قال القرآن الكريم "وما كيد فرعون الا في تباب"، وسوف يرتد كيد الخليفيين في نحورهم. فالدماء التي سفكت لن تجف حتى يسقط النظام الخليفي، فلا يخافن احد بطشهم وجبروتهم، لان الله سبحانه وتعالى يقول "والله أشد بأسا وأشد تنكيلا". فاذا كنا مؤمنين فلا خيار امامنا سوى الايمان بهذه الحقائق القرآنية التي كان لها مفعولها في الامم السابقة ولن يكون السعوديون والخليفيون بمعزل عنها.. والامر الآخر المطلوب: التواصي بالحق و التواصي بالصبر، فذلك ضرورة لتقوية الموقف ومنع الشيطان من ادخال الشك في النفوس. ومطلوب ايضا الاصرار على المطالب وتثبيتها كحقائق ثابتة لا حياد عنها. فشعارات "يسقط حمد" ثابت لا يتغير، وكذلك "الشعب يريد اسقاط النظام". هذا بالاضافة الى تأكيد وحد الشعب برغم السعي المتواصل من قبل السعوديين والخليفيين لاثارة الفتنة الطائفية. وهي فتنة تثار في اغلب البلدان التي تحدث فيها الثورات. فهناك حوادث مفتعلة تتمثل باعتداءات من السلفيين على مساجد الآخرين كما يحدث في مصر والاردن وتونس واليمن. انها محاولات لاشغال الشعوب الثائرة بالفتن الطائفية لتحجيم حماسها نحو الثورة و تحقيق التغيير. مطلوب من المواطنين ايضا النظر الى محاولات افشال ثورات الشعوب الاخرى على ايدي قوى الثورة المضادة، فتلك الشعوب تعاني كما يعاني شعب البحرين من بطش الانظمة، ولم تنتصر ثوراتها بعد، ولكن اصرارها وصمودها سوف يؤديان الى النصر بعون الله تعالى. انه نصر سوف يتحقق بارادة الله وسوف تندحر ارادة الطغاة واعداء الثورة ورموز ا لاستبداد، لان الحق لا يضيع ودماء الشهداء لا تجف وصوت الحق يعلو ولا يعلى عليه، وان العاقبة للمتقين، ولا عدوان الا على الظالمين، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

انتهی/158