وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ أثر لقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوزير الخارجية للسلطة الحاكمة في البحرين خالد بن أحمد آل خليفة في قطر ودعوته إلى إجراء حوار شامل مع جميع الأطراف المعنية في أقرب وقت ممكن وندائه إلى الحكومة بوقف إطلاق النار على المتظاهرين ، مؤكدا حق الشعب بإخيار النظام الذي يحكمه ، وبعد قلق الإتحاد الأوربي مما يجري من إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وإطلاق النار ضد المتظاهرين ، ومناشدة وزير الخارجية الإيراني الدكتور علي أكبر صالحي لأمين العام للأمم المتحدة للتدخل الفوري لوقف المجازر ضد أبناء شعب البحرين والإستجابة لمطالب الشعب البحرين في الحرية والعزة والكرامة وإنتخاب نظامه السياسي ،أصدر أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين بيانا أوضحوا فيهم موقفهم من نداءات بان كي مون ودعوة الإتحاد الأوربي للسلطة الحاكمة المستبدة في البحرين وإليكم نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
منصورين والناصر الله
((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)) صدق الله العلي العظيم
نعزي عائلة الشهيدة الطالبة الجامعية جواهرعبد الأمير كويتان من المنامة التي توفيت بعد تعرضها لغيبوبة ، بعد أن تعرضت للضرب على رأسها من قبل بلطجية في جامعة البحرين قبل أسابيع ، كما ونعزي شعبنا البحريني الصابر المجاهد والصامد بشهادة الشهيدة الثانية في مسيرة الثورة الشعبية من أجل التغيير والإصلاح الجذري من أجل مستقبل مشرق بدماء شهداءنا الأبرار.هذا وقد شيع شعبنا الشهيدة الصابرة المظلومة في العاصمة المنامة إلى مثواها الأخير.
كما ونعزي شعبنا العظيم بذكرى شهادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي تصادف شهادتها هذه الليلة ( الأحد 17 أبريل) ، وإستجابة لإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير فقد أعلن عن هذه الليلة العظيمة بـ"ليلة تحدي الجيوش والعساكر"،والذي لاقى إستجابة كبيرة من قبل الجماهير نطالب شعبنا لأحياء هذه المناسبة العظيمة بالخروج في مسيرات عزائية بصورة كبيرة رغم التواجد المكثف للدبابات والمدرعات والجيش في الشوارع والمدن والقرى خصوصا المآتم والحسينيات في العاصمة المنامة والتي هي الآن مطوقة لمنع إقامة الشعائر الحسينية،لكي نثبت بأننا متمسكين بقيمنا ومبادئنا ومقدساتنا على الرغم من حملات التنكيل المنظمة من قبل الجيش السعودي الوهابي وقوات الجيش الخليفي والقوات الأمنية والمرتزقة والبلطجية بالإعتداء على المقدسات.
نعم قدمنا الشهيدة بهية العرادي التي أستشهدت برصاص الجيش الخليفي ، ومن ثم قدمنا الشهيدة الثانية جواهر كويتان لتلتحق بركب الشهداء في أسبوع الحملة الداعمة لإنقاذ المرأة البحرينية المسجونة تحت إسم .. "أنقذوا أحرار السجون".
الحوار الشامل بين السلطة والمعارضة
بعد صمت دولي دام أكثر من شهرين على إندلاع ثورة 14 فبراير ، وبعد ما إستمر الشعب وشباب الثورة في الصمود في إنتفاضتهم وأحتجاجاتهم من أجل تحقيق المطالب السياسية العادلة والمشروعة ، وبعد الصمود والثبات والإستقامة وتحدي قوات الجيوش الغازية والمحتلة التي قامت بجرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية ، وبعد الدعم والتضامن الدولي والشعبي لشعبنا في مختلف الدول العربية والإسلامية والعالمية عبر الخروج بالمسيرات والمظاهرات والإعتصامات اليومية والأسبوعية أمام السفارات البحرينية والسعودية والأمريكية وأمام البيت الأبيض ومجلس الوزراء البريطاني وبعد المناشدات المستمرة من قبل الشعب والمعارضة البحرينية والدول الصديقة والأحرار والشرفاء في العالم بإنقاذ شعب البحرين والمطالبة بتوقف حمامات الدم والإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وإنتهاك الأعراض والحرمات والمطالبة بوقف المجازر ضد شعبنا المظلوم طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون والإتحاد الأوربي بأن تتوقف السلطة الحاكمة في البحرين عن إطلاق النار على المتظاهرين وأبدوا قلقهم الشديد من عمليات القتل وطالبوا بالخروج الفوري للقوات السعودية كما طالبوا السلطة بالمباشرة بإجراء حوار شامل مع الشعب وكافة أطياف العارضة السياسية.
