ابنا : إنني على يقين أن إدارة وزارتك يشاهدون القصص المحزنة التي نشاهدها يوميا عبر الإعلام الإلكتروني من انتهاكات لحقوق الإنسان وموجات التعسف دخلت المساكن الآمنة ودور العبادة المحرمة ولم نسمع منكم أي تنديد أو اعتراض أو شجب وكأن أحداث 11 سبتمبر كانت تحت رعايتكم!.
السيدة «كلينتون»، نعلم أن لكم مصالح استراتيجية في هذه الجزيرة الآمنة الصغيرة حيث لم تتعرض يوما للتهديد أو الاعتداء ونعلم جيدا أن الشعب البحريني لا هم له بهذه المصالح وليس لديه أي نية لشن عمليات إرهابية ضد الاسطول الخامس أو طاقمه كما حصل من إعتداء على يو أس أس كول في مرفأ عدن! والشعب البحريني المسالم لا ينهج الانتحار لحل قضاياه المصيرية ولا يتجه لتشكيل جماعات عسكرية أو شبكات إرهابية وإن ثقافة هذا الشعب كانت دوما في صفكم لا عليكم حين وقعت العمليات الارهابية على بعض قواعدكم في المنطقة وإن روح وطنيتهم وولائهم المفرط لأرض أبائهم وأجدادهم يمنعهم من أي تدخل خارجي ولا يحتاجون لشهادة أحد لإثبات استقلالية قضاياهم المصيرية!.
السيدة «كلينتون»، إن رسالة الفاضلة مريم الخواجة في تلك الدقائق المعدودة جاءت لتبين مآسي اعتقالات منظمة لكثيرين حتى فقدت قيمة المواطن البحريني وقيدت حريته وأصبحت إنسانيته مرهونة لضمان مصالحكم المادية التي لا يمكن أن نقارنها بقيمة كرامة أهلنا وإخوتنا ولا يمكن أبدا نزع وطنيتهم.
واليوم أصبحت القضية واضحة أمامكم وإن كان قراركم السياسي يدعم مصالحكم الخاصة بادارتكم فإن الشعب البحريني فقط بحاجة لقراركم الانساني الداعم للحريات والمطالبات المشروعة!. البحرينيون المضطهدون يعتبرون مريم الخواجة سفيرتهم وإن مناشدتها هي رسالتهم جميعا وقد وصلت، فهل فهمت مضمونها يا سيدة كلينتون؟!.
أم أنك تنتظرين هذا الشعب يردد ما قالته عضو البرلمان الكندي السيدة «كارولين باريش»:«لعنة الله على هؤلاء الأمريكيين إنني أكره هؤلاء ...»؟!. وأخيرا وليس آخرا: هل يحق لهذا الشعب أن يلجأ لطرف أجنبي غيركم طلبا للنجدة حتى يسترجع كرامته وحريته وإن كان الثمن باهظا لو أنكم تخاذلتم في نصرتهم؟!. ماذا أنت فاعلة يا سيدة هيلاري كلينتون؟!.
انتهی/158