ابنا : بكل قوتها .. الاسرة الحاكمة في البحرين تقمع المعارضين .. تعتقل المتظاهرين .. اربعه منهم قتلوا تحت التعذيب .. و المتظاهرون يختنقون تحت ضغط الة الحكومة العسكرية.
المنع بكل بساطة .. هو حسب الظاهر اسهل و اسرع اسلوب للاسرة الحاكمة في البحرين لإزالة الاحزاب المعارضة لحكمهم .. و هدم كل ما يحمل نصباً تذكارياً يذكر بالثورة و تحويله الى تقاطع سير مروري .. و نشر اعلانات تحمل صورا مرعبة للتعذيب و تحمل عبارات تخويف للشيعة و تهديد بالقتل .. و من جانب اخر اسكات الاطباء و الممرضين و كل شهود الفاجعة .
هكذا هي الحال في البحرين اليوم بعد اربع اسابيع من دخول قوات درع الجزيرة البحرين في الخامس عشر من الشهر المنصرم و انهائهم الربيع العربي بالعنف و الدماء ... ان الاسرة الحاكمة في البحرين منذ 227 سنة استعانت بقوات درع الجزيرة المتكونة من قوات سعودية و اماراتية و قطرية و عمانية و كويتية ، لقمع ثورة شعبها الاعزل ، فقط لانه يطالب بحقوق طبيعية كالديمقراطية و المساواة .
بعد القمع الذي حصل .. جاء دور الضربة الثانية للمعارضة العنيدة .. قامت وزارة العدل و الاوقاف بقرار الغاء الحزبين الاكبر في المعارضة .. بحجة ان مظاهراتهم اخلت بالامن الوطني البحريني ..( برغم ان العالم اجمع شاهد ان المتظاهرين ينادون بالسلام و السلمية.
اربعة قتلى في تسعة ايام هو جريمة و ليس صدفة في المنامةحيث يتجنب السكان ، الخروج من المنزل خوفا من الاعتقال .. وحيث الناس يمسكون اجهزة الهاتف النقال لتناقل اخر اخبار المعتقلين من شبابهم في سجون الاسرة الحاكمة و اخر اخبار الاحداث و الاعتقالات و ما شابه .. وفي الليل صار منظر نقاط التفتيش من المناظر المألوفة في شوارع البلاد .
الخوف من الاعتقال كبير جداً بعد مقتل احد المؤسسين لحزب الوفاق البالغ من العمر تسعة واربعين عاماً المدعو كريم فخراوي في الثاني عشر من ابريل في السجن .. الاسرة الحاكمة تدعي ان سبب موته هو فشل في الكلى .. وقد تم اعتقاله حسب شهود عيان في بيت احد اقاربه .. كما تم قتل المدعو علي عيسى صقر و زكريا رشيد حسن في السجن ايضا و تحت التعذيب كما تبين لاحقا اثار التعذيب على اجسادهم ... اضافه الى رابعهم الذي توفي ايضا في نفس الظروف القمعية الغامضة .... اربعة قتلى من المعتقلين في تسعة ايام .. ليس صدفة ... هذا ما قاله السيد جو ستورك من منظمة هيومن رايتس ووتش ... و الحكومة لم تعط معلومات عنهم اثناء الاعتقال و لم تبين ظروف وفاتهم و اسبابها الحقيقية ...
رئيس الاتحاد الاوروبي السيد جيرزي بوزيك ابدى تأثره الكبير و انزعاجه من طريقة القمع و التعذيب التي اتبعتها الحكومة البحرينية ... و ايضا ابدى انزعاجه من اعتقال اكثر من اربعمائة من نشطاء الثورة و المدونين و المعارضين و على الخصوص النساء .... وقال : هذا القمع المفرط ليس صدفة او تصرف عفوي و انما هو تصرف صادر بتنظيم ينم عن دكتاتورية مقيتة و دموية بغيضة ... و طالب الحكومة بتبيان اماكن وجود الاشخاص المسجونين و ترتيب لقاءات مع ذويهم باسرع وقت و في مقدمتهم السيد عبد الهادي الخواجه الرئيس السابق لمركز حقوق الانسان في البحرين .