وكما نعرف فإن أي دعوة ومناشدة دولية في هذا الوقت فإنها تحرج السلطة ، لأنها خلاف توجههم الأمني والعسكري في التعامل مع الحركة الشعبية ومطالب الشعب والمعارضة.
وعلى الرغم من أن دعوات الحوار هي خلاف توجه الثورة ومواقف الشعب وإئتلاف شباب 14 فبراير ومواقف إئتلاف من أجل الجمهورية الذين أعلنوا بأنه لا عودة عن المواقف الثابتة لشعب البحرين في إسقاط النظام إلا أن رفض السلطة الحاكمة لدعوات الحوار سوف يفضحها أمام المجتمع الدولي ويكشف عن قساوتها ونواياها السيئة في التعامل والتعاطي مع مطالب الشعب العادلة والمشروعة والتي طرحها في مسيراته ومظاهراته وإعتصاماته بصورة سلمية وحضارية.
لقد راهنت السلطة الخليفية على الخيار الأمني والعسكري لحل الأزمة السياسية الخانقة في البحرين إلا أنها فشلت فشلا ذريعا رغم أنها سعت في بداية تفجر الثورة الشبابية في 14 فبراير إلى خنقها في المهد بالإستخدام المفرط للقوة وسقوط الشهداء والألآف من الجرحى.
فبعد أن أخفقت السلطة الحاكمة في إجهاض الثوة الشعبية بدأت تلوح بورقة الحوار الكاذب للأستفادة من الوقت والإنقضاض مرة أخرى على الجماهير وخنق الأصوات المطالبة بالحرية والعزة والكرامة وحق تقرير المصير وتحقيق المطالب السياسية المشروعة، وهذا ما حدث بالفعل بعد أن السماح بالتدخل والإحتلال العسكري للقوات السعودية ودرع الجزيرة للبحرين وقمع الإحتجاجات والثورة الشعبية المطلبية بقسوة شديد ومفرطة وإستباحة القرى والمدن وهدم المساجد والحسينيات والمظائف وقبور الصالحين ، وحملة المداهمات والإعتقالات التي طالت قادة المعارضة والمئات من الشباب الثوري والناشطين السياسيين والحقوقيين وأكثر من 35 إمرأة يمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي.
فالسلطة الخليفية الحاكمة بعد دعوة الحوار الكاذبة التي أطلقتها لكي تخدع الجمعيات السياسية والشعب قد راهنت على الخيار الأمني والعسكري لمعالجة الأزمة السياسية بعد التدخل السعودي في البحرين ، كما راهنت على ذلك خلال الثلاثين عاما مضت ، خصوصا في فترة الإنتفاضة الشعبية التي إنطلقت من عام 1995م إلى عام 2000م ، حيث شهدت البحرين حملة تنكيل وإستخدام مفرط للقوة واستشهد العديد من الشهداء من الرجال والنساء وهتكت الأعراض. وهكذا كانت تجاربنا مع هذه السلطة التي كلما وصلت إلى طريق مسدود دعت إلى الحوار ولكنها وبمجرد الإستقواء ترجع إلى حالتها القمعية والوحشية وتمارس أبشع ألوان التعذيب والتنكيل رافضة أي دعوة للحوار وتتنصل من كل وعودها والمواثيق التي إلتزمت بها مع الشعب.
وشاهد جلي وواضح على نكث السلطة للوعود هو أنها وبعد الإعلان عن ميثاق العمل الوطني والمشروع الإصلاحي المزعوم لملك البحرين الطاغي حمد بن عيسى آل خليفة والتصويت على ميثاق العمل الوطني في 14 فبراير من عام 2001م ، فقد نكثت السلطة الإتفاق المبرم مع قادة المعارضة بالإعلان عن دستور فرض على الشعب في 14 فبراير من عام 2002م ،فشهدت البحرين بعد ذلك أحلك مرحلة إستبداد سياسي وملكية مطلقة ، إشتدت ذروتها بعد إندلاع الثورة في 14 فبراير ، وها نحن نشهد أقسى إرهاب وقمع سياسي بعد الغزو السعودي سعى فيه الحاكم العسكري السعودي والمجلس العسكري للعائلة الخليفية أن يحسم القضية السياسية عبر رهانه على الحل الأمني وكأن آل خليفة يعيشون لوحدهم بعيدين عن العالم.
إن إستقامة شعبنا وصبره وإستقامته من أجل نيل حقوقه السياسية مهما كلف الثمن وتقديمه للشهداء من أجل الحرية والكرامة وتقرير المصير قد تكلل بالنجاح ، وأفشل الخيار الأمني لحل