اما بالنسبة للاطباء المعتقلين و الجزء الاكبر منهم من العاملين في مستشفى السلمانية ... و اثنين منهم لا يوجد لهم أي اثر او خبر ان كانوا على قيد الحياة حسب منظمة حقوق الانسان .. منذ الخامس عشر من مارس المنصرم الى الان لا يوجد لهم اثر او خبر بموت او حياة او سجن ... وزيرة الصحة فاطمة البلوشي اتهمت طاقم المستشفى بالتآمر ضد امن البحرين ... بانضمامهم الى جبهة المعارضة و معالجتهم جرحى المعارضة ... و اتهمتهم بتبشيع صور الجروح حتى تؤثر بالاعلام و تشوه صورة الحكومة اكثر .. و اتهمتهم ايضا بتزييف الصور و التنكر بزي الاطباء و الممرضين و اخفاء الاسلحة في ميدان اللؤلؤة الشهير .. على حد قول الوزيرة فاطمه البلوشي ... في حين ثبت كذب الفيديو الذي عرضه تلفزيون البحرين لصور تجميل الاطفال الذي تبين بالدليل القاطع انه فيديو قديم تم تسجيله في احدى مدارس فلسطين لتعليم الاطفال فن التجميل السينمائي .
بعد يوم من دخول قوات درع الجزيره تم هدم الرمز الاول للثوره الذي يتمثل بدوار اللؤلؤة .
العاملون في المستشفى تحدثوا عن اسلحه محظوره دولياً و قد تم تصوير الاصابات قبل العلاج لاستخدامها لاحقا كأدلة في المحكمة الجنائية .. المصابون برصاص الشوزن تم معاملتهم بوحشية و اعتقالهم لانهم حسب اعتقاد الشرطه في مقدمة المتظاهرين ضد الاسرة الحاكمة ... ثلاثة من الاطباء تم الاعتداء عليهم في منتصف الليل بالضرب المبرح لانهم لم يعلقوا صور رئيس الوزراء في مكاتبهم في المستشفى ... ريتشارد سولوم من منظمة اطباء بلا حدود افاد ان قوات الامن اقتحمت المستشفى و صادرت جميع ملفات المرضى و صور الاشعة للجرحى التي يمكن استخدامها كدليل ضد الحكومة في ما بعد . الاطباء يعتبرون الشاهد الاول على هذه الجرائم .
و من جانب اخر قررت الاسرة الحاكمة في البحرين اغلاق جريدة المعارضة الاولى جريدة الوسط .... بحجة نشرها تقارير بعيدة عن الصحة حسب مزاعم الاسرة الحاكمة ....
الحكومة تعلن حربا شاملة على كل رمز شيعي اسلامي !!!
بامر من الملك و بمشورة شيوخ الوهابية السلفية تقوم القوات بحرق كل ما يقع عليه الامن الوطني و قوات درع الجزيرة من كتب اتباع اهل البيت و هدم مساجدهم و دور عبادتهم و مضائفهم و كل ما يذكرهم بالثورة من تماثيل و نصب تذكارية و هدم قبور رموزهم الدينيين ... برأي الحكومة ان هذا الامر هو الانجع في الفترة الحالية للقضاء على فكر اتباع اهل البيت الثوري و ارهابه حتى يتشتت شمله و لا يمثل تهديدا للاسرة الحاكمة .
الاسرة الحاكمة تحاول ابراز عضلاتها لارهاب المسلمين الشيعة ... و تم الاعلان في الوقت نفسه من قبل الحكومة بانها كشفت شبكة تجسس من ايرانيين و بحريني واحد و ادعت انهم منذ العام الفين و اثنين الى الفين و عشره يقومون بتسريب معلومات الى الحرس الثوري الايراني ... في حين يرى الليبرالي حسن مادان رئيس الكتلة الديمقراطية انهم خطفوا من قبل الحكومة .
احدث برنامج لمكافحة الثورات هو برنامج فيلد مانويل ثلاثة على اربع و عشرين .. لمهندس الحرب الاميركي ديفيد باتريوس القائد الحالي للقوات الاميركية في افغانستان .... باتريوس ينصح في تعليماته لسلطة البحرين بالاستعانة بالخبرة المكتسبة من قرن و نصف القرن من الزمان من خلال الكثير من التجارب للامم السابقة .. ومن سبل اجبار الجماهير على التزام الهدوء و عدم الثوره استيحاء من افكار ماركوس سانتاكلوس الثالث في بدايات القرن الثامن عشر و نابليون بونابرت في قمعه للانتفاضة الشعب الاسباني بطريقة فعالة انذاك و هي اقتلاع جذور و اسباب الثورة أي اقتلاع المعارضة و السياسات غير العادله !! و ازالة اصحاب الحظوظ في النجاح و اسكات من تستطيع اسكاته بشتى السبل بما فيها القتل .
ويبدو ان هذه هي الاسباب التي جعلت ثورة البحرين منتصرة معنوياً ... على الاقل على المدى البعيد حسب قواعد الثورات العامة ... و على هذا الاساس فأن القادم اقسى مما مضى بالنسبة للسلطة الحاكمة في المنامة لانهم ظلموا الناس في هذه الايام القليلة الماضية ظلماً يعادل ظلم مئات السنين .. و لكل فعل رد فعل .
انتهی/158